تحقيق / أعدّها الدكتور أحمد عجب... ووافق عليها مجلس إدارة اتحاد اللعبة في الاجتماع الأخير

إستراتيجية تطوير منتخبات كرة القدم ... نهضة شاملة للمراحل السنية بأسلوب فني أكاديمي

تصغير
تكبير

أحمد عجب:

المشروع يهدف إلى البناء من القاعدة... وفق تجزئة المواليد وتحويلها إلى منتخبات على مراحل زمنية

الإستراتيجية تشمل مواليد 1997 إلى 2008 وتمتد  حتى العام 2030

لدينا منتخب واعد مبني  على أسس متينة وهو  «أزرق الشباب»  لمواليد 2001-2002 ... وسنعده لأولمبياد 2024

منتخب مواليد 2005-2006  يملك فرصة زمنية أطول  تمتد حتى 2031

حان الوقت لننافس خارجياً بدل المشاركة والخروج...  وقد لحظنا 4 حلول رئيسية لسلبيات كانت سائدة في ما مضى


وضع مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم استراتيجية تطوير المنتخبات الوطنية التي أعدها عضو مجلس الإدارة الدكتور أحمد عجب، موضع التنفيذ لتتبلور مستقبلاً الى نهضة شاملة ومرجع علمي يصب في خانة خدمة اللعبة محلياً، بأسلوب أكاديمي رائع وتخطيط يعتمد على أرقام وأسس فنية صحيحة.
وبعدما عكف عجب الذي كان أحد أبرز مهاجمي منتخب الكويت خلال السنوات الماضية وهدافاً من طراز رفيع، على إعداد هذه الاستراتيجية منذ أشهر، وافق المجلس خلال اجتماعه الأخير عليها، تمهيدا لان ترى النور بعد الاستئناس برأي الأندية بشأن أي تعديلات أو مقترحات تصب في خانة خدمة الكرة الكويتية ومنتخباتها.
وتتألف هذه الاستراتيجية التي حصلت «الراي» على محتواها كاملاً، من اقتراحات وبنود رئيسية عدة وجداول إحصائية وتقييمية لمشاريع إعداد المنتخبات الوطنية وفق المواليد، أي «البناء من القاعدة» على أسس صحيحة ووفق أعمار اللاعبين، وهي أتت لتنسخ عهوداً من الفوضى وعدم التخطيط وتصحح سلبيات عديدة، حيث سيتم تجزئة المواليد وتحويلها إلى منتخبات على مراحل زمنية.

