لقاء / يتميّز الفريق بالأجواء العائلية ويتدرب 3 مرات أسبوعياً... وما زال مستمراً منذ العام 1967

الشقيقان جمال وكامل ضاهر: «الجوازات» خرّج نجوماً للكرة الكويتية ... وتسيّد دورة الروضان لسنوات

تصغير
تكبير

تسمية الفريق تعود إلى الملعب الترابي للمقر القديم لإدارة الجوازات والجنسية في بنيد القار... ومسعود حيات أكبر داعميه 

عبدالرضا عباس وحميد ومنصور باشا وحسن عاشور وإسماعيل حسن ترعرعوا في الفريق وبرزوا مع «الأزرق» والعربي

«الجوازات» فاز بـ7 ألقاب في دورة الروضان بينها النسخة الأولى... وتوقف لعدم القدرة على مجاراة المحترفين العالميين

الشقيقان «اللبنانيان» لعبا في وطنهما... فبرز «جمال» مع المنتخب والأنصار فيما يعتز «كامل» بالدفاع عن ألوان الفجر زفتا 

 

غاص نجما كرة القدم اللبنانية، الشقيقان جمال وكامل ضاهر، في غياهب الزمن ليسترجعا شريط ذكريات فريقهما «الجوازات الكويتي» الذي يعد أقدم وأعرق الفرق المحلية، غير الرسمية، ويحظى بشعبية جارفة. فقد تسيد لسنوات دورة المرحوم عبدالله مشاري الروضان الرمضانية ونال لقبها في مناسبات عدة، وكان إحدى أبرز العلامات الفارقة فيها لفترة زمنية طويلة، وذلك منذ انطلاقها في العام 1980، في الوقت الذي كانت له أيضاً صولات وجولات في بطولات ودورات محلية أخرى.
ويعد الشقيقان المقيمان في الكويت حيث ولدا وترعرعا، من نجوم «الجوازات» ومن مؤسيسه، وهما الوحيدان من غير المواطنين الذين دافعوا عن ألوانه منذ أن بدأت مسيرة الفريق في منطقة بنيد القار، في أواخر ستينات القرن الماضي، الى جانب عدد من نجوم الكرة المحلية.

«تأسس فريق الجوازات في العام 1967 على أيدي شباب رياضي من سكان منطقة بنيد القار اعتادوا ممارسة هوايتهم المفضلة على ملعب ترابي مجاور للمبنى السابق لإدارة الجوازات والجنسية في تلك المنطقة»، هذا ما يقوله جمال ضاهر، اللاعب السابق في منتخب لبنان ونادي الأنصار، ويضيف: «كان الملعب يستخدم كموقف لسيارات المراجعين للإدارة في الفترة الصباحية، فيما كنا نحرص على ممارسة اللعبة فيه عصراً، بعدما كنا نتنقل من ملعب الى آخر في منطقتنا قبلها».
وكشف أن تسمية الفريق بـ«الجوازات» تعود الى هذا الملعب الذي اتخذه «أرضاً» له، مشيرا الى ان صفوفه تعززت بانضمام جيل سابق كان يمارس هوايته تحت مسمى فريق «الأطلال» وذلك في المنطقة نفسها، وضم شخصيات ولاعبين مثل مسعود حيات وعبداللطيف السلمان ومحمد بارون ومكي المصيليخ ومصطفى خان وعلي الصراف وعبداللطيف وحبيب قبازرد والمرحوم حسين جمال.
وتابع: «ترعرع في صفوف فريق الجوازات لاعبون ما لبثوا أن دافعوا عن ألوان المنتخبات الوطنية وأندية كبرى. فقد خرّج فريقنا لاعبين مثل حارسي المرمى عبدالرضا عباس وإسماعيل ياسين والمرحوم حسن عاشور وإسماعيل حسن وإسماعيل حبيب وعبدالرسول وحميد ومنصور باشا، وجميعهم كانوا من نجوم النادي العربي، بالاضافة الى أحمد فيصل لاعب القادسية، وغيرهم».
وأفاد: «كنا نواجه فرقاً من مناطق الشعب وكيفان ونخوض دورات ودية في مناطق أخرى، ونلعب على كؤوس صغيرة ونستمتع بذلك ونفوز بغالبية ألقابها. أول دورة خضناها كانت في منطقة كيفان العام 1971، وفزنا بلقبها أيضاً».
وأوضح جمال أن فريق الجوازات كان يشارك في مناسبات عديدة تحت مسميات أخرى، كما كان الحال في «يوم الأحمدي الرياضي» حيث توجّب أن تكون المسميات تابعة لمؤسسة حكومية أو شركة، مشيرا الى أن الفريق لعب تحت مسمى «فندق شيراتون الكويت» وفاز باللقب مرتين.
واستطرد: «خلال فترات الصيف، كانت الاندية تنظم دورات ودية تحمل أسماء فرق أو أندية أو أشخاص، وكان الجوازات الذي يلعب من دون مدرب أو خطة تكتيكية نظرا الى اعتياد لاعبيه على بعضهم البعض، يفوز على أعتى الخصوم».
وأضاف: «في إحدى السنوات، وصلنا الى نهائي دورة مقامة في نادي الصليبخات وواجهنا فريقاً كان عماده من لاعبي منتخب الكويت، مثل الحارس آدم مرجان وفيصل الدخيل ويوسف سويد. خسرنا 1-2 بصعوبة، وسجلت هدفنا الوحيد».
وعن مشاركات «الجوازات» في دورات الروضان، يقول جمال ضاهر: «شاركنا في أول نسخة العام 1980 وكانت مقامة على ملعب ترابي في القطعة 4 لمنطقة الدعية (ملعب الخليج). حصدنا اللقب بفوزنا على فريق الدعية في النهائي بهدفين سجلت أحدهما فيما أحرز أحمد خان الثاني من ركلة جزاء».
واستطرد: «بعد ذلك، توالت مشاركاتنا المنتظمة حتى العام 2007، وقد حصدنا اللقب 7 مرات وبلغنا المباراة النهائية في كثير من المرات. ويعود آخر لقب لنا في الدورة الى العام 2003، وكان فريقنا يضم آنذاك عبدالرسول باشا وعدنان فضل الله وغيرهما. أما آخر مباراة نهائية فكانت في العام الاخير لمشاركتنا (2007) حيث خسرنا أمام فريق الوطنية للاتصالات 1-3».
وعن السبب في توقف المشاركة في الدورة، أوضح: «رحم الله امرئ عرف قدر نفسه. حظوظنا اضحت صعبة جدا بعدما استعانت الفرق بأعتى المحترفين والنجوم العالميين الذين ليس في مقدورنا مجاراتهم ونحن في هذا العمر وبإمكانيات محدودة».
وبالنسبة إلى أجمل وأسوأ مباراتين خاضمها الفريق، قال جمال: «الأجمل كانت عندما هزمنا فريق ديوانية الفليج المدجج بالنجوم، بينهم فايز الفليج، في الدور نصف النهائي من نسخة 1998 لدورة الروضان، حيث سجلت هدفا بطريقة باك وورد. وعقبها تغلبنا على فريق الحرباوي في النهائي وأحرزنا اللقب بفضل هدف ذهبي من توقيعي. أما الأسوأ، فكانت في نسخة 1997 من الدورة، حيث خسرنا المباراة النهائية امام فريق الصقر 2-3، بعدما كنا متقدمين بهدفين حيث دخل مرمانا 3 أهداف في آخر 3 دقائق».
من جهته، أكد كامل ضاهر أن موهبته وشقيقه، مستمدة من فريق الجوازات، وليس من خلال اللعب لأندية نظامية، مشيرا الى انه انضم الى الفريق بعد سنوات من تأسيس شقيقه جمال له مع عدد من النجوم الآخرين.
وقال: «كنت في الثامنة من عمري عندما تابعت أول دورة خاضها الفريق العام 1971 في منطقة كيفان، ثم اكتشفوا موهبتي وضمّوني».
واضاف: «يعد الجوازات فريقاً منظماً وصاحب تقليد عريق ومستمر، وهو الوحيد في الكويت الذي ما زال قائما حتى الآن ومنذ 53 عاماً رغم انه غير رسمي، وذلك بفضل دعم شخصيات عديدة له، وفي مقدمها مسعود حيات الذي ينظم دورات ودية لابناء المنطقة ويرصد جوائز لها ومنها لفئات الصغار».
وشدد على أن «الأجواء العائلية والتواصل المستمر» تميز الفريق وتحفظ استمراريته، علماً أنه يضم لاعباً تخطى الـ65 عاما، وتابع: «تقام التمارين أيام السبت والاثنين والاربعاء من كل أسبوع وذلك منذ 53 سنة وحتى الآن».
وعن التجارب مع منتخب لبنان، أوضح جمال ضاهر: «كانت أول لاعب في تاريخ بلادي يُستدعى الى صفوف المنتخب من دون أن أمثل أي نادٍ داخله أو خارجه. فبعدما قدمت مستويات ملفتة مع فريق الجوازات وخضت دورة ودية في بلدة حاروف الجنوبية عندما كنت أقضي إجازة صيفية في لبنان، استدعاني وللمرة الأولى المدرب زين هاشم لأمثل المنتخب في بطولة الصداقة والسلام الدولية الودية التي أقيمت في الكويت العام 1989. وقد شاركت امام منتخبات الكويت وهونغ كونغ ونيجيريا».
وأوضح: «خلال تواجدي في لبنان، عقب الغزو العراقي، زارني في منزلي المدرب الشهير عدنان الشرقي وطلب مني الانضمام الى نادي الأنصار لخوض المباراة النهائية لدورة الإمام موسى الصدر أمام الغريم التقليدي النجمة في كلاسيكو لبنان، لكني اعتذرت حتى لا تهتز صورتي أمام من يعرفني. لكني وافقت بعد ذلك على الانضمام الى الفريق في معسكر أقيم في مدينة اللاذقية السورية حيث قدمنا مستويات رائعة في البطولات كافة، ولعبت الى جانب عبدالفتاح شهاب في خط الهجوم».
وكشف أنه «دافعت عن ألوان الانصار موسمين، وأضحيت اكثر لاعب من الفريق يسجل في مرمى النجمة وبرصيد 5 اهداف، وهو رقم أعتز به»، مضيفا انه خاض ايضا في صفوف الأنصار منافسات بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس في الإمارات العام 1991، ولعب أمام النصر الإماراتي وكاظمة الكويتي والمقاولون العرب المصري والنصر السعودي، وأتمّ: «عقب بلوغي 38 سنة، انضممت الى نادي الفجر زفتا الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية في لبنان».
أما كامل ضاهر، فعلق قائلاً: «بدوري، انضممت الى صفوف نادي الفجر زفتا، عقب زيارة رئيسه حسن شومان لمنزلي، خلال فترة تواجدي في لبنان عقب الغزو العراقي. أسهمت في قيادة الفريق من دوري الدرجة الرابعة الى الثانية في غضون 4 مواسم قضيتها معه. أنوّه هنا الى انني عدت الى الكويت بعد مدة قصيرة من تحريرها، لكني استمررت مع الفريق من خلال خوض مبارياته المهمة طوال 4 مواسم، شأني في ذلك شأن شقيقي جمال بعد انضمامه الينا حيث لعب موسماً واحداً. كنا نسافر معا يوم الخميس، نلعب الجمعة، ومن ثم نعود الى الكويت».
وأضاف: «أعجِب مدرب الفجر زفتا، الأوكراني غريشينكو نيكولايفيتش الذي قاد في السابق دينامو كييف، بي وبشقيقي، وعبّر عن سعادته بوجودنا مع الفريق. سبق لهذا المدرب أن قاد الأهلي الإماراتي الذي زار لبنان وتعادل مع الفجر 1-1 في مباراة ودية خضناها في صفوف الأخير».

لقطات

• كشف جمال ضاهر أن أطرف موقف واجهه فريق الجوازات في احدى الدورات التي شارك فيها وفاز بلقبها، هو ضياع كأس البطولة خلال المباراة النهائية قبل أن يتسلمه اللاعبون، مشيراً الى ان الكأس ما زالت مفقودة حتى الآن.

• أوضح جمال انه تلقى عروضاً للعب في اندية خارجية منها واحد في بريطانيا، بعدما تدرب لفترة مع نادي الشباب. وقال انه اعتذر عن الانضمام الى الزمالك المصري العام 1976، وعزا كل ذلك الى تعلق والدته به ورفضها فكرة السفر حتى من أجل الدراسة.

• ينتمي الشقيقان الى عائلة رياضية، فنسيبهما هو المرحوم عباس بوعباس، حارس مرمى منتخب الكويت ونادي الكويت السابق، في حين لعب شقيقهما محمد مع فريق الجوازات، فيما لعب علي (نجل كامل) في صفوف فريق القادسية للصالات.

• من المفارقات ان كامل ضاهر لعب مع نجله خليل ضمن صفوف فريق واحد (بوبيان) في النسخة 33 من دورة الروضان، العام 2012.

وجهاً لوجه

خاض الشقيقان جمال وكامل ضاهر أكثر من مواجهة ضد بعضهما البعض، رغم انهما لعبا معاً ضمن فريق الجوازات.
فقد تواجها في نهائي دورة الروضان العام 2007، عندما لعب كامل مع «الجوازات» وجمال مع «الوطنية للاتصات».
كما تواجها في لبنان، عندما لعب جمال مع الأنصار امام كامل الذي كان يدافع عن ألوان الفجر زفتا.
تواجها أيضا في دوري المصارف العام 1986، حيث لعب جمال مع البنك الأهلي وكامل مع بنك برقان.
وفي سياق الحديث عن هذه المواجهات، علق جمال ضاحكاً: «عندما حضرت والدتي إحدى المباريات... احتارت من تشجع».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي