بلا حدود

الكويت والمنظمات العربية والدولية؟

تصغير
تكبير

«الحمار حماري ونركب من اللور»: هذا مثل جزائري - حقيقة - لا أعرف ما قصته؛ بيد أن شرحه جد بسيط، ولكن دعونا قبل أن نشرع في شرحه نوضح نكهة اللهجة المغاربية عامة (المغرب الأدنى ويطلق على تونس، والمغرب الأوسط ويطلق على الجزائر، والمغرب الأقصى ويطلق على المغرب)؛ فاللهجة المغاربية ذات إيقاع جميل وتحمل في ثناياها جرساً موسيقياً رناناً، وهي تنتقل في الخطاب من المفرد إلى الجمع من مثل: أنا نروح. أو تكتب هكذا: أنا انروح، و: أنا نقول. أو: أنا انقول. وهذا الأسلوب ليس ببعيد عن الأسلوب القرآني البلاغي؛ فالقرآن يخاطب المفرد ثم ينتقل إلى مخاطبة الجمع ويخاطب الحاضر ثم ينتقل إلى مخاطبة الغائب... وهكذا. وحتى صيغة الخطاب تنتقل من الخطاب بصيغة المفرد إلى الخطاب بصيغة الجمع.
والآن دعونا نعود إلى المثل الجزائري «الحمار حماري ونركب من اللور؟!» هو بصيغة الاستفسار بتعجب واستنكار؛ إذ كيف يكون الحمار حماري ويفرض عليّ أن أركب ثانياً على مؤخرة الحمار فوق عظمتي الظهر، وأراد في هذا الاستنكار أن يقول: كيف يكون الحمار حماري أنا مالكه وصاحبه وأنا من يصرف عليه ويضع ميزانية سنوية لأكله وشربه وكسوته وأمنه واستقراره وتطبيبه ومبيته، ثم يأتي المتطفلون الوصوليون المتسلقون المتملقون والمتزلفون ويركبون على ظهره بكل أريحية؛ بل والأدهى والأمر من ذلك يذهبون به إلى باريس ويأخذون بدل مهمة أيضاً، وأنا صاحبه ومالكه أترك في الركب الأخير؟! نحن أصحاب الحصص الكبيرة، والتمويل السخي، في رعاية المنظمات العربية واحتضان المنظمات الدولية ترى ما دور اللجان الوطنية في المنظمات العربية والدولية؟ ما نسبة تمثيل الكويتيين في هذه المنظمات؟ ما نصيب علماء الكويت ومفكريها وشعرائها وأدبائها وأطبائها وباحثيها... إلخ من مشروعات وأنشطة هذه المنظمات ذات الميزانية السنوية؟! كم مغمور ظهر وبرز وكسب شهرة وذاع صيته بواسطة أموالنا وحصصنا الكبيرة في تمويل هذه المنظمات العربية والدولية، والكويتي مطمور في بلده يصارع الحسد والغيرة والمزاجية!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي