أدرينالين حد أعلى... هكذا كانت الحالة أمس بعد أداء الوزراء الجُدد القسَم تحت رئاسة سمو الشيخ صباح الخالد في حكومته الأولى التي يشكلها متضمنة سبعة وزراء جُدد تماماً بما يضفي عليها (شكلياً على الأقل) سمة التجديد، خمسة منهم جاؤوا من أماكن عملهم أصلاً بما يضفي على الحكومة (أيضاً شكلياً على الأقل) طابع الـ«تكنو قراط»، وهو مصطلح شبيه بـ«العجز الاكتواري»، نسمع به ولا نراه، شأنه في ذلك شأن «بيض الصعو» وهو شبيه بـ«لبن العصفور» في ثقافات عربية أخرى كلها تضرب أمثالها في المستحيل الذي تتمنى أن تراه ولكنها لم ولن تفعل.
لكن رغم «التجديد والتكنوقراط» الشكلي، إلا أن درجة الرضا الشعبي عند الناس على التشكيل الجديد كانت متدنية جداً، ويمكن قياس ذلك من الاتصالات والمناقشات والانطباعات التي دارت مع العشرات من الاخوة أمس من مختلف المشارب والاتجاهات، بل يمكن القول إن أدرينالين الغضب ارتفع عند كثيرين منهم ما بين المقولة الكويتية الخالدة... «هذا سيفوه» وصولاً إلى... «الرمح من أول ركزة»!
ونحن وإن كنا لا نجزم بأن رمح الحكومة «لم يركز»، ولكنه من دون شك رمح متواضع لا مظاهر غير عادية ترافقه وتبشر بالتغيير الكبير الذي نطمح إليه وإن احتوى التشكيل على عدد من الوزراء والوزيرات (والنعم فيهم وفيهن). وإذا كانت المؤشرات الشعبية لا تبشر بالخير، فإن المؤشرات البرلمانية جاءت صاخبة تنذر بالشرر المتطاير من وجوه ارتفع «أدرينالينها» أيضاً، وصرنا نسمع لها زمجرة ونرى أنياباً لوجوه لا تبتسم في السنة البرلمانية الأخيرة التي لا مجال فيها للغشمرة ولا التراخي.