أسامة زيد الكاظمي ... «الزين» يغيب عن «جمال الخيل»
الفقيد أسامة زيد الكاظمي... عاشق «جمال الخيل»
الراحل مع نجله جابر
علاء الرومي في زيارة سابقة إلى الفقيد خلال فترة العلاج
لقطة تجمع الراحل بالمرزوق والرومي
«مربط الزين» سيفتقد إلى راعيه
- جابر الكاظمي: والدي من مؤسسي مركز الجواد العربي
- علاء الرومي: فقدنا إحدى هامات الفروسية في الكويت
«أتاري الأحبة عَ غفلة بيروحوا... وما بيتركوا خبر».
كلمات غنّتها «فيروز»... ونسترجعها اليوم مع رحيل رجل الأعمال وأحد مؤسسي مركز الجواد العربي (بيت العرب) لجمال الخيل، العم أسامة زيد الكاظمي، الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض.
صحيح أن أسرة الفروسية في الكويت والقطر العربي والعالم فُجعت بخبر الوفاة بيد أن الإرث الذي تركه الراحل، على مستوى الاقتصاد والرياضة، سيخلد ذكراه واحداً من مداميك قيام الدولة، وستُدرّس مسيرته لدى كل من آمن بنفسه وصنع مكانة لها في بلاده ونثرها خارجها.
برحيل الكاظمي، تفقد الفروسية الكويتية إحدى ركائزها، فقد عرف عنه حبه وإخلاصه وعطاؤه في مختلف المسؤوليات التي أوكلت اليه على هذا الصعيد.
برحيل الكاظمي، تطوى صفحة مجيدة من تاريخ طويل من العطاء والتفاني في الفروسية، والإنجازات التي لا حصر لها.
ويضاف إلى كل ذلك، ما تميَّز به الفقيد من حسن معشر ودماثة أخلاق وسمعة طيبة وإخلاص في العمل.
رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، كان في طليعة المعزين بالفقيد، وتوجه بخالص العزاء والمواساة إلى عائلة الكاظمي الكرام بوفاة المغفور له بإذن الله، متضرعاً إلى المولى تعالى بأن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يحسن الله عزاء أسرته في مصابها وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.
بدوره، تقدم وزير الإعلام، وزير الدولة لشؤون الشباب، محمد الجبري، والرئيس السابق لمركز الجواد العربي، محمد المرزوق، بخالص التعازي لأسرة الفقيد.
من جهته، تحدث نجل الراحل، جابر الكاظمي، عن والده، فقال: «والدي من مواليد العام 1948، وهو محب للخيل العربية ومن مؤسسي مركز الجواد العربي في الكويت. كان لديه شغف في هذا القطاع منذ الطفولة، الا ان تحصيله العلمي وحياته العملية حالا دون تعاطيه المباشر مع هذه الرياضة، حتى العام 1993 عندما قرر شراء عدد من الخيول العربية الأصيلة من مصر ونقلها إلى مربط الزين في مزرعته الكائنة في الوفرة».
وأضاف: «حرص الوالد بعدها على الاهتمام بالنواحي كافة التي تتعلق بالخيل، إذ إن لديه في مكتبته الخاصة اكثر من 7 آلاف كتاب عن الخيل في ما يتعلق بالسلالة والأنساب والأمراض والعلاج والتاريخ من الصين وحتى الهنود الحمر».
ولفت الكاظمي الابن الى ان والده حرص أيضاً على قراءة الدراسات العلمية التي تتعلق بأدق التفاصيل، لدرجة أنه وصل الى قناعة بأن للهيكل العظمي دورا كبيرا في جمال الخيل، «فخيول المسافات القصيرة تختلف عن الخيول التي تحمل المؤن أو التي تجر العربات، ولكل منها هيكل خاص بها».
وشدد على ان والده اهتم كثيراً بأنساب الخيول وأصولها، «وكان حريصاً على معرفة نسب كل ما يقتنيه من خيول، الأمر الذي ساعد على تحسين النسل بشكل مستمر والحفاظ عليه نظيفاً من أي عيب أو شائبة».
ولفت الكاظمي الى ان والده حرص على اقتناء ومتابعة الخيول التي تنتمي الى جنوب الجزيرة العربية (الحجاز واليمن)، «فهي ذات قوام يختلف عن الخيول الاخرى وكانت غالبيتها في مصر».
وأضاف: «تابع والدي بعض الخيول العربية التي وصلت الى بولندا وروسيا، وتسمى عربي بولندي وعربي روسي، ونجح في جلب بعضها إلى الكويت».
وأشار إلى أن «لدى والدي نظرة فنية، فقد رأى أن غالبية ملاك الخيل يريدون انتاج الذكور التي تتميز بالعضلات والقوة، لذلك قرر انتاج الإناث من الخيل والتي تتميز بالجمال، وقد نجح في ذلك وأصبح الجميع يقتفي أثره على هذا الصعيد».
وعن المشاركات المحلية، قال: «حققنا الكثير من الإنجازات، من بينها فوز الحصان المرتجز بالعديد من الجوائز».
من جهته، أعرب رئيس مجلس أمناء مركز الجواد العربي، علاء الرومي، عن حزنه الشديد لفقدان إحدى هامات مربي الخيل في الكويت.
وقال: «الفقيد من أوائل المربين المختصين في جمال الخيل ومن الداعمين لكل مهتم في هذه الرياضة، كما كان عضوا في اللجنة المؤسسة لبيت العرب وسافر الى الولايات المتحدة الأميركية لجلب افضل الخيول».
وشدد الرومي على ان الراحل كان من الذين وضعوا حجر الأساس لمركز الجواد العربي، ويعتبر منارة عالمية لجمال الخيل العربي خاصة وان لديه مزرعة «الزين» لتربية الخيول التي تعتبر الأكبر والأجمل في العالم وتضم اجمل الخيول على مستوى المعمورة ككل.
وتقدم الرومي بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد، متمنياً من المولى عز وجل ان يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
لا شك في أن رحيل الكاظمي كان له اثر بالغ على محبيه الذين لم يتمكنوا من توديعه نظرا إلى الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد نتيجة الحظر الشامل بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد.
ونادت أصوات عدة بتسمية منشأة أو مضمار خاص باسم الراحل تأبيناً له وليكون ذلك ذكرى للأجيال القادمة لتتعرف على ما قدمه هذا الرجل للمحافظة على جمال وأصول الخيل العربية.