«ورقة الصعود والهبوط»... في يد الاتحاد الإنكليزي

No Image
تصغير
تكبير
  • الاتحاد الأوروبي تراجع  عن معاقبة الدول بـ «سلاح الحرمان»  في ظل قرار فرنسا  وهولندا بإنهاء الموسم 

سعى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، بقيادة رئيسه السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، أحياناً بلهجة صارمة، إلى فرض «مسار موحّد» في «القارة العجوز» لجهة الموقف من استئناف المنافسات المحلية من عدمه، قبل أن تلين النبرة بفعل تفاوت واقع الحال من فيروس «كورونا»، بين بلد وآخر.
كان الاتحاد القاري صارماً في رده على رابطة الدوري البلجيكي التي أوصت منذ مطلع أبريل، بإنهاء الموسم واعتماد الترتيب الحالي، أي تتويج كلوب بروج لكونه يتصدر بفارق 15 نقطة.
هذه الخطوة أثارت حفيظة «يويفا» الذي حذّر السلطات الكروية المحلية من التسرع في إنهاء الموسم قبل استنفاد كل السبل الممكنة لإنهائه، مهدداً بحرمان أي بلد يتخذ قراراً بالإلغاء، من مشاركة أنديته في مسابقتيه (دوري الأبطال و«يوروبا ليغ»)، في الموسم التالي.


شيئاً فشياً، هدأت ردود فعل الاتحاد الأوروبي، ويبدو أنه تراجع عن معاقبة الدول بـ«سلاح الحرمان»، خصوصاً أن فرنسا أنهت موسمها بتتويج باريس سان جرمان وتحديد الفرق «الأوروبية» وتلك «الهابطة» والأخرى «الصاعدة»، فيما ألغت هولندا الدوري من دون اعتماد البطل أو هبوط وصعود الأندية بين الدرجتين الأولى والثانية، ما تسبب في أزمة داخلية كبيرة.
فنادٍ مثل أوتريخت كان يحتل المركز السادس في الدوري الهولندي بفارق 3 نقاط عن المركز الخامس المؤهل إلى «يوروبا ليغ» وخاض مباراة أقل، وجد نفسه «خاسراً أكبر». ليس هذا فحسب، بل أنه كان يستعد لخوض نهائي مسابقة الكأس ضد فيينورد روتردام، علماً أن الفائز باللقب يتأهل بدوره للمشاركة في البطولة القارية الثانية أهمية.
وقال مالكه، فرانز فان سويمرين: «سنستخدم الوسائل الممكنة كافة لنقض قرار الاتحاد الهولندي».
وإذا كانت الاحتجاجات في «الدوريات المتوسطة» تفتقد إلى وقع نظيراتها في الدوريات الأكبر، فإن ما يلوح في «الأفق الإنكليزي»، في حال إلغاء موسم الدوري الممتاز، يعد بـ«انفجار كبير»، في ضوء ما ورد في صحف عدة، بينها «دايلي ميل» التي أشارت إلى أن الاتحاد المحلي للعبة قادر على منع أي محاولة من رابطة الدوري، لإبطال الهبوط عندما يُستأنف الموسم.
يأتي ذلك على الرغم من أن الاتحاد الإنكليزي لا يملك سلطة المتابعة اليومية على الـ«بريمير ليغ» وليس المشرف على الدوري الممتاز، وهو يعتبر «مساهماً خاصاً» فيه فقط، ويحق له التوصيت على عدد من المسائل المحددة.
وفي كل سنة، ترفع الرابطة قوانينها إلى الاتحاد للحصول على موافقته عليها.
ووفقاً لتقرير نشرته «دايلي ميل»، فإن لدى الاتحاد القدرة على منع أي خطط من قبل الرابطة نفسها لإلغاء الهبوط والصعود.
وترافق ذلك مع إصرار عددٍ من الأندية على دعم مقترحات العودة إلى المنافسات فقط في حال تم إسقاط خطر الهبوط إلى الـ«تشامبيونشيب» (درجة أولى) من الحسابات.
وقد هدد رئيس دوري الدرجة الأولى، ريك باري، باتخاذ إجراء قانوني إذا تم منع أندية بطولته من الترقية إلى الدوري الممتاز، في الموسم الراهن، والمعمول بها بموجب الاتفاقية بين الدوريين والاتحاد الإنكليزي.
وكان لصحيفة «صن» البريطانية تقرير آخر أفادت فيه بأن الاتحاد، برئاسة غريغ كلارك، يملك الحق في طلب الترقية والهبوط، حتى في حال تصويت الأندية الـ20 في الدوري الممتاز، ضدها.
ويبقى الاتحاد قادراً على الإمساك بتلك الورقة، مستنداً في ذلك إلى الاتفاق الذي تم، في 17 يوليو 1991، وأفضى إلى انطلاق ما يعرف اليوم بـ«الدوري الممتاز»، حيث جرى منح «المساهمين الخاصّين»، وبينهم الاتحاد، بعض الامتيازات.
وجاء في «وثيقة 1991» أنّ أي تغيير على القواعد المتفق عليها لا يمكن أن يُعمل به إلا بموافقة مكتوبة من «المساهم الخاص» (الاتحاد).معلوم أنه قبل 1992، كانت بطولة الدوري الإنكليزي تقام تحت إشراف الاتحاد، قبل أن تتحول المهمة إلى رابطة الدوري الممتاز.
هذا التقرير جاء في وقت أكدت فيه رابطة الدوري، مراراً وتكراراً، أن باستطاعتها التغلب على التحديات اللوجستية الضخمة لإعادة اللاعبين الى أرض الملعب خلال أزمة تفشي فيروس «كورونا»، لكنها تقبلت، منذ فترة طويلة، واقع غياب الجمهور عن المدرجات.
وأضفى كلارك، هذا لأسبوع، المزيد من التشاؤم بخصوص الحضور الجماهيري، بعدما أقر بأن المبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعي تجعل من المستحيل أن يتواجد المشجعون في الملاعب «في أي وقت قريب».
وما زال الدوري الممتاز يأمل في إنهاء الموسم خلف أبواب موصدة، مع «مشروع الاستئناف» الذي يهدف إلى تقليل الخسائر المتوقعة بـ762 مليون استرليني (946 مليون دولار) إذا لم تستكمل البطولة.
ووفقا لأحدث تقرير صادر عن «يويفا» عن وضع الأندية، فإن 13 في المئة فقط من إيرادات الدوري الممتاز تأتي من تذاكر المباريات. وبالتالي، فإن الأندية الكبرى في إنكلترا تتميز عن نظيراتها في البطولات الأخرى بقدرتها على تخطي معضلة غياب إيرادات التذاكر في ظل اللعب خلف أبواب موصدة، وباستطاعتها الخروج من العاصفة الاقتصادية عبر تحصيل الإيرادات الضخمة لحقوق النقل التلفزيوني.
ويقول المحاضر في دراسات كرة القدم في جامعة سولنت، ديفيد ويبر، بشأن اللعب بغياب الجمهور: «قد لا يعجبنا الأمر، وقد لا يكون الحل الأمثل، لكنه الحل الوحيد الذي يجب أن نمضي به».
ومع ذلك، فإن المليارات التي تدرها عائدات النقل في الدوري الممتاز، ليست مرتبطة بجودة اللاعبين وحسب، بل بالأجواء الحماسية التي يضفيها الجمهور الشغوف.
ورأى ريتشارد سكودامور الذي شغل منصبي المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي للدوري الممتاز بين 1999 و2018 وكان من المؤثرين في تحول الـ«بريمير ليغ» الى عملاق تجاري، أن «النموذج الاقتصادي بأكمله يعمل فقط عندما تكون الأسس بأكملها متوفرة الى حد كبير. ليس هناك أي ممثل يحب يؤدي أمام قاعة فارغة».
وبعد التوقف الطويل، يأمل القيمون على الدوري التوصل الى صيغة لاستئناف الموسم مع الحفاظ على جزء من العائدات التي كانت متوقعة من تذاكر المباريات، من خلال طرح فكرة شراء «تذاكر موسمية افتراضية» لمشاهدة كل مباراة مباشرة في خطوة تخفف من الخسائر.
لكن الخبير الباحث الكروي في جامعة برايتون، مارك دويدج، يتفق مع سكودامور على أن جوهر ما يجعل الدوري الممتاز مميزا قد يضيع بغياب الحضور الفعلي للمشجعين في المدرجات.
وتتحدث التقارير عن أن أندية الدوري الممتاز تضع بالفعل خطط طوارئ لخوض الموسم 2020-2021 بأكمله من دون جمهور، لكن يبقى أن نرى ما إذا كان سيكون هناك طلب على مباريات تفتقد الى عناصر نجاحها كمُنتَج تلفزيوني بغياب الجمهور.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي