تكهنات حول شراء الإيرانيين لـ «البتكوين»

لم يكن السوق النفطي ولا أسواق الأسهم العالمية، وحدها المتأثرة بتوترات المنطقة التي ارتفعت وتيرتها خلال اليومين الماضيين، إذ إن هذا التأثير شمل أيضاً سوق العملات الرقمية، آخذاً بهذه العملات نحو تسجيل قفزة بنحو 6 في المئة في غضون ساعات من الهجوم الأميركي صبيحة الجمعة، الأمر الذي أدى إلى وصول العملة المشفرة الأكثر شهرة «البتكوين» إلى مستوى 7 آلاف دولار.
ووفقاً لتقرير لموقع «Decrypt»، يتكهن البعض بأن الإيرانيين قد يكونون بالفعل يشترون عملة البتكوين، لمواجهة المزيد من فرض القيود على بلادهم مستقبلاً.
وأوضح التقرير أنه غالباً ما يُنظر إلى عدم الاستقرار السياسي على أنه يلعب دوراً رئيسياً في تغير أسعار العملات الرقمية، رغم أن الاستقرار الاقتصادي لا يزال يعتبر العامل الأكثر أهمية، لافتاً إلى أن صلاحية «البتكوين» لتكون ملاذاً آمناً في مواجهة الكارثة باتت تعتبر حجة شائعة بين المستثمرين.

وأوضح محلل العملات المشفرة، ماتي غرين سبان، أن هناك نزوعاً ملحوظاً نحو الأمان بين الأصول التقليدية، مبيناً أن الارتفاع الذي شهده النفط كان متوقعاً، أما ما حظيت به عملة البتكوين فقد كان مفاجئاً.
من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لشركة «Sino Global Capital»، ماثيو غراهام، إلى أن جزءاً من عودة «البتكوين» إلى الارتفاع حتى الآن، جاء لكونها غير مرتبطة بالسلع الأخرى كالأصول التي تمثل ملاذات آمنة وقت الأزمات مثل الذهب، إلا أن ارتباط هذه العملات مع أصول أخرى من المرجح أن يظهر بازدياد، وكجزء من هذه العملية تظهر كل من العوامل الجيوسياسية والاقتصاد الكلي كأكثر العوامل التي يتزايد تأثيرها على أسعار «البتكوين».
وأضاف غراهام أنه لأسباب مثيلة فإنه خلال المدى الطويل من المرجح أن تصبح «البتكوين» أكثر ارتباطاً إيجابياً مع أسعار الذهب، لافتاً في الوقت عينه إلى أن هناك دلائل موجودة تبرهن على ذلك، لاسيما خلال الأيام الأخيرة.
وفي هذا الاتجاه، أوضح ماثيو غراهام أنه من المحتمل بأن عامل المخاطر الجيوسياسية أثر على أسعار «البتكوين» إضافة إلى عوامل أخرى، لافتاً إلى أنه من المهم عدم المبالغة بهذه التأثيرات.
وفي الوقت الذي شكك فيه البعض بأن يكون لعدم الاستقرار في المنطقة وحالة التوتر التي تشهدها تأثير على الطفرة التي شهدتها العملات الرقمية أخيراً، رأى آخرون أن هذا الارتفاع لن يستمر طويلاً واصفين إياه بردة الفعل المبالغ فيها.
من جانب آخر، أوضح التقرير أنه يمكن أن يكون هناك مزيد من الأسباب التي تدعو إلى القلق، مبيناً أن «البتكوين» نفسها تمثل قلقاً بالنسبة للولايات المتحدة كما هو الامر بالنسبة لإيران، مشيراً إلى أنه خلال العام الماضي كشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أن «البتكوين» تساعد إيران في تقويض العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، وبحسب الرئيس الإيراني حسن روحاني، فإن ذلك يكلّف إيران نحو 200 مليار دولار في الدخل والاستثمار في صرف العملات الأجنبية.
ولفت التقرير إلى أنه على المدى القصير، ومع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط مرة أخرى، يبدو أن عملات «البتكوين» ستلعب دورها، سواء في ما يتعلق بخرق العقوبات أو في المضاربة، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن يتزامن مع الركود العالمي لزيادة الطلب على «البتكوين» والذهب والنفط على حد سواء.