قبل أيام أعلنت وزارة الصحة في «نيوزيلندا» عن خلو البلاد من أي حالات نشطة من فيروس كورونا، كما بيّنت الأرقام الحديثة في فرنسا وإيطاليا عن انحسار الفيروس وعودة الحياة من جديد، وهذا يزيدنا أملاً بقرب زوال الوباء بإذن الله تعالى، وقد تكون هناك موجة ثانية كما حذّرت منظمة الصحة العالمية من زيادة جائحة كورونا، بعد أن سجل يوم الأحد الماضي رقماً قياسياً عالمياً بعدد حالات الإصابة في يوم واحد متجاوزاً 135 ألف حالة.
ولعلّ ما حدث في العالم من انتشار فيروس كورونا - الذي لم يتوقّع ويتخيّل حجم انتشاره أحد - يؤكد أن الإنسان مهما بلغ من العلم والتطور يبقى ينقصه الكثير من الأمور التي تخفى عليه، خصوصاً أن الارتدادات الاقتصادية ستظهر خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، ولن يستطيع أن يصمد أمامه إلا الذي استعد جيداً للاختبار، وكل من لم يستعد فسيسقط...
ومن آثار وباء فيروس «كورونا» الظاهرة هي حجم البطالة، التي تسبّب بها نتيجة انقطاع العمال الذين كانوا يعملون باليومية، والآن تم الحجر الكلي عليهم في بعض المناطق المعزولة، وهم في أمس الحاجة إلى إعاشتهم وتوفير الغذاء لهم إلى حين رفع الحظر وعودة الحياة من جديد.
وحملة «مقدرة ومفخرة» تشكر عليها نماء للزكاة والتنمية المجتمعية في جمعية الإصلاح الاجتماعي، عندما قامت بتقديم المساعدات الإنسانية والسلال الغذائية في المناطق المعزولة في هذه الأيام، حيث ذكر سعد العتيبي - مدير عام نماء - أن «نماء» أنهت استعدادها لتوزيع 10 آلاف سلة غذائية للعمالة المتضرّرة داخل المناطق المعزولة دعماً للجهود التي تقوم بها الدولة لمكافحة فيروس كورونا، وتخفيف آثاره عن بعض فئات المجتمع، وبدأت مساء يوم السبت الماضي التوزيع في منطقة حولي، مشيراً إلى أن السلة تتكون من 10 أصناف.
والجمعيات الخيرية الكويتية تعمل متعاونة على توزيع السلال الغذائية في هذه المناطق، وذلك للحد من تنقلات المقيمين، وقد أثبتت أنها خير عون وسند للحكومة في مساعدتها للتخفيف على الفئات المتضررة، التي تعيش في ظرف استثنائي يمر على العالم أجمع وليس فقط الكويت، وأيادي الخير الكويتية تقدم لكل محتاج على هذه الأرض الطيبة العون والمساعدة وتعزيز روح التكافل والتعاون على الخير.
ولعل خير مثال وشاهد على تعاون الجمعيات الخيرية ما حدث من بداية جائحة كورونا، عندما تفاعلت هذه الجمعيات في حملة «فزعة للكويت»، وقدّمت نموذجاً للتعاون الإنساني... فهناك أكثر من 40 جمعية خيرية كويتية برعاية كريمة من وزارة الشؤون الاجتماعية، ونتيجة لهذا التعاون والتفاعل الكبير شارك فيها لمدة 16 ساعة عدد 198327 متبرعاً وكانت حصيلتها أكثر من 9 ملايين دينار بمعدل 9375 ديناراً في الدقيقة الواحدة، وتم توزيع إيرادات الحملة على المتأثرين من هذا الوباء... كل جمعية على حسب ما جمعته.
فالعمل الخيري والإنساني من مفاخر بلدي الحبيب الكويت... وكذلك هذه الجمعيات بمختلف توجهاتها وأعمالها التي تحظى بثقة كبيرة لدى الجهات الرسمية والشعب الكويتي بل العالم أجمع، وهذا جهد بشري معرّض للخطأ والصواب، ولكن بلا شك أن أعمالهم ونجاحاتهم تفوق كثيراً سلبياتهم.
akandary@gmail.com