بعد أن وزعت دروع التقدير للمشاركين جيء بهدية قيمة لراعي الحفل الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح قدمها له الأستاذ محمد الثنيان رئيس مركز «طروس»، وكانت عبارة عن ألبوم كبير لصور نادرة عن الحرمين الشريفين، لمصورين أرسلهم السلطان عبدالحميد الثاني إلى الحرمين للتوثيق والتصوير، واستمر عملهم إلى إبان الحرب العالمية الأولى، وهي صور خاصة عن القبائل والرموز والولاة وزوار الحرمين، كان ذلك يوم الأربعاء الماضي 25- 12 - 2019 في حفل افتتاح مكتبة مركز «طروس» لدراسات الشرق الأوسط، كما كُرم السيد زايد فلاح العتيبي لجهوده ودعمه للمركز.
لم تكن احتفالية عادية ولا مجرد افتتاح تعريفي، كان ملتقى حيوياً لتفاعل فكري من اتجهات فكرية متنوعة فتح المجال لها أن تعبر عن جوهر فكرتها وقناعتها.
شارك في إلقاء الكلمات الزميل الكاتب والشاعر علي المسعودي، ممثلاً عن دار الدكتورة سعاد الصباح، والدكتور فيصل أبوصليب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت والأديبة الأستاذة سعدية مفرح... لم أشعر بمرور الوقت للمتعة الثقافية التي عشتها في ظل تنوع مضامين الكلمات وتكاملها في حمل الهم الثقافي، في واقع عالمنا العربي المعجون بصراعات النفوذ والهويات وتغول الشركات العملاقة، والحروب التي لم تغفل عن توظيف المعرفة والثقافة بكل أشكالها التاريخية والحداثية في أتون المعارك المباشرة والمضمرة.
وكانت كلمة رئيس المركز الأستاذ محمد الثنيان وافية كافية، في ما يخص ميلاد مركز «طروس» وأهدافه وإنتاجه الثقافي الغزير والنوعي في وقت قياسي وتعاونه مع مراكز عالمية، وأشهد أن المركز لفت أنظار محبي الثقافة سريعاً.
وكان مما لفت الأستاذ محمد الثنيان إليه من الوثائق العثمانية التي حصل عليها، موقف أهل الكويت عندما جمعوا التبرعات للدولة العثمانية من أجل بناء السكة الحديد لقطار الحجاز، فاستدعاهم السلطان عبدالحميد عندما رأى تبرعات الكويت ومنح المحسن جاسم الإبراهيم الوسام المجيدي، وهو لا يعطى إلا للملوك تقديراً لموقف أهل الكويت.
أخيراً أقول في ظل الازدياد المحموم لدى الناس بالمطاعم والوجبات البطيئة والسريعة وفي أجواء اختطاف لعبة كرة القدم لجماهير غفيرة بمواسمها المتتابعة محلياً وإقليمياً وأوروبياً ودولياً، دوري رياضي في إثر دوري... لا يزال للكتاب قيمته وللمكتبات روادها، عندما كان معرض الكتاب قائماً في الكويت كنت في المعرض فرأيته يغص بكل الأعمار وكان في الوقت ذاته مباراة ساخنة بين فريقين مهمين، المقصد أن توفير المناخ الثقافي يحقق جاذبية للجمهور ينقلها من جاذبية التمركز حول المعدة (مطاعم) والتمركز حول القدم (كرة) إلى التمركز حول الورق وحبر القلم.
@mh_awadi