نحو 5480 مواطناً عادوا الإثنين والثلاثاء عبر 24 رحلة لـ «الجزيرة» و«الكويتية»
المرحلة الثالثة من الإجلاء... دموع وتباعد اجتماعي
محمد الثويني لـ «الراي»: نجحنا في أكبر عملية إجلاء وأصبحنا مضرب مثل في العالم
ياسر ميرزا لـ «الراي»: المرحلة الثالثة تسير بشكل ممتاز بتعاون الجهات كافة
عائدون: جهود جبارة من المسؤولين لتأمين رجوعنا للوطن وكلمات الشكر لا تفيهم حقهم
أنهت الكويت أول يومين في المرحلة الثالثة من «الإجلاء الكبير»، بعودة نحو 5480 مواطناً ومواطنة من 8 مدن حول العالم، عبر 24 رحلة جوية لطيران الجزيرة، والخطوط الكويتية، أجلت المواطنين من دبلن، لندن، نيويورك، مانشستر، موسكو، أرمينيا، غلاسكو، كييف، فيما سيكون اليوم الأربعاء الأخير في المرحلة الثالثة، ويتوقع وصول نحو 2700 مواطن ومواطنة عبر 11 رحلة.
«الراي» واكبت، رسمياً وشعبياً، وصول المواطنين خلال هذه المرحلة التي كستها دموع الفرح بعودة الأبناء من الخارج، وعدم القدرة على العناق بعد شوق امتد لشهور طويلة، إعلاء لقواعد «التباعد الاجتماعي» احترازاً من فيروس «كورونا» المستجد.
ففي سياق العمليات التشغيلية للإجلاء، قال رئيس عمليات تشغيل إجلاء المواطنين في مطار الكويت الدولي محمد الثويني، إنه «تم وضع خطة شاملة لإدارة الأزمات التي تعمل حاليا على اجلاء المواطنين في الخارج، وقد حققنا إنجازاً كبيراً من خلال التنسيق مع كل الجهات المعنية لانجاح تلك الخطة والتي أصبحت مضرب مثل لكل دول العالم».
وأضاف الثويني لـ«الراي» أن «الجهات المعنية حريصة على ترجمة توجيهات سمو الأمير بعودة جميع المواطنين في الخارج خلال فترة وجيزة، وبالفعل وضعنا كل خبراتنا وطاقتنا على مدار الساعة من كل الفرق العاملة، بالتنسيق مع شركات الطيران ووزارة الخارجية بعودة كل المواطنين بالخارج، وسوف تكون آخر مرحلة التي تم تخصيصها من أجل أبنائنا الطلبة في دول أوروبا وأستراليا وأميركا. ونحن نعمل بكل ما أوتينا من قوة لخدمة الوطن والمواطن في مطار الكويت، ولن ندخر جهدا، ومستعدون لبذل المزيد وتقديم الغالي والنفيس لتسهيل عودة المواطنين من الخارج، وأن يستمتعوا بقضاء الشهر الكريم مع ذويهم».
في السياق ذاته، قال مراقب مطار الكويت ومسؤول الإجلاء ياسر ميرزا، «نعمل حاليا على المرحلة الثالثة بإجلاء 8 آلاف راكب من الخارج على متن 36 رحلة من 12 وجهة حول العالم».
وأشار ميرزا في تصريح لـ«الراي» إلى أن «عملية تسيير الرحلات واستقبال المواطنين من الخارج تسير بشكل ممتاز، حسب الخطة الموضوعة من قبل الجهات المعنية، مع تضافر الجهود بين الطيران المدني ووزارة الداخلية والصحة وشركات طيران خطوط الجزيرة والكويتية التي ساهمت في نجاح الخطط التي تم الاعداد لها، واننا نعمل على قدم وساق كخلية نحل ولن نهدأ حتى عودة آخر مواطن إلى أرض الوطن».
ومن أمام صالة القادمين، استطلعت «الراي» ردود أفعال العائدين وذويهم، الذين وجهوا كلمات الشكر والثناء إلى صاحب السمو على توجيهاته السامية بإجلائهم من الخارج، وحرصه على ألّا يمر الشهر الكريم، إلّا وهم في أحضان الكويت. وفي هذا الصدد، قال المواطن أحمد حسن علي، إنه حضر إلى المطار لاستقبال ابنه العائد من أيرلندا، إذ يدرس الطب هناك، حيث استعد للأمر بتجهيز منزل مستقل بالكامل له ولأسرته، ليكونوا في العزل بمفردهم.
