رسالتي

حماس... وسليماني!

تصغير
تكبير

اغتالت أميركا قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بعد أن رأت أنه يهدد ويشكل خطراً على مصالحها في المنطقة.
ساد الحزن والألم الكثير من الأوساط في الوطن العربي والإسلامي، وخرجت العديد من المسيرات المطالبة بالانتقام.
أعلنت إيران الحداد وتوعدت بالانتقام، واتخذ البرلمان العراقي قراراً بوجوب خروج القوات الأجنبية من أرض العراق رداً على عملية الاغتيال.
وفي المقابل فقد رحبت بعض الأوساط، عند سماعها بخبر الاغتيال، وذلك لأنها اعتبرت هذه النهاية لسليماني انتصاراً لآلاف من الضحايا الأبرياء المظلومين، في مأساتهم ومعاناتهم في سورية والعراق ولبنان واليمن.
كلا الموقفين ليس بمستغرب وله أسبابه، إلا أن الموقف الذي أثار الاستغراب واللغط في الأوساط العربية والإسلامية هو تأبين حركة حماس لقاسم سليماني ووصفه بالشهيد!
حيث اعتبر البعض أن هذا الموقف من حماس سقطة لا تغتفر، وأنه أفقدها رصيدها لدى شعوب الأمة، وأن وصف الشهيد لمن يرون أنه متسبب في إراقة دماء الأبرياء إنما هو بيع للقيم والمبادئ من أجل المصالح، وأن حماس كان يسعها السكوت على أقل تقدير.
بينما التمس آخرون العذر لحماس، وأنها اتخذت مثل هذا الموقف من باب أن الضرورات تبيح المحظورات، وأنه من باب اضطرار من أوشك على الهلاك لأكل الميتة.
وأنّ تخلي معظم الأنظمة العربية والإسلامية عن دعم حماس، وتصنيف بعض هذه الدول لحماس كجماعة إرهابية، هو الذي ألجأها إلى إيران، والتي لم تتردد في دعم حماس بالسلاح والمال والخبراء لأسباب عدة ليس المجال هنا لذكرها.
ورأى هؤلاء أن حماس أدرى بظروفها، وأن لديها من العلماء والمشايخ من يفتونها وفق فقه المقاصد الذي قررته الشريعة الإسلامية.
وبغضّ النظر عن الآراء المختلفة - المعارضة لموقف حماس أو التي التمست لها العذر - فإن الأمر الذي لا بد من تأكيده هو أن حماس حركة مقاومة فلسطينية، تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وتقف في وجه التطبيع، وبأنها حركة قدّمت العديد من التضحيات في سبيل تحرير فلسطين من العدو الصهيوني المحتل.
وبأنه سواء اتفقنا أو اختلفنا مع موقفها حول تأبين سليماني فإن واجب الأخوة الإسلامية يحتم علينا نصرتها ودعمها في مواجهتها للعدو الصهيوني، وأن موقفها الأخير لا ينبغي أن يكون سبباً في التخلي عنها أو خذلانها.

Twitter : @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي