حاضر على هامش معرض «فضاءات لونية»
جاسم بوحمد: لغة الفن التشكيلي عالمية... لا تحتاج إلى ترجمة
أقيم على هامش معرض فناني المرسم الحر «فضاءات لونية» في قاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم، محاضرة ألقاها الفنان جاسم بوحمد، وأدارها الفنان القدير سامي محمد، الذي أشار إلى الدور الكبير الذي تقوم به الفنون التشكيلية في تطوير المجتمعات ونهضتها كما أعطى فكرة مختصرة لمشوار بوحمد الفني الطويل، ومساعيه الحثيثة في إثراء الساحة التشكيلية بأعماله المميزة.
ثم تحدث بوحمد في طرحه الفني عن محاورين يتعلقان بالفنون التشكيلية من خلال ما تمثله من أهمية كبيرة في حياة أي مجتمع بصفتها اللغة العالمية التي لا تحتاج إلى ترجمة، بقدر احتياجها إلى تذوق، ومن ثم دور تلك الفنون في التثقيف والتربية، والإحساس بالجمال في كل أشكاله.
وفي المحور الأول أعطى بوحمد نبذة تاريخية مختصرة عن الفن التشكيلي، من خلال الاكتشافات التي توالت عبر العصور القديمة في المعابد القديمة لحضارات إنسانية كثيرة والرسومات التي وجدت على جدران الكهوف، وغيرها، مما يؤكد أن الإنسان سعى منذ القدم إلى التعبير عن مشاعره وأفكاره عن طريق الرسم، ومن ثم طوره إلى أن وصل إلى الشكل الذي نراه عليها الآن.
كما أشار بوحمد إلى المدارس الفنية المتعددة، والتي تمثل اتجاهات الفنون التشكيلية عبر عصور مختلفة وهي المدرسة الكلاسيكية والتي يمثلها ليوراندو دافنشي ومايكل أنجلو ونيكولاس بوسان، ثم المدرسة الواقعية التي تهم برصد الواقع والمدرسة الانطباعية أو التأثيرية، تلك التي ترصد التأثير الذي يبدو على الصور المرسومة، بالإضافة إلى المدرسة الرومانسية تلك التي تتبعت المشاعر والأحاسيس الإنسانية في كل أشكالها ومضامينها.
ثم المدرسة الوحشية، ومعناها الضواري أو المتوحشون، وبدأت بصالون الخريف ومن ملهميها فان جوخ وجوجان، إلى جانب المدارس التكعيبية والتجريدية والسوريالية التي خرجت من الدادية، والمستقبلية والبوت آرت وأوب آرت، والرمزية ومن أبرزها دانتي روزيني وجوستاف مورو وشافان، وآرت بوفيرا أي الفن الفقير، ثم ظهرت مدرسة الكلاسيكية الجديدة ومن ملهميها جاك لويس ودافيد وأنجر، ثم العبثية والسوبر رياليزم، والكولاج.
وبالتالي أشار بوحمد إلى علاقة هذه المدارس والاتجاهات بالفن العربي وخصوصاً في الكويت، ومدى تأثيرها عليه.
وفي السياق نفسه تحدث بوحمد في المحور الثاني من محاضرته عن بداية الحركة التشكيلية في الكويت ومنطقة دول الخليج العربي، بداية من معارض المدارس، ذاكراً المعرض الأول الرسمي الذي أقيم في الكويت بمناسبة انعقاد مؤتمر الأدباء العرب الأول عام 1958، حيث افتتح معرض فني في ثانوية الشويخ.
كما أشار إلى تأسيس المرسم الحر عام 1958، وكان وقتها يتبع وزارة المعارف، وتخصيص جزء من مدرسة المثنى للفنانين، ومن رواد المرسم الحر خليفة القطان وعيسى صقر وسامي محمد وخزعل القفاص وعبدالله سالم وحمدان حسين وعبدالعزيز الحشاش وعبدالحميد إسماعيل وغيرهم الكثير.
ومن ثم انتقلت عام 1970 تبعية المرسم إلى وزارة الإعلام، لتقام معارض الربيع في مدرسة المباركية، وتطرق بوحمد في محاضرته إلى تأسيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي خصص له إدارة تعتنى بالفنون التشكيلية.
وذكر بوحمد أبرز الفنانين في الكويت، والذين لعبوا أدواراً مهمة في تطوير الفنون التشكيلية المحلية ومنهم الفنانون: معجب الدوسري ومحمد الدمخي وخليفة القطان وحسين مسيب وعبدالله سالم وعبدالله القصار وعمر قاسم الياقوت والدكتور عبدالله تقي وأحمد زكريا الأنصاري وعبدالأمير عبدالرضا ومحمود الرضوان وجاسم بوحمد وعبدالحميد إسماعيل وحمدان حسين وجعفر إصلاح وجعفر دشتي ومحمد قمبر وعلي نعمان ومحمد الشيخ وعبدالرضا باقر.
ثم تطرق إلى أسماء تالية لعبت دوراً مؤثراً في حركة الفنون التشكيلية الكويتية ومنها الفنانون منيرة القاضي وباسل القاضي وصبيحة بشارة وسعاد العيسى وسامية السيد عمر ونسرين عبدالله وموضي الحجي وثريا البقصمي وأحمد الصالح ويوسف القطامي وعبدالرسول سلمان وحمد خزعل والدكتور عبدالله الحداد ومحمد مسيب وفاضل العبار وغيرهم.
وختم بوحمد محاضرته بالإشارة إلى المشكلات التي تواجه الفنان التشكيلي الكويتي ومنها ما يتعلق بالجهات الرسمية أو الإعلام بأنواعه، وقلة قاعات العرض، وقلة الذين لديهم ميول لاقتناء الأعمال الفنية وغيرها.