وأضاف أن مشكلتهم تكمن الآن في حظر التجوال، إذ إنه كرجل كبير في السن لا يعرف كيفية استخدام الهاتف للحصول على تصريح عدم تعرض، متمنيا ان يكون منح هذه التصاريح من المطار تيسيرا عليهم.
بدورها، قالت نجاة حيدر العائدة من دبلن «سافرت إلى ابنتي التي تدرس هناك، وانحجرنا لأن العلاج عندهم صعب جداً، وحاليا عدنا إلى الكويت وسنلتزم بالحجر الصحي، لأن هذا كله لصالحنا»، وختمت قائلة «الله يحفظ ديرتنا ويخلي لنا بابا صباح».
من جهتها، أشارت مريم المطوع العائدة من لوس أنجليس، إلى أن الرحلة بدأت من هناك مرورا بنيويورك وصولا إلى الكويت. وقالت «فرحنا حين وصلنا ورأينا سهولة الإجراءات، والاستقبال الحار من قبل العاملين في الصفوف الأولى، فدمعت أعيننا من الفرحة، كما دمعت أعيننا، إذ وصلنا ديرتنا لأهلنا وأحبابنا، والله يعز ديرتنا وسمو أميرنا أبونا صباح، الله يحفظه ويطول بعمره ويخليه لنا».
وقالت إحدى الطالبات العائدات من الخارج «تخرجت قبل أسبوع من أيرلندا، والكويت ما قصرت ويانا، والقائمون على الإجلاء من أطباء وشرطة وكافة العاملين في الصفوف الأولى الله يعطيهم العافية، مجهودهم رائع جدا، وكانوا خوش سند لنا. ففي أيرلندا ملحقنا هناك أتى إلينا وظل معنا منذ الواحدة صباحا حتى وصلنا إلى الطائرة، ولهم ألف تحية»، وتوجهت بالشكر إلى سمو أمير البلاد قائلة «الله يحفظ لنا بابا صباح ويطول بعمره».
من جهته، قال المواطن علي الحواج العائد من أيرلندا «كنت أتوقع أن تكون الإجراءات صعبة، لكن وجدت الإجراءات سهلة جداً. وتعامل الطاقم الطبي وكل مَنْ في الصفوف الأولى قمة في الأخلاق والرقي، ونشكر جهودهم المبذولة. ونشكر كل مَنْ ساهم في اجلائنا لنقضي شهر رمضان والعيد وسط أهلنا، وعلى رأسهم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد».
71 عائداً إلى الحجر والمستشفيات
| كتب عمر العلاس |
كشفت مصادر مطلعة لـ«الراي» عن نقل 63 حالة إلى الحجر الصحي المؤسسي، من صفوف العائدين من الخارج ضمن اليوم الأول من المرحلة الثالثة لخطة الإجلاء الشاملة، وتحويل 8 حالات إلى المستشفيات العامة والتخصصية، ليصل إجمالي من تم تحويلهم للمحاجر الصحية والمستشفيات إلى 71 مواطناً ومواطنة.
وأفادت المصادر بتحويل 49 الى الحجر المؤسسي في فندق كراون بلازا، و14 الى فندق الملينيوم، ونقل 3 حالات الى مستشفى جابر الأحمد، وحالتين إلى كل من مستشفى الرازي ومستشفى الفروانية، وحالة واحدة الى مستشفى العدان. وأشارت الى مشاركة 37 سيارة إسعاف في عمليات نقل العائدين، موزعة بواقع 22 سيارة من إدارة الطوارئ الطبية، و10 سيارات من شركة نفط الكويت، و5 سيارات من الحرس الوطني الى جانب عدد من باصات النقل، مثمنة الجهود الحثيثة التي يبذلها رجال الطوارئ الطبية في نقل الحالات سواء إلى الحجر الصحي أو إلى المستشفيات.
متطوعون مصريون في استقبال العائدين
برز خلال استقبال المواطنين الكويتيين العائدين من الخارج، وجود متطوعين مصريين وسط كوادر متطوعي الهلال الأحمر الكويتي.
وفي هذا الصدد، قال المتطوع المصري أحمد بوهجم، «تطوعنا مع الهلال الأحمر ونقوم بتوصيل العائدين من الخارج إلى مقار إقامتهم، وسنظل موجودين حتى وصول آخر مواطن كويتي إلى أرض الوطن، وكلنا يد واحدة، ورجل واحد».