رسالتي

نعيب زماننا... والعيب فينا !

تصغير
تكبير

من أكثر المظاهر شيوعاً في مجتمعاتنا العربية هي الهروب من الواقع، وعدم الاعتراف بالخطأ، وإلقاء أسباب التأخر أو الضعف أو الهوان على الآخرين!
بعد هزيمة المسلمين في غزوة أحد، أُصيب الصحابة بصدمة شديدة، وأخذوا يتساءلون في ما بينهم: كيف نهزم وفينا رسول الله، كيف ينتصر المشركون وهم عبّاد أصنام ونحن نعبد الله الواحد القهار، كيف ينتصر جيش الباطل على جيش الحق؟
فكان الجواب من رب العالمين: «أَوَلَمّا أصابتكم مصيبةٌ قد أَصَبْتُم مِثْلَيْها قلتم أَنّى هذا* قُلْ هو مِنْ عند أنفسكم».
نعم هو من عند أنفسكم يوم خالفتم أوامر رسول الله، فتركتم موقعكم على الجبل وذهبتم تجمعون الغنائم. هو من عند أنفسكم عندما تخالفون أوامر الله ورسوله، وتركضون وراء الدنيا الفانية.
تساؤل الصحابة عن سبب الهزيمة، لا بد أن يتساءله المسلمون اليوم عن سبب هزائمهم أمام الأعداء! عن سبب بقاء القدس وفلسطين في أيدي الاحتلال الصهيوني لأكثر من 50 عاماً. عن سبب استمرار الحصار الجائر على إخواننا في قطاع غزة لأكثر من 13 عاماً! عن سبب المعاناة والقتل ببراميل الموت التي يلقيها النظام السوري على شعبه، وبمشاركة ودعم من النظام الروسي!
عن سبب التعذيب والقتل والتشريد الذي يعانيه مسلمو «الإيغور» في الصين، ومسلمو «الروهينغا» في بورما!
والجواب هو الجواب: «قُلْ هو مِنْ عند أنفسكم»!
ففرقة المسلمين والخلاف بينهم، واختلاق النزاعات التافهة، والمكر والكيد بين بعضهم البعض، والاستقواء بالأجنبي والوقوف معه ضد أخيهم العربي والمسلم هو من أكبر الأسباب. التسامح مع اليهودي والنصراني والبوذي والملحد، والتشدد والتضييق على العربي والمسلم!
الثقة بالمناهج الغربية والبشرية وترك منهج ودستور رب العالمين! جاء في الحديث: «وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيّروا ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم».
عدم الوفاء بعهد الله ورسوله، و قد ورد في الحديث: «ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلّط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا ما في أيديهم»! لذلك ثروات الأمة اليوم ينهبها أعداء الأمة رغما عنها!
عندما تطورت الدول وتقدمت في الصناعات الحربية والغذائية والتكنولوجية، ونحن تطورنا في الرقص والحفلات وافتتاح الكازينوهات!
من هنا ينبغي أن نلوم أنفسنا أولاً على الحالة المزرية التي تعيشها الأمة قبل أن نلقي اللوم على غيرنا!
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
ما زال للأمة متسع في تعديل أوضاعها بشرط أن تبدأ التغيير من داخل نفسها «إن الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم». فجمع الكلمة، وتوحيد الصف، ونبذ الخلاف، والتصالح الداخلي، والاعتماد على الله، وبذل الأسباب الدنيوية والسعي للاكتفاء الذاتي، كلها كفيلة بتغيير الأوضاع بإذن الله.
فمن يُعلّق الجرس؟

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي