الكلام ... المباح / صورة مبهمة... على سطح المرآة!
بلغني أيها القارئ السعيد ذو الرأي الرشيد
انه لما نظر المثقف إلى المرآة
رأى وجهه مكفهرا
وأن عينيه فيهما الأحزان ملقاة
وقتها لم يكن في وسعه التفكير
في احوال ترتبها أياد جاحده
فاستسلم للزمهرير
وقعد يضرب أخماسا في اسداس
ويطرد وهما يتملكه الاحساس
ويحاول فهم الواقع
ويسأل عن الدافع
وراء... الصمت العام
والموت المترصد احلام العوام
والقتل على طريق التفحير
وكل شيء يا أيها القارئ جدير
بأن نحسب حسابه
ونتوقع غيابه
مدام المثقف لا يرى في المرآة
غير صورة مبهمة
واوراق عائمة
على سطح بحر غريب
يقول الرواي:
انه لما بلغ تمام نهاية البحر... ورأى ما رأى من سر، احس بخوف دفين، فنظر اليه نور الحياة في حنين، ودعته إلى ان يكون في يقين، ويحاول خوض غمار التجربة، لينال حظه من المرتبة.
قال تمام: «يانور الحياة إننا في نهاية البحر... ما العمل في ظل هذا الامر».
قالت نور الحياة: «سأجلس أنا على هذه الصخرة وانت احمل سيفك بجسارة، وادخل غمارة البحر دون خسارة، ولا تهاب الموج، ولا الفوج، وانطلق عائما إلى قصد غير معلوم، فهناك في عمق بحر الغيوم ستشاهد جزيرة صغيرة، عليها صخور كثيرة، ادخلها بسلام، غير خائف أي اقتحام».
وفعلا... ترك تمام، الفتاة نور الحياة، وامتشق سيفه، ودخل في غمار الموج، وهو يدعو الرب ان يصل إلى الطلب، وينال حظه من الانتصار ويعود إلى وطنه بافتخار.
وادرك القلم الصباح فتوقف عن الكلام المباح.