يقول الدكتور أحمد عجب لـ«الراي» ان الاستراتيجية تشمل لاعبي المنتخبات الوطنية كافة من مواليد 1997 الى 2008، منذ الآن وحتى العام 2030، بحيث تم وضع تصور لكل مواليد وطرق إعدادهم في بوتقة منتخب معين يتحضر بأسلوب فني مدروس، استعدادا لان يصل بمعدل أعمار جيدة وبجاهزية كبيرة لخوض استحقاقات كبرى والتأهل اليها مثل كؤوس العالم وآسيا العمومية والفئات السنية ودورات الالعاب الأولمبية.
وكشف انه وضع شخصيا وتحت المجهر، منتخبين يأمل في أن يكونا «الحصانين الأسودين» في هذه الاستراتيجية ونواة لـ«أزرق كبير وواعد» خلال الفترة المقبلة، أولهما يعود لمواليد 2001-2002 والآخر لـ2005-2006.
وأضاف: «منتخب مواليد 2001-2002، هو نفسه منتخب الشباب الحالي والذي خرج من تصفيات كأس آسيا 2020 في أوزبكستان، بفارق هدف واحد عن العراق، وخاض كأس العرب تحت 20 سنة في السعودية أخيرا. كما انه سيخوض استحقاقات مهمة مقبلة مثل بطولة غرب آسيا وتصفيات آسياد وأولمبياد الشباب، حيث سيتم دمج المجموعة الحالية مع مواليد العام 1999 الذين يشكلون المنتخب الأولمبي، مستقبلا».
وتابع: «هذا المنتخب هو الاهم حاليا والمرشح الاساسي للحلول بدلا من (الأزرق الأول) مستقبلا حيث سنعده للمنافسة على الألقاب وليس لمجرد المشاركة، إذ إن أعمار لاعبيه ستتراوح بين 21 و22 سنة في كأس آسيا 2023، 22 و23 سنة في تصفيات كأسي العالم 2026 وآسيا 2027، 24 و25 سنة في مونديال 2026، 25 و26 سنة في كأس آسيا 2027، 26 و27 سنة في تصفيات كأسي العالم 2030 وآسيا 2031، 28 و29 سنة في مونديال 2030 و29 و30 سنة في كأس آسيا 2031».
وأوضح عجب: «كما انه مهيأ لخوض تصفيات ونهائيات أولمبياد باريس 2024، وينافس لاعبوه في دوري الشباب حتى موسم 2021-2022 ثم موسمين لاحقين في الدوري الرديف، قبل ان يتم تصعيدهم الى الفرق الاولى موسم 2024-2025، علما ان 10 منهم يلعبون الآن مع فرق أنديتهم الاولى، وهذا عدد كبير وأمر مشجع، يدل على اننا نملك منتخباً موهوباً. من الاسماء التي تلعب مع الفرق الاولى حاليا على سبيل المثال وليس الحصر، بندر السلامة وحسين اشكناني مع العربي وعبدالعزيز بن ناجي مع (الكويت) وفهد جلوي وسلمان البوص مع الساحل».
وأشاد بقوة هذا المنتخب الذي يضم 8 مدافعين و10 لاعبي وسط و4 مهاجمين على مستوى عال، مشيرا الى ان الاستراتيجية لحظت وضع برنامج زمني لإعداده حتى العام 2025، يتضمن 10 معسكرات و27 مباراة دولية ودية و35 أخرى تجريبية، حيث سيتدرب لاعبوه بمعدل حصتين أسبوعيا، خارج اطار أنديتهم.
وأفاد: «في كل صيف سيخوض معسكر حتى العام 2025، وخلال فترة التوقف بين قسمي الدوري مع مباريات متعددة وحصص تدريب اسبوعية».
وشدد عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم على ان منتخب مواليد 2005-2006 سيملك فرصة زمنية اكبر من المنتخب السابق (2001-2002)، ولدينا 8 سنوات لنعده لبلوغ نهائيات أولمبياد لوس انجليس 2028 والمنافسة فيها، حيث سيتراوح معدل اعمار لاعبيه في ذلك الوقت بين 22 و23 سنة، فيما يتراوح بين 25 و26 سنة في كأس آسيا 2031 مثلا.
ودعا عجب الى الاهتمام بمنتخب الشباب الحالي (مواليد 2001-2002) حتى يحقق ما فعله منتخب الكويت عندما بلغ دورات الألعاب الأولمبية أعوام 1980 و1992 و2000، وباعتبار ان 5 سنوات تفصله عن نسخة العام 2024 في باريس، حتى يتأهل وينافس على مراكز متقدمة، مشيرا الى ان الاتحاد ومن يليه، لن يألوا جهدا في توفير كافة سبل الدعم والاهتمام به. لنكن واقعيين، فقد كنا نشارك فيما مضى من اجل المشاركة ونخرج من الأدوار الأولى في البطولات الخارجية، وآن الاوان لنخرج من هذا التقليد، وهذا لن يتم بدون بناء منتخبات وطنية من الصفر وبمراحل سنية صغيرة جدا، والاسترتيجية التي وضعتها تلحظ ذلك، وتتضمن بنودا تشمل كل هذه الامور، بما فيها مرحلة تأسيس اللاعبين مع أنديتهم».
ولفت الى ان الاستراتيجية التي ارتكزت بما يتناسب مع واقعنا الرياضي، تحاكي خطط اعداد وتطوير وضعتها اتحادات خليجية، وحققت من خلالها انجازات غير مسبوقة على الصعيدين الآسيوي والعالمي، وقال «حققت قطر من خلال جيل تم اعداده لمواليد 1990 الى 1996 في أكاديمية أسباير، لقب كأس آسيا 2019 للمرة الاولى في تاريخها. كما ان 3 منتخبات مراحل سنية في السعودية بلغت نهائيات كأس العالم ونافست في بطولات آسيا. ووصل منتخب الامارات للشباب الى نهائيات كأس العالم من خلال اعداد جيل لمواليد 1991، وحقق انجازات لاحقة مهمة فيما بعد. كما ان الاتحاد البحريني يعد حاليا جيلا من مواليد 1997 عبر منتخبه الأولمبي، بخطة مدروسة منذ 4 سنوات وحتى الآن، حيث ان استراتيجياته انتجت منتخبا فاز بكأس الخليج للمرة الاولى في تاريخه أواخر العام الماضي في قطر».
وأعلن عجب ان الاستراتيجية لحظت 4 حلول رئيسية لسلبيات كانت سائدة فيما مضى ضمن اطار تشخيص الوضع العام خلال الفترة السابقة، وأولها وضع نظام مسابقات وفئات للمراحل السنية وفقاً لروزنامة الاتحاد الآسيوي والاستحقاقات الدولية وبما يخدم المنتخبات الوطنية، وليس بناءً على رغبة الاندية ومصالحها الخاصة، مضيفا «يعود السبب في هذا التعديل الى عدم التوافق مع الاستحقاقات والمشاركات القارية، ما أصاب أضرارا بإعداد المنتخبات، ومنها على سبيل المثال (الأزرق الأولمبي) لمواليد 1997 و1998، حيث تم تصعيد مواليد 1997 الفرق الاولى في أنديتهم، وهو ما جعل مشاركتهم تنعدم وفرصهم تتقلص بسبب عامل السن وقلة الخبرة، في مقابل زيادة أعداد المحترفين بتلك الفرق. كما ان شريحة مواليد 2004 في (أزرق الناشئين) وفي الموسم الذي سبق تصفياته الآسيوية، كانت رديفة لمواليد 2003 في دوري الأشبال، ما قلل من نسبة مشاركة لاعبي المنتخب».
وعن الحل الثاني، أوضح: «يتخلص في زيادة عدد مباريات الأندية في الموسم الواحد، مع رفع المستوى التنافسي من خلال نظام المسابقات وتفعيل دور الاتحاد في الدعم والاهتمام والرعاية وتوفير الحوافز والتغطية الإعلامية، بحيث يخوض كل فريق 7 مباريات في البطولة التنشيطية و14 في القسم الاول من الدوري (دمج)، ثم 7 في الثاني الذي يتضمن درجتين، إضافة الى عدد يتراوح من لقاء واحد الى أربعة في الكأس. وهنا يخوض كل فريق 29 مباراة بحد أدنى خلال الموسم الواحد، و32 بحصد أقصى».
وتابع: «في ما مضى، كانت السلبيات في قلة عدد المباريات خلال الموسم الواحد، مع ضعف في المستوى الفني بسبب نظام المسابقات، بالترافق مع انعدام الدعم والاهتمام والحافز والرعاية والتغطية الاعلامية واقتصار دور الاتحاد على تنظيم المسابقات فقط، دون التفكير بتطويرها كل موسم. ففي السابق، كان يخوض الفريق 21 مباراة بحد اقصى، بما فيها الوصول الى نهائي الكأس، وبمعدل 14 في قسم واحد من الدوري، و7 في الكأس بحد اقصى».
وبالنسبة الى الحل الثالث، قال عجب: «يتخلص في تفعيل دور المنتخبات من خلال تطبيق نظام (التقوية والمتابعة) عن طريق خوض منتخبات البراعم والأخرى السنية التي تستعد للمشاركة في استحقاقات، حصتين تدريبيتين في الاسبوع الواحد، بعيدا عن انديتها. كذلك، سيكون هناك زيارات ميدانية من قبل الاجهزة الفنية للمنتخبات الى الاندية، من أجل أن يشعر اللاعبون بأن هناك من يراقبهم ويتابعهم بصورة دورية ومستمرة».
وأضاف: «في السابق، عانى الجميع من قصور في عمل بعض الاندية، في ما يتعلق بالنواحي الفنية من خلال البرامج التدريبية، وذلك بسبب كثرة المعوقات التي تواجههم والتي تؤثر سلباً على تطوير اللاعب بالشكل المطلوب».
وتطرق عجب الى الحل الرابع والذي يرتكز على التحضير لمعسكرات تدريبية للمنتخبات الوطنية خلال الفترة المقبلة من خلال وضع سياسة واستراتيجية توضحان الهدف المراد الوصول اليه من كل معسكر، على أن تكون المباريات متوافقة مع أهداف المعسكر كل على حدة، مشيرا الى ان هناك إمكانية وسعيا للمشاركة في بطولات دولية ودية تشارك بها منتخبات وأندية عالمية حتى تتدرج وتتضح مستويات منتخباتنا من معسكر الى آخر، بالترافق مع الاستفادة من الاحتكاك والتعود على خوض لقاءات دولية تختلف تماماً عن أجواء ومستويات الاندية، خصوصاً من خلال الوديات.
وشرح السلبيات الماضية للحل الرابع، وقال إنها تهدف الى «تغيير السياسة التي كانت متبعة سابقا خلال المعسكرات الخاصة بإعداد المنتخبات الوطنية، خصوصا الطويلة منها والمشابهة لمعسكرات إعداد الاندية في بداية كل موسم والتي يخوض فيها مباريات مع فرق غامضة من ناحية الاسم والمستوى، حيث لا يمكن من خلالها الاطلاع عن كثب على المستوى الفني الذي وصل اليه الفريق، ثم نتفاجأ فيما بعد بالمستويات خلال المنافسات الرسمية».

 برنامج إعداد منتخبات  المراحل السنية

• منتخب 1999-2000: 5 معسكرات، 15 مباراة دولية ودية، 23 مباراة ودية تجريبية (الاستحقاق: تصفيات كأس آسيا 2021 تحت 23 سنة)
• منتخب 2001-2002: 7 معسكرات، 18 مباراة دولية ودية، 32 مباراة ودية تجريبية (الاستحقاق: تصفيات كأس آسيا 2023 تحت 23 سنة)
• منتخب 2003-2004: 10 معسكرات، 21 مباراة دولية ودية، 40 مباراة ودية تجريبية (الاستحقاق: تصفيات كأس آسيا 2022 تحت 20 سنة)
• منتخب 2005: 12 معسكراً، 28 مباراة دولية ودية، 48 مباراة ودية تجريبية (الاستحقاق: تصفيات كأس آسيا 2024 تحت 20 سنة)
• منتخب 2006: 7 معسكرات، 15 مباراة دولية ودية، 28 مباراة ودية تجريبية (الاستحقاق: تصفيات كأس آسيا 2022 تحت 17 سنة)
• منتخب 2007: 12 معسكراً، 33 مباراة دولية ودية، 48 مباراة ودية تجريبية (الاستحقاق: تصفيات كأس آسيا 2026 تحت 20 سنة)
• منتخب 2008: 6 معسكرات، 15 مباراة دولية ودية، 24 مباراة ودية تجريبية (الاستحقاق: تصفيات كأس آسيا 2024 تحت 17 سنة)

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي