حَجْر سياسي

تصغير
تكبير

مُثيرة للغثيان والقرف تلك التصريحات الفئوية والطائفية التي تنفّثها بعض الأفواه هذه الأيام، خصوصاً تلك الأفواه النيابية التي استمرأت الهجوم على الحكومة وكأنهم أبرياء من أفعالها، بينما هم شركاء أساسيون للحكومة في كل الإخفاقات المتتالية ومؤشرات الفشل المتصاعدة يوماً بعد يوم.
وإذا كانت أزمة «كورونا» قد علّمتنا ضرورة الصرامة في فرض الحجْر الصحي لحماية الأصحاء من فيروسات المرضى، فإننا استشعرنا كذلك ضرورة فرض «حجْر سياسي» أصرم وأصعب يتم تطبيقه على نواب لا تهتز في رؤوسهم مع كل ما يواجهه العباد وتعانيه البلاد شعرة، ويصرّون على زيادة الطين بلة والأزمة حدة، ليفرضوا علينا طائفية بغيضة في وقت نحن أكثر ما نكون فيه بحاجة إلى الهدوء والتلاحم، ولكنها (الانتخابات)!
كلنا نعلم أنها السنة الأخيرة لمجلس الأمة، وكلنا نعلم أن النواب في أمس الحاجة هذه الأيام إلى دغدغة عواطف ناخبيهم وجماهيرهم مراهنين على ضعف ذاكرتهم، وعلى النتائج المعروفة من تجارب سابقة لتمزيق المجتمع وخلق حالة من الاحتقان الطائفي يدفع الجميع ثمنها إلا هم، حيث يجنون منها الأرباح والمكاسب، والمقاعد الخضراء.


مثل هؤلاء النواب أو المرشحين ممن يحاولون إثبات خطأ علماء الاجتماع بتعريف الإنسان بأنه (حيوان اجتماعي) ويثبتون أن تعريف (حيوان انتخابي) هو التعريف المناسب لهم، مثل هؤلاء يجب أن نطبّق عليهم (الحجْر السياسي) الكامل، ولا مانع من أن تكون محاجرهم أقفاصاً بتصميم أنيق مستوحى من تصميم مجلس الأمة، ونوفر لهم فيها الكثير من الكراسي الخضراء يتقافزون فوقها، ونمنع عنهم كل اتصال جماهيري بهم اللهمّ إلا عن بُعد... فأمثال هؤلاء لا يجب أن يقودوا الإنسان الذي كرّمه رب العزة والجلالة واستخلفه على الأرض.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي