ما بعد كورونا... توجيه أميري مهم

تصغير
تكبير

ليس صدفة أبداً أن يختتم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله حديثه الأبوي الجميل مع إخوانه وأبنائه سمو ولي العهد ورئيس مجلس الأمة ورئيس مجلس الوزراء بالقول: «الآن... نفكر ما هو المستقبل».
القادة العاديون ينظرون فقط إلى الأزمة التي تواجههم وكيفية الخروج منها، ولكن القادة الذين يكتب التاريخ أسماءهم بأحرف من نور، هم الذين وهُم يخوضون غمار الأزمة ويصارعونها بحثاً عن طريق الخروج منها، تراهم في الوقت ذاته ينظرون إلى الأمام بعين ثابتة، بينما غيرهم لا ينظرون إلّا إلى مواقع أقدامهم.
نحن مقدمون على كويت ليست كالكويت...


نحن مقدمون على خليج ليس كالخليج...
نحن مقدمون على عالم ليس كالعالم...
الدول غير الدول، الاقتصاد غير الاقتصاد، الصحة غير الصحة، التعليم غير التعليم!
الأسئلة كثيرة وتطرح من قبل كبار مفكري العالم اليوم، كيف ستتأثر العلاقات الدولية؟ وهل تستمر الولايات المتحدة في قيادة العالم؟ وهل سيتغير النظام العالمي؟ وهل يتفكك الاتحاد الأوروبي؟ وهل تظل الدول منكفئة على ذاتها؟ وهل تستمر الحكومات في فرض قبضتها المركزية التي تمددت في أزمة «كورونا» إلى ما بعد «كورونا»؟
المفكرون ومراكز البحث العالمية حائرة وتطرح السؤال: «ماذا بعد كورونا؟»، وهو ما طرحه صاحب السمو بثاقب نظره على مجلس الوزراء.
والأمر ليس سياسياً فقط، ولكن على الصعيد الاقتصادي انقلبت الأوضاع رأساً على عقب، الأموال في البورصات تبخرت، والجميع كباراً وصغاراً يترنحون مالياً اليوم انصياعاً لقرارات الدولة وحفظاً للصحة العامة ومنعاً لانهيار المنظومة الصحية.
وحتى على الصعيد السلوكي، تنتظرنا في الكويت متغيرات كثيرة، هذا النمط السلوكي الاستهلاكي هل سيستمر؟ هل يتصاعد الشعور بالغضب؟ هل تتمكن منا الوساوس القهرية؟ هل تنفرط الدواوين؟ هل تتحول الحكومة إلكترونية؟ هل تنخرط المناهج في لغة العصر... الإلكترونية؟
الكثير وراء الحكومة، فلا تفرح كثيراً في إنجازات وزير للصحة والقطاع الصحي التي رفعت شعبية الحكومة كثيراً، حيث تنتظركم في بقية الوزارات استحقاقات كثيرة ومكلفة وقرارات صعبة وقاسية!
النفط تراجعت أسعاره كثيراً، وبعد الـ140 دولاراً، صار البرميل بـ25 وأقل، وفوقها الطلب على النفط تراجع بسبب الظروف العالمية، ما يعني أن «الكاش نشف»، بل وحتى استثماراتنا الخارجية بالتأكيد تأثرت كثيراً، فهي جزء مما يحدث في الاقتصاد العالمي وهو مؤلم وصعب جداً.
هل سيبقى الوافدون في الكويت؟ هل ستتغير التركيبة السكانية؟ هل ستغلق ثلاثة أرباع المشاريع الصغيرة والأعمال الكبيرة؟
الكثير من التساؤلات الحائرة التي ربما لا نمتلك إجابات جازمة عليها اليوم، ولكن بيدنا أن نتحضر لمختلف الاحتمالات وندرسها.
وزير الصحة «الدكتور الديكتاتور» باسل الصباح فعل الكثير مما يجب عليه أن يفعل... ولكن - والحديث إلى بقية الوزراء - ماذا فعلتم أنتم إلى الآن؟ ماذا ستفعلون؟ هل ستكونون على قدر التحدي؟
هل أنتم قادرون على الإجابة... الإجابة عن ما قاله صاحب السمو لكم؟
... «الآن... نفكر ما هو المستقبل»، فهل فكرتم؟
هذا ما ينتظره الجميع منكم... وبعدها ستبدأ المحاسبة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي