تعرفنا في مقال سابق كيف نتقبل الاختلاف في الميول والأذواق، وذكرنا في الختام: سنتعرف لاحقاً على قواعد في التعامل مع الاختلاف. وسنذكر بعض القواعد التي تكون بمثابة إسعافات أولية تسعفنا في المواقف والأحداث اليومية.
قال الله تعالى: «يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد». فلننظر إلى التشابه الواسع على أنه نتيجة جهل يعانيه الناس أو قهر يتعرضون له على مذهب فرعون، كما أننا لا بد أن ننظر إلى الاختلاف على أنه شيء طبيعي، فحين نتنكر للتنوع فهذا يعني أننا نهيئ الأجواء للصراع والاستبداد والظلم، وهذا مناف للبنيان الحضاري الذي نسعى إلى تأسيسه، كما أنه مناف لتعاليم ديننا الحنيف.
إن الإحسان إلى المختلف ينزع من نفسه تداعيات ومقتضيات الاختلاف، ومن القواعد المهمة في التعامل مع الاختلاف الحوار ثم الحوار ثم الحوار والقدرة على الاستماع إلى المختلف عنا وهذا من الأمور الضرورية لبناء الفهم والموقف المشترك، من الضروري جداً التعامل مع المختلفين معنا وعنا من المعتدلين، وليس مع الغلاة والمتطرفين، فهؤلاء يدمرون كل قواعد الوفاق والاتفاق، ولا يصرفنا عن الوحدة الإنسانية المتوارية والقائمة على وحدة الأصل والطبيعة والحاجات الإنسانية، الاختلاف على مستوى الشكل واللون والنسب والعرق.