مثلما للفاحشة سمسار ينظّم الفواحش وشؤون الفاحشين والفاحشات لكي يجمع راسين بـ...الحرام!، هناك سمسار للفساد، بل سماسرة كُثر مع الأسف في هذا البلد المبارك، يتولّون القادمين الجُدد إلى كراسي المناصب أو كراسي البرلمان بسوء رعايتهم ودنيء توجيههم فيقودونهم «قَوَداً» - كما يقود متعهد الفساد الساقطة - إلى درب أو فراش الفساد والابتزاز والعمولات مقابل استخدام صلاحياتهم أو نفوذهم الذي منحتهم إياه الكراسي لتمرير المعاملات والصفقات.
ويا حبّذا إذا كانت المعاملات صعبة ووضعت عليها الكثير من القيود بدعوى حماية البلاد من الفساد، وهي في الواقع وسيلة للاحتكار... فتراهم يخلقون بيئة مُعقّدة جداً لتمرير المعاملات تؤدي في الواقع إلى احتكار القرار، وهذا الاحتكار هو الذي يخلق بيئة منتنة بما يكفي لنمو فطريات الخراب والفساد... وسرعان ما تكون هناك قيمة لكل معاملة... وهنا... يبرز «سماسرة الفساد» ليجمعوا صاحب المصلحة بصاحب القرار، فتمتلئ الجيوب من كد الفقراء والمساكين الباحثين عن لقمة العيش الذين باعوا ما وراءهم ودونهم واستدانوا، وربما جاع أبناؤهم وآباؤهم ليجمعوا مبلغاً يتسلّمه «نخاس» القرن الحادي والعشرين ليمارس تجارة الرق والعبودية ويجلب للكويت الباحثين عن بصيص الأمل... الذي ربما يقودهم في النهاية إلى حبل الانتحار المعلّق في مروحة وسط سقف غرفة وضيعة ينام فيها العشرات من المظاليم يومياً.
إنه مشهد ظالم وقميء ومؤلم أتمنّى زواله من بلدي بأسرع وقت، لكي تعود البركة إلى الكويت، ولكنه لن يزول إلّا باستكمال التحقيقات مع كل مَن وردت أسماؤهم، وفتح أغطية كل منهولات الفساد الواحد تلو الآخر... ومعاقبة المذنبين الواحد تلو الآخر.