إيمانيات...

تصغير
تكبير

الإيمان بأن الله علّام الغيوب، الغاية منها وجود مرجعية في هوية المسلم، قال تعالى: «رَبّنا إنّكَ تعْلـَمُ مَـا نُخفي وَمَـا نُعلِنُ وَمَا يَخفى على اللهِ مِـن شيءٍ في الأرضِ وَلا في السّماء» سورة إبراهيم، الآية 38، وجاءت الآية داعية إلى التوحيد الخالص والمطلق لله عز وجل، قال تعالى: «قُلْ هوَ اللهُ أحدٌ» سورة الإخلاص: آية 1، وجاءت الآية لتبيّن فضل السمع والطاعة، وفطرة الإنسان على الإيمان، الغاية منها الاستجابة إلى صوت الحق أينما وجد، قال تعالى: «رَّبّنا إنّنا سمـعنا مُنادِياً يُنادِي للْإيمانِ...» سورة آل عمران: آية 193، وجاءت الآية لتحمّل كل إنسان وزر اختياره، قال تعالى: «فمنهمْ منْ آمنَ وَمنهمْ منْ كفرَ» سورة البقرة: آية 253، وجاءت الآية لتحقّق الانتماء للأرض والتمسّك بالعقيدة، قال تعالى: «قالَ كمْ لبثتمْ في الأرْضِ عدَدَ سنينَ» سورة المؤمنون: الآية 112، وجاءت الآية لتبيّن الإيمان بيوم الحساب، قال تعالى: «رَبّنا إِنّكَ جامعُ الناسِ لِيوْمٍ لا رَيبَ فيهِ» سورة آل عمران: الآية 9، وجاءت الآية لتبيّن منزلة الإيمان ومكانته ودوره في صقل هوية الفرد، قال تعالى: «آمنَ الرَّسولُ بمـا أُنزِلَ إِليهِ منْ رَبهِ وَالمؤمنون» سورة البقرة: الآية 285.
أما في التوبة والمغفرة والرحمة: فقد جاءت الآية لتقرّ مبدأ التسامح والمغفرة والرحمة، الغاية منها تربية المجتمع المسلم على المصالحة وتقبل بعضنا البعض وعلى شفافية الحوار ومصداقية العفو، قال تعالى: «نبّئْ عبادِي أنّي أنا الغفورُ الرَّحيمُ» سورة الحجر: آية 49، وكذلك قوله تعالى: «وَقل رَّبِّ اغْفرْ وَارْحمْ وَأنتَ خيْرُ الرَّاحمينَ» سورة المؤمنون: آية 118، حفّزت الآية على العودة إلى الله تعالى والتوبة إليه، وكلها تهذيب لشخصية المسلم، قال تعالى: «وَسارِعوا إِلى مغفرَةٍ منْ رَبكمْ وَجنّةٍ عرْضُها السّماوت وَالأرْض» سورة آل عمران: آية133، وجاءت الآية لتساوي الرجل والمرأة في العبادات والتوبة ؛ فالله سبحانه وتعالى لا يفرّق في مغفرته وتوبته بين الرجل والمرأة، قال تعالى:
«وَيَتوبَ اللهُ عَلى المؤْمنينَ وَالمؤْمناتِ...» سورة الأحزاب: آية 73.
أما في الهداية: فحرصت الآية على الموروث الديني، وحذّرت من كيد وضغينة الأعداء، فالمؤمن قوي بربه سبحانه، وبهذا الدين القويم، قال تعالى: (يُريدُ اللهُ لِيبيِّنَ لكمْ وَيهدِيَكمْ سُننَ الّذينَ منْ قبلكمْ وَيتوبَ عليكمْ وَاللهُ عليمٌ حكيمٌ * وَاللهُ يُريدُ أنْ يتوبَ عليكمْ وَيريدُ الذينَ يتّبعونَ الشّهواتِ أنْ تميلوا ميلًا عظيمًا* يريدُ اللهُ أنْ يُخفّفَ عنكمْ وَخُلِقَ الإنسانُ ضَعيفاً) سورة النساء الآيات: 28.27.26.
وفي التحذير: حذّرت الآية من عاقبة الظلم والطغيان والاستبداد، قال تعالى: «وَقوْمَ نوحٍ منْ قبلُ إِنّهمْ كانوا همْ أَظلمَ وَأَطغى» سورة النجم: الآية 52، كما وضحت الآية الامتثال لأوامر الله عز وجل، وقضاء الله في عباده، قال تعالى: «يا إِبراهيمُ أَعرِضْ عـَنْ هـَذا إِنّهُ قدْ جاءَ أَمرُ رَبكَ وَإِنّهمْ آتيهمْ عذابٌ غيرُ مَرْدُودٍ» سورة هود: الآية 76، ووضّحت الآية مراقبة الله عز وجل، قال تعالى: «أَأَمِنتمْ مَنْ في السماءِ أَنْ يَخسِفَ بكمُ الأَرْضَ...) سورة الملك: الآية 16، حذّرت الآية من اتخاذ إلهين، وأنّ العبادة خالصة لله الواحد القهار، قال تعالى:«لا تتّخـِذُوا إِلهينِ اثنينِ إِنّما هوَ إِلهٌ وَاحدٌ» سورة النحل: الآية: 51، حذّرت الآية من انشغال العبد عن ربه حتى ولو كان ذلك من بنيه أو تجارته، قال تعالى:«شَغَلتنا أموَالُنَا وَأهلونا...» سورة الفتح: آية11.


fahd61rashed@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي