«التقليد» لا يُمسّ في إنكلترا ... وميلان يعوّل على «الذكرى»
زلاتان إبراهيموفيتش لدى وصوله إلى مطار ميلان أمس (رويترز)
- الـ«بوكسينغ داي» يلقى معارضة من معظم اللاعبين والمدربين الذين يحرمون قضاء فترة الأعياد مع عائلاتهم
ينفرد الدوري الإنكليزي الممتاز في كرة القدم بإقامة المباريات خلال فترة أعياد آخر السنة تحت مسمى الـ«بوكسينغ داي»، مقارنةً بدوريات أخرى تشهد توقفاً تاماً لنشاطها في الفترة ذاتها.
ولا شك في أن هذا التقليد المتبع يحمل ايجابيات وسلبيات عدة.
من إيجابياته انه يشكل منفعةً ماديةً، ليس فقط للدوري بحد ذاته بل للبلاد ككل، حيث تؤشر إقامة مباريات الـ«بوكسينغ داي» الى ارتفاع ملحوظ في عدد السياح في بريطانيا خلال فترة أعياد آخر السنة، وهو الامر الذي ينعكس إيجاباً على الحركة الاقتصادية، الى جانب الفائدة المادية التي تنعم بها الجهة المنظمة والأندية على حد سواء، بفعل جذب الانتباه الى الدوري الإنكليزي مقابل توقف البطولات الاخرى.
حتى أن خوض المباريات في فترة الأعياد بات يشكل مطمعا للاندية بالنظر الى العوائد المادية المبالغ فيها احياناً والتي يعود الفضل في تحقيقها الى عامل الترفيه الذي يفرض نفسه في فترة إجازات عامة في البلاد والعالم على حد سواء، خصوصاً على مستوى النقل التلفزيوني.
ومن سلبيات الـ«بوكسينغ داي» أنه يلقى معارضة من قبل معظم اللاعبين والمدربين الذين يحرمون قضاء فترة الأعياد مع عائلاتهم والحصول على استراحة تحضيراً للنصف الثاني من الموسم، مع ما يترتب على ذلك من ضغط المباريات المتتالية في فترة زمنية وجيزة.
معلوم أن الـ«بوكسينغ داي» اعتمد سابقاً في يوم الميلاد نفسه أي 25 ديسمبر وذلك حتى العام 1957، الى ان اتخذ القرار بإقامة المباريات في اليوم الذي يلي العيد.
في المدى المنظور، لا يبدو أن ثمة نية لوضع حد للـ«بوكسينغ داي» في بلاد تعيش على التقاليد، بيد أن رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز اتخذت قراراً تاريخياً في منتصف العام 2018 بالموافقة على اعتماد فترة استراحة شتوية في البلاد تيّمناً بباقي الدوريات الاوروبية.
وأوضح الاتحاد الإنكليزي للعبة أن فترة التوقف التي ستكون أقصر من مثيلاتها في البطولات الأخرى، ستمنح الفرق العشرين المشاركة في الدوري الممتاز أسبوع استراحة في فبراير اعتباراً من الموسم 2019-2020.
وبموجب الاستراحة الجديدة، ستقام خمس مباريات في نهاية الأسبوع الذي يسبقها، وخمس مباريات في نهاية الأسبوع الذي يليها.
وتم الاتفاق أيضاً بين الاتحاد والرابطة (المسؤولة عن الدرجات الدنيا في البطولة)، على إقامة مباريات الدور الخامس من مسابقة الكأس في منتصف أسبوع فترة التوقف، على أن تسجل فيها نتيجة حاسمة وإلغاء إعادة المباريات كما كان معمولا به سابقاً في حالات التعادل.
جاءت تسمية الـ«بوكسينغ داي» بحسب أحد المراجع، مستندةً إلى صناديق (أي «بوكسز» بالإنكليزية)، وهي علب الهدايا التي يتبادلها الأشخاص خلال الكريسماس.
وثمة حرص على ان تقام مباريات الدوري الإنكليزي في الـ«بوكسينغ داي» في يوم واحد بغية فرض أجواء احتفالية في ملاعب البلاد كافة، على ان يتم وضع الفرق المجاورة لبعضها البعض جغرافياً وجهاً لوجه كي لا تتكبد الجماهير مشقة السفر لمسافات طويلة في يوم العيد.
وفي ايطاليا، ينتظر عشاق الدوري عموماً ونادي ميلان خصوصاً بفارغ الصبر ما ستؤول اليه عودة المهاجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش (38 عاما) الى الفريق اللومباردي بعد توقيعه عقدا لمدة ستة أشهر مع إمكانية التجديد لعام إضافي.
يُنظر الى «ايبرا» على انه المنقذ القادم بعد النتائج السلبية لميلان الذي حقق فوزين فقط في مبارياته السبع الأخيرة، ومني بأسوأ خسارة له في الكالتشيو منذ 21 عاما عندما سقط بخماسية نظيفة امام مضيفه اتالانتا.
ويستند المتفائلون بعودة العملاق السويدي على الماضي الذي شهد خوضه موسمين مع ميلان بين 2010 و2012 سجل خلالهما 42 هدفا في 61 مباراة غير ان الظروف الراهنة مختلفة تماماً عما كانت عليه في حينه.
فإبراهيموفيتش اقترب من العقد الرابع من العمر وقد لا تسعفه لياقته البدنية لتلبية شروط الدوري الايطالي الذي شهد في المواسم القليلة الماضية عودة «القوة» الى منافساته.
الضغوط أيضاً ستكون كبيرة عليه لأنه يصل الى «سان سيرو» في زيّ «المنقذ» لفريق يعاني مشاكل فنية جمّة جعلته يحتل المركز الحادي عشر في ترتيب الدوري برصيد 21 نقطة متخلفاً عن يوفنتوس المتصدر بـ21 نقطة بعد مضي 17 مرحلة من عمر المسابقة.
وجرى التعويل على العملاق السويدي لتصويب مسار الفريق خصوصا وانه ساهم في تتويجه الاخير بطلا للدوري المحلي في الموسم 2010-2011 حين كان معارا من برشلونة الإسباني قبل أن ينتقل إليه رسميا في الموسم التالي.
وبات السويدي لاعبا حرا منذ مغادرته لوس انجليس غالاكسي الأميركي في نوفمبر الماضي، بعدما انضم الى صفوفه في مارس 2018 وسجل معه 52 هدفا في 56 مباراة فقط.
لم يتهرب ابراهيموفيتش يوماً من تحمل المسؤولية ولطالما كان حاضراً لفرض ذاته امام التحديات، وها هو اليوم امام اختبار جديد قد يبدو الاصعب على اعتاب مسيرة تعيش مفترقاتها الاخيرة.