كتبت في 6 / 11 / 2015 مقالاً بعنوان ( شكراً أيها الوافدون)، أشرت فيه إلى مساهمة الإخوة المقيمين في نهضة الكويت من أطباء ومعلمين ومهندسين وغيرهم من الوظائف.
وكان المقال دفاعاً عن الإخوة الوافدين، بعد تعرضهم للإساءة من قبل أحد قيادات الداخلية في إحدى القنوات الفضائية.
أحببت الإشارة إلى مقالي السابق حتى ينظر إلى هذا المقال بعين الإنصاف.
من المعلوم أن الكويت بذلت كل جهودها لاحتواء أزمة كورونا، والتي عصفت بالعالم بأسره.
وكان من إحدى المعالجات: إعادة المخالفين لقانون الإقامة إلى بلدانهم، وسهلت الدولة لهؤلاء المخالفين إجراءات المغادرة.
فخصصت مراكز ومواعيد لاستقبالهم، وأعلنت إسقاطها لغرامات المخالفة، وخصصت مراكز للإيواء يبقى فيها المخالف إلى حين تنظيم رحلات المغادرة، وفوق ذلك استعدادها لترحيلهم إلى ديارهم على حساب حكومة الكويت.
تعاون العديد من الدول مع الكويت، واستقبل أبناءه المخالفين.
إلا أن بعض الدول رفضت استقبال رعاياها، متحججة بأعذار واهية، والدليل استقبالها لرعاياها المتواجدين في دول أخرى!
حاولت الكويت بالطرق الديبلوماسية إقناع هذه الدول لكن دون جدوى، ولم تسمع من بعض مسؤوليها إلا حلولاً غير مجدية ولا تحقق المطلوب.
فتسبب ذلك في طول مدة بقاء هؤلاء المقيمين في مراكز الإيواء لأكثر من ثلاثة أسابيع، ما أدى إلى غضبهم واستيائهم.
وللأسف أن بعض هؤلاء المقيمين لجأ إلى أساليب تعتبر في القانون خروجاً على الأمن والنظام.
إذ قام هذا البعض بمظاهرات داخل مراكز الإيواء، أطلقوا خلالها شعارات وهتافات فيها إساءة لدولة الكويت وحكومتها!
كما قام البعض الآخر بإتلاف مراكز الإيواء من خلع النوافذ، والعبث بأدوات إطفاء الحريق، ومقاومة رجال الأمن!
ولأن الأمن خط أحمر لا يمكن لأي دولة تحترم نفسها وسيادتها أن تترك لأحد أن يعبث به، تدخلت وزارة الداخلية لإنهاء هذا العبث وذلك التخريب.
السؤال الذي ينبغي طرحه على هؤلاء الأشقاء في مراكز الإيواء:
مَن المسؤول عن معاناتكم وطول انتظاركم في مراكز الإيواء؟ هل هي الكويت التي بذلت وسهلت كل السبل من أجل عودتكم إلى دياركم؟ أم هي حكومات دولكم التي ماطلت وسوّفت؟
وهل هذا جزاء الكويت التي أحسنت معاملتكم وضيافتكم؟!
في إطار حديثنا عن مخالفي الإقامة، فلا بد أن نُذكّر بأهم المسببين لهذه المشكلة، وهم تجار الإقامات وبعض المسؤولين الفاسدين، وبعض سماسرة تجارة البشر من نفس أبناء هذه الجاليات، والذي بنى ثروته على حساب تعب وعرق جبين أبناء بلده!
وهؤلاء لا بد وأن تكشف أسماؤهم، وتتم معاقبتهم، ليكون ذلك عبرة لغيرهم.
في الختام، لا بد من التحذير من قلة تسعى لإفساد العلاقة بين الكويت وأشقائها العرب، وهم فئة متطرفة في كلا الطرفين، وأما الغالبية العظمى فلا يحملون لبعضهم البعض إلا كل الحب والاحترام والتقدير.
Twitter: @abdulaziz2002