حرب «منصّات»... ضد «كوفيد - 19»

No Image
تصغير
تكبير
  • في ظل «التباعد» الذي أفضى إلى انتفاء المؤتمرات الصحافية... كانت المواقع والحسابات الخاصة خير معين 

لا شك في أنّ قطاعات عدة تأثرت سلباً بتفشي فيروس «كورونا» المستجد، على مستوى العالم ككل، وبينها بالتأكيد القطاع الرياضي، وتحديداً كرة القدم.
ويكفي القول بأن خسائر أندية «المستديرة الساحرة» حول العالم ستصل إلى 9 تريليونات يورو بسبب الجائحة التي جمّدت ما جمّدته من بطولات، وألغت ما ألغته، وأرجأت ما أرجأته، وذلك بحسب صحيفة «آس الإسبانية».
وبعدما فرض هذا الفيروس على الجميع، بمن فيهم نجوم الرياضة، حجراً منزلياً ملزماً، وتباعداً اجتماعياً لازماً، كانت وسائل التواصل الاجتماعي منابر ومنصات لعدد منهم لتحدّي الزملاء، وحتى المتابعين حبياً، أو للكشف عن جانب خاص من حياتهم.


ليفربول الإنكليزي كان على وشك حسم لقب بطل الدوري للمرة الأولى منذ 30 عاماً، والصراع كان مستعراً في بطولات إسبانيا وإيطاليا وألمانيا، كما كانت الجماهير تنتظر بفارغ الصبر انطلاق كأس أمم أوروبا 2020 والمقررة للمرة الأولى في 12 مدينة مختلفة من «القارة العجوز» احتفالاً بمرور 60 سنة على انطلاق البطولة، قبل أن يطل فيروس «كوفيد-19» برأسه ويحرم عشاق اللعبة من نهاية موسم واعدة للغاية.
وبهدف «حرق الوقت»، شارك نجوم من أمثال الإنكليزي ماركوس راشفورد (مانشسر يونايتد) والأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني) في «تحدي البقاء في المنزل» على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال وسم (هاشتاغ) شهد رواجاً هائلاً، امتد إلى فنانين وعاملين في قطاعات أخرى.
هذا التحدّي الذي جمع حوله الملايين تمثَّل في تسجيل فيديو للراغبين في المشاركة وعرضه تحت الوسم StayAtHomeChallenge#. ويقوم هذا التحدي على «ترقيص» لفّة ورق الحمام بالقدمين على أنها كرة قدم دون أن تلمس الأرض، وهو ما لاقى رواجاً غير مسبوق، ليس فقط بين نجوم الصف الأول، بل حتى بين الأشخاص العاديين.
في المقابل، فضّل نجوم آخرون توجيه رسائل «تشجيعية» أو التوجّه إلى الأعمال الخيرية من خلال مساعدة من هم في حاجة إلى دعم خلال «فترة كورونا» التي جعلت وما زالت تجعل الكثيرين حول العالم يعانون من ضائقة مالية كبيرة.
وفي ظل «التباعد» الذي أفضى إلى انتفاء المؤتمرات الصحافية، كانت المواقع والحسابات الخاصة، خير معين.
السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، على سبيل المثال، استغل منصاته على مواقع التواصل، لتوجيه دعوة إلى «ركل الفيروس بعيداً»، وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً.
ميسي الذي كشفت تقارير عن تبرعه بمليون يورو لصالح أحد مستشفيات برشلونة، كتب في رسالة تضامنية منشورة على أحد حساباته: «إنها أيام معقدة، ونحن نشعر بالقلق بخصوص ما يحدث ونريد أن نساعد من خلال وضع أنفسنا مكان الأشخاص الذين يعانون. أريد أن أرسل لهم الكثير من القوة».
نجم يوفنتوس، البرتغالي كريستيانو رونالدو، كتب في رسالة أخرى: «يمر العالم بفترة صعبة تتطلب منا أن نكون جميعاً على أعلى قدر من الرعاية والاهتمام»، وأضاف: «حماية حياة الإنسان يجب أن تفوق أي مصالح أخرى. أتعاطف مع كل من فقد عزيزاً وأتضامن مع الذين يحاربون هذا الفيروس».
معلوم أن رونالدو ووكيل أعماله، مواطنه خورخي مينديز، تبرعاً لمستشفيات البرتغال بمليون يورو.
نجم باريس سان جرمان الفرنسي، البرازيلي نيمار دا سيلفا، كان أيضاً بين اللاعبين الذين عبّروا عن رأيهم بخصوص فيروس «كورونا» وقال في رسالته «الإلكترونية» المنشورة باللغات الفرنسية والإنكليزية والبرتغالية: «الفيروس لا يتحرك بل إن الناس هم من يساهمون في انتشاره».
هداف بايرن ميونيخ الألماني، البولندي روبرت ليفاندوفسكي وزوجته آنا، قررا التبرغ بمبلغ «ضخم» بلغ مليون يورو، للمساعدة في محاربة الفيروس.
ونقل الموقع الرسمي لصحيفة «بيلد» الألمانية قوله: «اليوم كلنا نلعب بفريق واحد. لنكن أقوياء في هذا الصراع. إذا كان بإمكاننا مساعدة شخص ما، فلنفعل»، وأضاف: «الأزمة اليوم تؤثر على كل واحد منا، لذلك نطالبكم باتباع التعليمات والاستماع للمختصين. كونوا مسؤولين».
أما زميلاه في «بايرن»، الألمانيان جوشوا كيميتش وليون غوريتسكا، فقد أطلقا، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حملة لجمع التبرعات لمحاربة «كوفيد-19»، مطلقين عليها اسم «نحن نركل كورونا».
وجمعت الحملة أكثر من 2.5 مليون يورو ذهبت إلى المنظمات الصحية المختصة في أوروبا.
وفي مقطع فيديو على مواقع التواصل تجاوز المليون ونصف المليون مشاهدة، قال نجم ريال مدريد الإسباني، سيرجيو راموس: «حان الوقت الآن للعمل الجماعي والمسؤولية الفردية والكرم الجماعي. دعونا نضع جانباً ما يفصل بيننا والتفكير في ما يجمعنا»، وأضاف: «حان الوقت لإظهار أننا أفضل عندما نواجه الشدائد».
لكنّ ذلك لم ينحصر فقط في اللاعبين، إذ إن نادي تشلسي الإنكليزي ومالكه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، أعلنا عبر مواقع التواصل، عن تقديم مساهمة إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة تمثلت في وضع فندق الـ«بلوز» (ميلينيوم) تحت تصرفها ليكون بالتالي مقراً لأي شخص يعمل على محاربة «كورونا»، وهو ما سار على منواله نجم كريستال بالاس، العاجي ويلفريد زاها، واللاعب السابق لمانشستر يونايتد الإنكليزي غاري نيفيل، واللذان عرضا ممتلكاتهما وفنادقهما كمكان لإقامة العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
مانشستر سيتي أعلن أيضاً، ليس فقط عبر الصحف، بل من خلال منصاته الإلكترونية، عن وضع أجزاء من ملعبه في تصرف السلطات الصحية ضمن جهود مكافحة الفيروس.
ونشر «سيتي» أشرطة مصورة لعدد من نجومه يوجّهون من خلالها رسائل دعم إلى هيئة الخدمات الصحية ويحضّون الناس على البقاء في منازلهم للمساهمة في مكافحة تفشي «كوفيد-19».
أما مدرب الفريق، الإسباني جوسيب غوارديولا الذي خسر والدته بسبب الفيروس، فقد تبرع بمليون يورو، لمكافحة «كورونا» في إقليم كاتالونيا.
وتبرع أرسنال الإنكليزي، بـ100 ألف جنيه إسترليني، على الرغم من الأزمة المالية التي يعاني منها بسبب توقف النشاط.
وأصدر «المدفعجية» بياناً وُزِّع على منصات النادي كافة جاء فيه: «لم يبتعد أرسنال أبداً عن الاستجابة لاحتياجات مجتمعه. وفي هذه الأوقات المضطربة، نتخذ سلسلة من الخطوات لضمان حصول مجتمعاتنا المحلية والعالمية على دعمنا الكامل. ستتبرع مؤسسة أرسنال بـ100 ألف جنيه إسترليني للجمعيات الخيرية والمنظمات المحلية التي تدعم الأشخاص الأكثر احتياجاً خلال أزمة كوفيد-19، كما ستتم إعادة توجيه 50 ألف جنيه إسترليني أخرى تم التبرع بها بالفعل لمبادرات المجتمع المحلي من قبل مؤسسة أرسنال».
من جهته، استعان نادي باريس سان جرمان بموقعه على إحدى المنصات للإعلان عن تبرعه بـ100 ألف يورو، لمساعدة الشعب الفرنسي، في حربه ضد الفيروس، وخصّ بها السكان الأكثر ضعفاً، خصوصاً في ضاحية العاصمة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي