حصاد وبشائر
أهم 4 اكتشافات طبية خلال العام 2019
بينما يلملم 2019 أوراقه ويحزم أمتعته استعدادا للرحيل، نسرد في التالي مختارات من أهم الاكتشافات الطبية التي حققها باحثون وعلماء حول العالم خلال العام، وهي الاكتشافات التي وقع إختيارنا عليها لأنه تشكّل بشائر مشجعة من المتوقع لها أن تسهم في إحداث نقلات علاجية نوعية.
خلايا جذعية تعيد البصر
إلى المكفوفين
في مارس 2019، زفت نتائج دراسة اسكتلندية بشرى مفادها أن ملايين الأشخاص المكفوفين حول العالم قد يستعيدون قدرتهم على الإبصار بفضل اكتشاف تقنية زرع أنسجة جديدة تعتمد على استخدام خلايا جذعية مأخوذة من أعين متبرعين متوفين.
فبفضل تلك التقنية الرائدة، تمت معالجة ثمانية مرضى كانوا مصابين بأمراض تدمر الرؤية، وتمكّن مريضان من القراءة مرة أخرى بعد أنا كانا مصابين بتنكس بقعي حاد.
بروتينات تبشر الصم باستعادة السمع
في أغسطس 2019، أعلن باحثون في كلية الطب بجامعة جون هوبكنز الأميركية أنهم قد اقتربوا جدا من العثور على المفتاح لاستعادة حاسة السمع لدى الأشخاص المصابون بالصمم.
وقال الباحثون إنهم نجحوا من خلال أبحاث وراثية أجروها على فئران تجارب في اكتشاف اثنين من البروتينات التي تتحكم بدقة في نشوء ونمو خلايا التقاط الموجات الصوتية الصوت (المعروفة باسم الخلايا الشعرية) في الأذن الداخلية للثدييات.
وتعليقا على ذلك الاكتشاف المهم قالت الدكتورة أنجيليكا دويتزلهوفر، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: «العلماء في مجالنا يبحثون منذ فترة طويلة عن الإشارات الجزيئية التي تؤدي إلى تكوين ونمو الخلايا الشعرية التي تلتقط الموجات الصوتية وتنقلها إلى أعصاب خاصة تنقلها بدورها إلى المخ. وبما أن عدم نمو هذه الخلايا هو المسبب الرئيسي الذي يقف عادة وراء فقدان السمع، فإن اكتشاف المزيد عن كيفية نشوء تلك الخلايا سيساعدنا على تطوير طرق لتحفيز على النمو، وهذا يعني استعادة حاسة السمع».
«جِل» يعيد ترميم مينا الأسنان
قد تصبح حشوات الأسنان الموقتة شيئًا من الماضي قريبًا، وذلك بفضل هذا الاختراق البحثي الذي حققه علماء صينيون خلال العام 2019.
وطبقة المينا هي تلك الطبقة الخارجية المتمعدنة الصلبة التي تكسو أسناننا. على الرغم من أنها واحدة من أصلد وأقسى الأنسجة في أجسامنا، إلا أنها عرضة للتآكل مع مرور الوقت خاصة نتيجة التعرض المستمر لبعض الأحماض الموجودة في الطعام والشراب.
ولأن خلايا المينا لا تجدد نفسها، يستخدم أطباء الأسنان المواد الراتنجية ومادة السيراميك لحشو المينا المتآكلة، لكن حتى هذه الحشوات تنفصل غالبًا في غضون بضع سنوات فقط من تثبيتها.
ولكن في شهر سبتمبر 2019، أعلن فريق بحثي في كلية الطب بجامعة تشجيانغ الصينية أنه قد نجح في التوصل إلى تركيبة «جِل» يحفز مينا الأسنان على إصلاح وترميم نفسها.
جزيء يجعل خلايا سرطان البنكرياس
تدمر نفسها ذاتياً
في ظل حقيقة كون سرطان البنكرياس المقاوم لمعظم الأدوية واحداً من أكثر السرطانات فتكًا على مستوى العالم بمعدل وفيات يبلغ 95 في المئة، كانت البشرى سارة عندما أعلن باحثون متعددو الجنسيات في مطلع ديسمبر 2019 عن نجاحهم في إحراز تقدم على صعيد اكتشاف علاج ناجع لذلك المرض.
البشرى جاءت في سياق نتائج دراسة أوضح الباحثون في سياقها أنهم قد اكتشفوا جزيئا بيولوجياً صغيراً القدرة على تحريض الخلايا المصابة بسرطان البنكرياس على تدمير نفسها ذاتيا ومن دون الحاجة إلى أي عقاقير صيدلانية. وتبدو حظوظ هذا الاكتشاف قوية، حيث إنه أسهم في تقليص عدد الخلايا السرطانية بنسبة 90 في المئة في الأورام المتقدمة بعد شهر واحد من المعالجة بذلك الجزيء البيولوجي.