جرس إنذار
التهابات اللثة... هل تُسهم في السكتات الدماغية؟
هل تلعب أمراض الأسنان واللثة دوراً في زيادة مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية التي تنجم عن تصلب وانسداد الشرايين؟
هذا ما سعت دراستان علميتان حديثتان إلى استكشافه...
خلصت نتائج دراستين طبيتين أميركيتين إلى أن أمراض الأسنان واللثة يمكن أن تلعب دوراً ملموساً في الإصابة بالسكتات الدماغية، وذلك عن طريق التسبب في تراكم لويحات البلاك في الشرايين وبالتالي تضييق الأوعية الدموية المغذية للدماغ، لكن الباحثون نبهوا إلى أن الدراستين لا تثبتان أن تلك الأمراض هي وحدها المسؤولة عن الإصابة بالسكتات الدماغية.
الدراستان أجريتا تحت قيادة وإشراف الدكتور سوفيك سين، رئيس قسم علم الأعصاب السريري في كلية الطب التابعة لجامعة ساوث كارولاينا الأميركية.
وتعليقاً على الدراستين اللتين من المرتقب أن تُنشرا قريبا، قال الدكتور سين: «انطلاقاً من حقيقة أن الالتهابات عموماً تلعب دوراً رئيسياً في نشوء وتفاقم تصلب وضيق الشرايين، سعينا إلى التحقق مما إذا كانت أمراض الأسنان واللثة تلعب دوراً في انسداد الشرايين الدماغية والتسبب بالتالي في السكتات الدماغية التي تنجم عن تصلب الشرايين».
وأوضح الدكتور سين أن الدراسة الأولى شملت 265 شخصاً مريضاً بالسكتة الدماغية. وقام فريق البحث بالتحقيق حول ما إذا كانت أمراض اللثة مرتبطة سببياً بأنواع محددة من السكتات الدماغية. ووجدوا التالي: من خلال تحليل التواريخ الطبية لأفراد العينة:
• المصابون بأمراض اللثة تعرضوا إلى عدد من نوبات السكتات الدماغية الناجمة عن ضيق الشرايين المغذية للدماغ أكثر بمرتين مقارنة بنظرائهم غير المصابين بأمراض اللثة.
• المصابون بأمراض اللثة كانوا أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بالسكتات الدماغية الناجمة عن انسداد الأوعية الدموية التي في الجزء الخلفي من الدماغ، والتي تتحكم في الرؤية والتنسيق ووظائف أخرى.
• أمراض اللثة كانت أكثر شيوعًا بين المرضى الذين سبق لهم أن أصيبوا بجلطات دماغية في أوعية دموية كبيرة داخل المخ، بينما كانت أقل شيوعاً بين نظرائهم الذين سبق لهم أن أصيبوا بجلطات دماغية بسبب انسداد في أماكن أخرى غير المخ.
أما الدراسة الثانية فأجريت على عينة عشوائية شملت أكثر من 1100 متطوع لم يسبق لأي واحد منهم أن أصيب بسكتات دماغية. واكتشفت هذه الدراسة ما يلي:
• 10 في المئة من بينهم كانت لديهم انسدادات حادة أو متقدمة في شرايين دماغية، و15 في المئة كانت لديهم انسدادات أقل حدة.
• المتطوعون المصابون بالتهابات حادة في اللثة كانوا أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بضيق شديد في شرايين الدماغ بمعدل مرتين مقارنة بنظرائهم الأقل إصابة وغير المصابين بتلك الالتهابات.
• بعد استبعاد تأثيرات عوامل السن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع كوليسترول الدم، اتضح أن المرضى المصابين بأمراض اللثة أكثر عرضة بمعدل مرتين ونصف المرة تقريباً للإصابة بانسدادات حادة في شرايين الدماغ.
وعن أهمية نتائج الدراستين قال الدكتور سين «من المهم للأطباء حول العالم أن يدركوا أن أمراض والتهابات اللثة هي أحد أهم مسببات انسداد الشرايين الدماغية لدى مرضاهم، وذلك حتى ينبهوا المرضى إلى أهمية الاعتناء بالفم عموما ومعالجة مشاكل اللثة كخطوة أولى نحو تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».
يُشار إلى أنه قد جرى استعراض النتائج الأولية للدراستين خلال وقائع المؤتمر الدولي السنوي الذي استضافته «الجمعية الأميركية للسكتة الدماغية» في مدينة لوس أنجليس خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير الجاري. ومن المقرر أن يتم قريباً نشر الدراستين كاملتين في إحدى الدوريات الطبية المتخصصة.