كان مقالي الأخير بعنوان: (متى تعود لخطبة الجمعة هيبتها)؟
ذكرنا فيها أهمية منبر الجمعة في حياة المسلمين، وبيّنا تراجع مستوى خطب الجمعة من حيث موضوعاتها المختارة ومحتواها العلمي وضعف ملكات بعض الخطباء، بالمقارنة مع الحقبة الماضية التي يحار المصلي إلى أين يذهب لأداء الجمعة لكثرة الخطباء المتميزين!
ولم نقع في التعميم، فقد ألمحنا إلى بعض الأسماء من الخطباء الذين يحتفظون بمستوى رفيع في خطبهم.
ولعل من محاسن الاتفاق أن تكون خطبة وزارة الأوقاف الجمعة الماضية عن الفساد العام.
فلقد صليت الجمعة في مسجد جمعية النزهة، وقد نص الخطيب على صور متعددة للفساد من الرشوة والمحسوبية إلى امتداد اليد إلى المال العام وانتهاك حرمته، فقلت لعل هذا اجتهاد الخطيب ولكني خرجت من الجامع وفتحت إذاعة السيارة وإذا بالمذيع الذي يعلق على خطبة الدولة المنقولة على الهواء مباشرة من مسجد الراشد، يقول صلى بنا صلاة الجمعة الدكتور نايف العجمي.
ثم توالت مقاطع الفيدو بعد العصر بالتداول عبر (الواتسابات) للدكتور نايف، لتؤكد أن موضوع الخطبة كان التحذير من الفساد العام والخاص.
ومن أجل الموضوعية... لم تكن خطبة (الفساد العام) استجابة لمقالي أو لنقد فلان أو لتبرم الكثيرين من ضعف الخطب والخطباء، وإنما كان مدرجاً على جدول الموضوعات من زمن لكنه وافق مناسبة المقال.
ما أريد تأكيده أن الناس في أمس الحاجة إلى تحديد وزارة الأوقاف لسلم الأولويات، في الموضوعات المختارة لخطبائها. في قضايا الأخلاق والاجتماع والحقوق والعدالة، كما أن المطلوب دورات تدريبية وفكرية مركزة لتطوير الخطباء ورفع مستوياتهم في وعي التحولات الاجتماعية وفي مهارة الاتصال.
وأخيراً نحن في زمن من العسير أن يكفل فيه شخص في تحضير مادة مركزة وازنة لخطبة الجمعة، إذ لا بد من فريق متنوع التخصصات الشرعية والمشارب المعرفية لإعداد ما يثري الخطيب وينفع الناس.