لا يملك للمراقب إلا أن يُقِر بقوة تركيا الإقليمية، ودورها الفاعل والمؤثر في العديد من القضايا العالمية.
ففي العراق استطاعت تركيا بديبلوماسيتها ونفوذها من قطع الطريق على أكراد العراق من تحقيق هدفهم بإعلان استقلال إقليمهم في الشمال العراقي عن جمهورية العراق.
وفي سورية استطاعت تركيا بديبلوماسيتها وقوتها العسكرية من إنشاء منطقة آمنة على حدودها للشعب السوري، مكنت من خلالها عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم، كما استطاعت أن تجعل من مدينة إدلب منطقة آمنة من أي قصف للقوات السورية أو الروسية.
ولا تزال تركيا تعتبر إحدى الدول الفاعلة في القضية السورية، والتي لا يمكن لمن يريد طرح أي تسوية لحل القضية السورية أن يتجاهلها.
وأما في الشأن الليبي، فإن كل الشواهد تدل على أن تدخل تركيا في القضية الليبية جعلها تتمكن من أن تقلب المعادلة لصالح الحكومة الشرعية برئاسة السراج.
فلقد كانت طرابلس تعاني من حصار، وكانت طرابلس تتعرض للقصف يومياً من القوات الجوية والبرية ولكن المعادلة تغيرت بعد الاتفاقية العسكرية بين حكومة الوفاق الوطني الشرعية وبين تركيا.
حيث مكنت هذه الاتفاقية تركيا من تقديم الدعم العسكري لحكومة ليبيا، وكان من أهم الأسلحة التي قدمتها سلاح (البيرقدار) وهو الطيران المسير. والذي استطاع أن يلحق خسائر فادحة في قوات حفتر. فلقد تمكنت القوات الليبية البرية وبدعم من الطيران المسير من تحرير كل مدن الساحل الغربي. ثم حققت انتصاراً مهما بإسقاطها وتحريرها لقاعدة (الوطية) الجوية بعد حصارها لشهور عدة.
وتكمن أهمية هذه القاعدة أنها كانت منطلقا لهجمات طيران حفتر على العاصمة طرابلس. كما كانت مركزاً للدعم اللوجستي للقوات التي كانت تحاصر طرابلس.
في اعتقادي أن هناك انتصارات مقبلة لقوات حكومة الوفاق الشرعية المدعومة عسكرياً من تركيا التي اصبحت لاعباً أساسياً في المنطقة لما لديها من إمكانات عسكرية، وقوة اقتصادية، وقيادة ذات حنكة سياسية.
وأعتقد أنه من الحكمة أن تمد الدول العربية والإسلامية - ذات التأثير - يدها للجمهورية التركية، من أجل تحقيق مصالح الشعوب العربية والإسلامية ونصرة قضاياهم في العالم.
Twitter:@abdulaziz2002