وجع الحروف

وباء كورونا و... استغلال الحدث!

تصغير
تكبير

التفاؤل مطلوب شرعاً وعرفاً... فلمَ نتشاءم؟
كل ما قامت به الحكومة أخيرا نرفع لها القبعة، لكننا نعتب عليها في مسألة «وقف النقل الجماعي»... لماذا؟
الجمعيات التعاونية والجهات ذات الصلة بالأمن الغذائي معظم العاملين فيها من البسطاء «يعني وافد معاشه لا يصل إلى 200 دينار»: فكيف يحصل على وسيلة نقل غير الباص من جنوب الكويت إلى شمالها وغربها وشرقها... كان يفترض في التزامن مع هذا القرار أن يطلب من كل جهة جمعية كانت أو سوقا مركزيا توفير وسيلة نقل للعاملين «العمال» وأتمنى أن نتدارك الأمر عاجلاً.
المراد أن فيروس كورونا المستجد تحول إلى وباء، وهذا يعني أن الحجر ملزم ويتطلب على الجميع التعاون مع الحكومة في هذا الشأن.
إنها إدارة أزمة تحتاج إلى تخطيط إستراتيجي يبحث في القرار قبل اتخاذه، وانعكاساته على العامة والعاملين الجنود خصوصاً البسطاء «اللي على قدهم».
كورونا كأزمة استغلها ضعاف النفوس بعضهم للكسب المادي، والبعض الآخر لترويع العامة وإثارة الهلع بينهم وهو أمر خطير لا يجب السكوت عنه.
يقولون «تفاءلوا بالخير تجدوه»... ومن غير المستحب أن نتحدث عن قرار من هنا أو هناك، و«نطيح فيه انتقاداً وتهكماً»: لا يجوز خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي.
وإن حصل خطأ ما مهما كان حجمه? يجب علينا توجيه النصيحة، وترك الملاحظات إلى أن تنتهي الأزمة سائلين المولى عز شأنه أن يلطف بنا وأن يكتب الشفاء لكل مصاب.
هناك ملاحظة أوجهها لأصحاب القرار الكبار، وهي: دونوا ملاحظاتكم حول مكامن الخلل، فخطأ اليوم هو إستراتيجية الغد ونستطيع أن نقيّم وضع القيادات في ظل إفرازات هذه الأزمة.
والملاحظة الآخرى? ان التعامل مع الجمهور علم في حد ذاته، وله متخصصون، فالتركيبة الثقافية لكل فئة تختلف عن الأخرى، بما فيها الفئات العمرية? فيا حبذا لو فهمنا الحاجة إلى فهم «ربعنا»، وطريقة تفكيرهم بمن فيهم فئة مطلقي الإشاعات، وذلك من باب قطع الطريق عليهم - أي مروجي الإشاعات - فهم ينتظرون أي ثغرة ليبدأوا في بث انتقاداتهم وحسب انطباعاتهم وغاياتهم.

الزبدة:
الخطأ وارد وقد لاحظنا الكثير لكننا ارتأينا فقط تدوين ما نلاحظه، خصوصاً في مجال إدارة الأزمات قيادياً وإدارياً وإعلامياً واجتماعياً، لعله يأتي اليوم الذي نجد فيه ما نقوله وبأريحية بعد انتهاء وباء كورونا، وفي المقابل نود أن تكون صدور أصحاب القرار رحبة وتتقبل النقد البناء.
أزمة فيروس كورونا المستجد الذي تحوّل إلى وباء، كان صدمة لنا جميعاً مواطنين ومسؤولين? ولهذا السبب كان حرياً بنا التفاؤل وترك محاسبة مَنْ استغل الحدث إلى ما بعد انتهاء الفيروس إلى غير رجعة إن شاء الله، والحساب يجب أن يكون عسيراً.
اللهم احفظ الكويت أميراً وشعباً وحكومة، وجنوداً مجهولين ومتطوعين من كل مكروه... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي