نسمات

الله يعين السيد الرئيس!

تصغير
تكبير

لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية، دشن بداية موفقة لعهده في قيادة دفة السفينة الحكومية، وقد اعترف بكثير من الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة السابقة وقال إن الدور الأكبر يقع على الجهاز الحكومي في ترجمة توجيهات صاحب السمو بالتعاون لمحاربة الفساد وحماية المال العام!
لقد سئم الناس كثرة الحديث عن الفساد وضرورة محاربة المفسدين، لكن في كل يوم تتفجر قضايا فساد جديدة تدل على أن كثيراً من مسؤولينا غارقون في الفساد، وإلا بماذا تفسرون حكم محكمة التمييز ببطلان تعيين 560 خبيراً في وزارة العدل بسبب عدم اتباع الطرق السليمة في تعيينهم والتزوير في احتساب درجاتهم، وقد تحدثنا عن ذلك التزوير منذ كان وزير العدل يعقوب الصانع على رأس وزارته، واشتكى كثير من المتقدمين إلى ذلك المنصب من الظلم الواقع عليهم واستبعادهم من القبول رغم استحقاقهم، لكن «عمك اصمخ».
ومضت الأيام وتعيّن أولئك الخبراء المزعومون وقبضوا رواتبهم، ولولا شجاعة الكويتية التي رفضت الخضوع للأمر الواقع وأصرت على الطعن على ذلك القرار، والآن ماذا ستفعل وزارة العدل مع إنهاء خدمة ذلك العدد من الخبراء المزعومين، وماذا ستفعل مع القضايا التي حكموا فيها خلال تلك السنوات التي تم تعيينهم فيها؟!


لكن الأهم من كل ذلك كيفية منع تكرار تلك الجريمة ومحاسبة الوزراء الذين قاموا بها ضاربين عرض الحائط بمعاناة المواطنين!
إننا لنفرح أشد الفرح عندما نرى أحد المسؤولين يحوّل قضية فيها شبهة فساد إلى النيابة ونشعرر بأننا في مأمن، ولكن مجرد التفكير بأن قضية من تلك القضايا قد تقع في يد أحد الخبراء المزورين تشعرنا بالحزن، ففاقد الشيء لا يعطيه، والمفترض تطهير بيتنا من الداخل قبل البدء بالخارج!
تحدٍ آخر مثير هو قضية الشهادات المزورة والمضروبة، والتي دندنا حولها منذ سنوات وطالبنا بالتحقيق فيها ومعاقبة مرتكبيها، لكن مضي الزمن ونحن لا نزال لا نرى جدية من الحكومة في معالجة ذلك الملف الخطير رغم وضوح الأدلة حولها!
هاتان قضيتان مهمتان توجهان رئيس الوزراء الجديد، ناهيك عن كثير من القضايا الأخرى المهمة، فهل سيصمد أمامهما ويسعى لتطهير حكومته المقبلة من الداخل؟!
نرجو من الله أن ينجح رئيس الوزراء في ذلك ويرسي دعائم حكومته على أسس سليمة وأن تسعى لتأدية دورها المهم في إصلاح ما فسد، هنالك قول مأثور للمسيح عليه السلام: «أنتم ملح الأرض، فإن فسد الملح، بماذا يملح؟!».
إن الطريق شاق وطويل والمهم هو البداية الصحيحة والتخلي عن مقولة: «عفا الله عما سلف»، وليعلم السيد الرئيس أن غالبية شعب الكويت تقف معه وتدعو ليلاً ونهاراً أن يوفقه الله في إعادة توجيه دفة الحكومة المقبلة نحو الاتجاه الصحيح والشدة في ردع المفسدين، فالكويت تستحق منا أكثر من ذلك!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي