«أهديتها لأستاذي ومعلّمي وزوجي وصديق الزمن الجميل عبدالله المبارك»
سعاد الصباح: هذه حقيقة قصيدة «لا تنتقد خجلي...»
من المحزن أن تنتشر قصة تزعُم أنني كتبتها رداً على موقف في القاهرة مع الأستاذ نزار قباني
الحكايةُ من أساسها خارج المنطق والعقل... ولم يحدث أن ألقيتُ هذه القصيدة تحديداً بحضوره
أوضحت الشاعرة الكبيرة، الشيخة الدكتورة سعاد محمد الصباح حقيقة القصة المتداولة حول مناسبة كتابة قصيدتها الشهيرة «لا تنتقد خجلي الشديد»، مؤكدة أنه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالشاعر نزار قباني.
وقالت الصباح في توضيحها «القصائدُ بحكاياتها ورموزها... فللشعر بُعْدٌ أكبرُ من وجهه المباشر، وله ذكرى أعمقُ من ذلك المنظر الذي يبدو للوهلة الأولى، وكم كتبني الشعرُ وقرأني ونثرني ولملمني... حتى سار في دمي مثلَ الأكسجين، وفي ذاكرتي مثل أشعة الشمس».
وتابعت «القصائد هنَّ بناتي التي نمَتْ بين يدي وتبرعمَت واشتدت، إذ سقيتُها بدمعي وأعصابي، فكان أجملَها تلك التي نثرتُها شموساً بين يدي أستاذي ومعلمي، زوجي وصديقي صديق الزمن الجميل عبدالله المبارك. وأذكر تماماً عندما أهديتُه قصيدة (لا تنتقد)... وأنا تلميذتُه التي ظلّت تتهجى حروف شفتيه... وتترجمُ لغة عينيه وإشارات يديه».
وأضافت «من المحزن أن تنتشر قصة خيالية تغيّر مناسبة كتابة القصيدة، وتمحو تفاصيلَها الحقيقية وتزعُم أنني كتبتها رداً على موقف مع الأستاذ نزار قباني، بعد أن أغضبني وطلب مني النزول من منصة الشعر وتعلُّم اللغة العربية... في أمسية هو لم يحضرها أصلاً!
ولولا أنّ القصيدة بمناسبتها وحروفها ومشاعرها ونبضها تخصّ عبدالله المبارك لما كتبتُ توضيحاً، ولما أجهدتُ نفسي في ملاحقة الإشاعة لإطفائها... فالحكايةُ من أساسها خارج المنطق والعقل، والقصيدة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالأستاذ نزار قباني أو بالحادثة المزيفة التي تتناقلها وسائل التواصل بكل أنواعها... وهو المؤتمر الأدبي الذي أقيم في القاهرة وصعدت فيه المنبر مطلع التسعينيات بعد تحرير الكويت مباشرة فتحدثت فيه عن أثر الغزو على الكويت، وطالبت فيه بعودة الأسرى الكويتيين ولم أقرأ فيه أي قصيدة!».
ومضت الدكتورة الصباح «الأستاذ نزار لهُ أهميّتُه وقدْرُه كشخصٍ وشاعر في نفوس محبيه، إلا أنّه لا يملك أن يطلب مني النزول من منصة الشعر، ولم يحدث أن استخدمت شعري في اعتذاريات من هذا النوع!
لقد جمعتْني منابر كثيرة على مستوى العالم مع الأستاذ نزار وغيره من كبار شعراء تلك المرحلة، ولم يحدث أن ألقيتُ هذه القصيدة تحديداً بحضوره. ومن البدهي أن يتساءل المتابع الحصيف عن غياب الصحافة ووسائل الإعلام في تغطية حدث (مزعوم) مثل هذا يتم في أمسية شعرية بحضور الأدباء والمثقفين والمتابعين، وفي القاهرة... وما على المهتم إلا أن يبحث عن أرشيف الصحف المصرية والعربية في تلك الفترة، فلن يجد أثراً لمثل هذا الخيال، ومن الغريب أنه بعد أكثر من ربع قرن من الأمسية تظهر هذه القصة التي لم يتحدث عنها أحد في وقتها!
تبقى القصيدة ورمزيتها وإحساسها الصادق.. وتذهب الحكايات غير الصادقة».