رسالتي

كورونا... شكراً!

تصغير
تكبير

رغم أن جائحة كورونا أصابت أكثر من مليوني إنسان حول العالم إلى الآن، وتسببت في وفاة أكثر من 100 ألف شخص.
وأدت إلى خسارة المليارات من الدولارات، وحرمان الملايين من وظائفهم، وحكمت على معظم البشرية بالسجن داخل بيوتهم!
إلا أننا ينبغي أن ننظر إلى الوجه الآخر من المشهد، ونحاول اقتباس قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيْرٌ لكم) ونطبقه على الواقع، لنتمكن من تحويل البَلِيّة إلى عطية، والمحنة إلى منحة، ونبحث في ظاهر الشر عن الخير الخفي.
على المستوى الأسري، رأينا كيف أن العديد من البيوت بدأ أفرادها بالاجتماع، بينما كانوا في السابق لا يكاد بعضهم يرى بعضا.
وكيف التفت العديد من الآباء والأمهات إلى أبنائهم وبناتهم، بعد أن كانت الوظائف والمناسبات الاجتماعية، ولقاءات الأصدقاء تشغلهم عن فلذة أكبادهم.
رأينا الحرص على أداء الصلوات في وقتها وفي جماعة داخل البيوت - خصوصاً بعد إغلاق المساجد - وما يصاحب الصلوات من قراءة للقرآن أو كتب للحديث.
تلاشت العديد من مظاهر التفاخر والتباهي في الأشكال والمظاهر التي كانت تشغل العديد من الناس، واتجهوا اليوم نحو البساطة.
انخفضت المصاريف الشهرية، وأصبح التوجه نحو الإنفاق على الاحتياجات الضرورية، والتخلي عن الكثير من الكماليات ومظاهر الترف في المأكل والمشرب والملبس والمسكن.
أظهرت لنا الأزمة القدوات الحقيقية للمجتمع - والتي ربما غفل عنهم الناس وقت الرخاء - واختفت القدوات المزيفة من بعض مشاهير السوشل ميديا، فأصبح الناس اليوم يلتفتون نحو العلماء والدعاة وينتظرون سماع كلماتهم وتوجيهاتهم، وتوجهت أنظار الناس إلى أهل الطب، فرسان الميدان وخط الدفاع الأول في مواجهة وباء كورونا.
لقد تنفست الأرض الصعداء، بعد أن هدأ ضجيج المدن، وصخب الأسواق، وتوقفت المصانع عن بث سمومها، وخفّت حركة السيارات مما أدى إلى انخفاض نسبة التلوث، وحتى طبقة الأوزون بدأت بالالتحام والانغلاق بسبب انخفاض حرارة الأرض.
لقد كشفت لنا الأزمة خطورة الخلل في التركيبة السكانية، ومدى تأثيرها على المنظومة الصحية في البلاد، وأن نسبة المصابين بفيروس كوفيد 19 من غير المواطنين تجاوزت 70 في المئة!
لقد فضحت الأزمة تجار الإقامات، وما تسببوا فيه من أذى لوطنهم، وتعريضهم لأرواح الناس للخطر بسبب العمالة الزائدة المنتشرة في البلد، والتي ضغطت على المنظومة الصحية والمخزون الغذائي في البلاد!
الواجب الاستفادة من دروس الأزمة، وعلاج الأخطاء، ومحاسبة المسؤول عنها مهما كان منصبه.
اللهم ارفع الداء والوباء والبلاء عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين.

Twitter : @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي