إدارة الخبراء إحدى الإدارات المعاونة لمرفق القضاء، يقوم الخبراء فيها بفحص المأمورية التي تكلفهم بها المحاكم في المسائل الفنية البحتة كالمحاسبة أو مسائل الهندسة، وأن يصدر حكم قضائي ضد «بعض» سياسة القبول في هذه الإدارة المهمة، ويشرح هذا الحكم الخلل الكبير الذي أصاب طريقة التعيين، فهذا مؤشر سيئ جداً ضد الأداء الحكومي خصوصاً في مثل هذه الأماكن المهمة.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل هذا الخلل الذي أفاض هذا الحكم في شرحه، والذي اعترى عملية تعيين هؤلاء الخبراء شيء حكومي نادر، أم أنه عادة لها في أغلب أعمالها خصوصاً في المميزات؟ والجواب الذي لا يحتاج لعناء ولا جهد إنها عادة حكومية مستقرة ومطردة في كل شيء تقريباً له ميزات مالية أو غيرها، ذات الخلل الذي تحدث عنه هذا الحكم القضائي ونعاه على الإجراءات، تجده واضحاً في كل ما هو مميز وظيفياً ومادياً.
لو ابتدأت من الفروقات الشاسعة وغير المنطقية في سلم الرواتب، لرأيت بوضوح ذات المآخذ، كيف وافقت الجهات المعنية على هذه الفروقات التي لا يمكن أن يفهمها أحد، والتي جعلت المجتمع كله يلهث وراء تعيين أبنائه في بعض الجهات التي تفوق رواتب موظفيها رواتب الوزراء، ويتسابق عليها الناس حتى أصبحت همّ وطموح ومراد الشباب! من دون أن يكون هناك فوارق عملية حقيقية في غيرها من الوظائف، التي بقيت على حالها في سلم الرواتب!