اتهامات لواشنطن باستخدامه كسلاح جرثومي... وامتلاك اللقاح المناسب له
نائب روسي يواصل نظرية المؤامرة: أميركا تستغل «كورونا» لتركيع الصين!
في موازاة استمرار انتشار السلالة الغامضة الجديدة من فيروس كورونا داخل الصين وتمدُّدها إلى دول أخرى حول العالم مثيرة المخاوف والهلع، بدأت نظرية مؤامرة جديدة في الانتشار على نحو مشابه في المعسكر الشرقي (الصين وروسيا وحلفائهما)، وهي النظرية التي تروِّج أن الولايات المتحدة استخدمت السلالة الجديدة ضد الصين تحديداً كسلاح جرثومي في إطار هجمة لها مآرب عدة يأتي على رأسها «تركيع التنين الصيني» من «خلال ضرب وإجهاض نهضته الاقتصادية القوية المتواصلة منذ سنوات».
ووفقاً لما رصدته «الراي» من خلال متابعة لوسائل إعلام روسية وصينية، فإن مروجي وأنصار تلك النظرية يتداولون بكثافة تقارير ومنشورات تتمحور حول تفسير تآمري لذلك الظهور والانتشار المفاجئ للفيروس الذي انطلق من مدينة «ووهان» قبل 5 أسابيع تقريباً وأصاب حتى الآن آلاف الأشخاص حول العالم وحصد أرواح المئات.
ومن بين أشياء عدة، ترتكز نظرية المؤامرة تلك على ترويج معلومة مفادها أن وكالة «CDC» الأميركية المعنية بأبحاث الصحة العامة والوقائية خططت منذ العام 2015 على نشر السلالة الفيروسية في الصين حالياً، وأن براءة اكتشاف تلك السلالة مسجلة رسمياً باسم الوكالة.
ويبث مروجو تلك النظرية فكرة مفادها أن الولايات المتحدة قامت من خلال وكالة الاستخبارات الاميركية «CIA» بنشر السلالة الفيروسية في الصين لتحقيق هدفين رئيسيين أولهما هو جني أرباح طائلة من وراء بيع اللقاح المضاد، أما ثانيهما فيتمثل في توجيه ضربة موجعة للاقتصاد الصيني.
ويواصل موقع Topcor.ru الإخباري الموالي للكرملين الروسي نشر تقارير تتهم واشنطن باستخدام الفيروس كسلاح بيولوجي (جرثومي) ضد الصين للضغط عليها والانتقام منها بعد أن تكبدت الولايات المتحدة خسائر بمئات المليارات من الدولارات في حربها التجارية الشرسة المستمرة منذ سنوات ضد الصين. ويرى الموقع أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأوحد تقريباً من وراء تقويض الاقتصاد الصيني.
وفي رواية أخرى تدور في فلك نظرية المؤامرة ذاتها، يروج موقع Katushya.org الروسي أنه حصل على معلومات مفادها أن مخابرات الجيش الصيني قد اكتشفت أن اميركا عبر مختبراتها الوراثية تريد كسر الصين من الداخل. ويؤكد الموقع أن «التفشي الحالي هو في حقيقته عملية استطلاعية بهدف اختبار قدرات الدفاعات الصينية ضد الأسلحة البيولوجية والجرثومية».
في السياق ذاته، تتناقل وسائل إعلام روسية وصينية تصريحات كان قد أدلى بها الخبير العسكري الموالي للكرملين إيغور نيكولين على قناة «TV Zvezda» التلفزيونية قبل أسبوع، حيث قال إن نمط ظهور وتفشي فيروس كورونا الحالي في الصين يشبه عمليات التخريب المتعمد، مؤكدا أن «الولايات المتحدة تعمل بنشاط على تطوير فيروسات ناقلة للأمراض الفتاكة واختبارها بين سكان دول أخرى، بينما تقوم في الوقت نفسه بتطوير علاجات ولقاحات لتلك الفيروسات كي تسوِّقها وتجني أرباحاً طائلة من ورائها».
ولوحظ أن روايات ونظريات مشابهة قد بدأت في الظهور خلال الأيام القليلة الماضية في وسائل إعلام أكثر شعبية، بما في ذلك قناة «برافدا» التلفزيونية وصحيفة «إزفيستيا» المواليتان للكرملين.
كما دخل عضو البرلمان الروسي فلاديمير جيرينوفسكي على خط تأييد نظرية المؤامرة، حيث صرح بأنه يرى أن ثمة مخططاً أميركياً وراء انتشار الفيروس في الصين كسلاح بيولوجي وأن شركات الأدوية الأميركية مستعدة باللقاح المناسب له كي تبيعه للصين وتجني عشرات المليارات، مؤكداً أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة من وراء ذلك المخطط هو تقويض الاقتصاد الصيني.
واللافت أن براءة اكتشاف فيروس كورونا المذكورة في المنشورات والتقارير حقيقية فعلاً، لكنها مرتبطة تحديداً بنسخة «سارس» من فيروس كورونا الذي كان قد تفشى في الصين في العامين 2002 و2003، وأثار هلعاً على مستوى العالم مشابهاً لما نشهده حالياً.
وتبقى تكهنات هذه النظرية معقدة ومن شبه المستحيل حسمها بإجابة قاطعة، فيما تطورات فيروس «كورونا» القاتل مفتوحة على كل الاحتمالات.