الكتاب صدر جزؤه الأول في أربعة فصول
«من قديم الكويت» ليوسف الشهاب... توثيق بالكلمة والصورة للزمن الجميل
الاهتمام الذي يوليه الباحث والكاتب الزميل يوسف الشهاب لقديم الكويت، يدفعنا إلى الانتباه إلى أهمية هذا القديم الذي انبنى على أساسه الحاضر، ومن ثم سيتواصل هذا الحاضر مع الماضي لبناء المستقبل، ومن خلال متابعة ما يقدمه الشهاب من كتب تبحث في قديم الكويت تاريخاً وثقافة، سنجد أن ذلك يأتي دائماً في غايات هدفها الرئيس الحث على الالتفات إلى الماضي، ومحاولة عدم وضعه في كتب التاريخ والتراث من دون التعلق بمواضيعه، ومحطاته العامرة بالأحداث والقصص.
والشهاب صدر له كتب عدة في أجزاء، تتحدث في مجملها عن الماضي ومنها «رجال في تاريخ الكويت»، و«الكويت عبر التاريخ»، وذلك رغبة في التواصل مع القديم، وربطه مع الحاضر، في استشراف زمني متواصل مع الحياة.
وبالتالي أصدر الشهاب الجزء الثاني من كتابه التاريخي الوثائقي «من قديم الكويت»، في 430 صفحة من القطع الكبير، ومن خلال أربعة فصول يتناول فيه الشهاب الجانب التاريخي والوثائقي من تاريخ الكويت. بالإضافة إلى ما يقترب من 300 صورة تحكي السير الذاتية والتاريخية لبدايات الوزارات ومجلس الأمة والتعليم والأمن وغيرها، وذلك استكمالاً لما بدأه المؤلف في الجزء الأول من الكتاب الدي صدر عام 1997.
وقال: «إن الارتباط الوثيق بين الصورة وما يقترن فيها من معلومات وبما إحصائيات تاريخية أيضاً، هي علاقة مترابطة يكمل كل منها الآخر... فلا الصورة يمكنها الاستغناء عن محتوياتها بالكامل ولا الكلمة قادرة على التعبير من دون الصورة الوثائقية التاريخية... لذا فإن الكتاب يأتي منصفاً لدور الصورة لدور الصورة من جانب ودور الكلمة من جانب آخر».
والفصل الأول من الكتاب رصد فيه الشهاب الكثير من الأحداث التي شهدتها الكويت قديماً ومنها بداية الإنعاش والإسعاد، وانطلاق حركة التعليم الحديث في الكويت وإعلان افتتاح أول مستشفى حكومي في الكويت، كل ذلك حدث في عهد الشيخ احمد الجابر المبارك الصباح، كي تتوالى الحكايات من خلال الوثائق والرسائل والصور تلك التي تعبر خير تعبير عن تلك الفترة التي عاشتها الكويت، لنتأمل بكل حب دور الشيخ عبدالله السالم في استقلال الكويت وبناء نهضتها الحديثة، وانضمام الكويت إلى الجامعة العربية وغيرها، وصاحب مقولة «أنا وربعي كلبونا جماعة» الشيخ صباح السالم الصباح، ثم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، الذي احتضنته قلوب أهل الكويت حباً ووفاء، إنه أبوالتحرير... والشيخ سعد العبد الله السالم، الذي تميز بصلابة الإرادة ورقة القلب.
ونأتي إلى المحطة التي تتحدث عن صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، لنقرأ فيها ونشاهد صوراً توثّق تاريخاً طويلاً من الديبلوماسية الكويتية تهادت روافده وتنوعت غاياته ومقاصده من أجل الكويت وأهلها. ومن ثم نتابع سيرة الشيخ نواف الاحمد... عنوان التواضع ورمز العطاء الوطني.
ونستمر في تتبعنا لفصول الكتاب، كي نصل إلى الفصل الثاني الذي رصد فيه المؤلف منجزات مهمة لشخصيات كويتية كان لها الأثر الفاعل في مجالات التطور والبناء التي شهدتها الكويت، لسياسيين وعسكريين وقادة وأدباء ومعلمين ورجال دين، عمدوا على أن تكون نهضة الكويت هي الأساس الذي اعتمدوا عليه في إنجازاتهم ومجهوداتهم الكثيرة.
بينما اهتم الشهاب في الفصل الثالث من كتابه بالمكان من خلال ما يحتويه من مبان وأسواق ومساحات لها أثرها التاريخي في النفوس، مثل البريد وزيارات قديمة للمثقفين العرب إلى الكويت، وفرجان الكويت القديمة، والتاريخ التجاري بين الكويت والهند.
وتضمن الفصل الرابع «الأخير»، حصيلة تاريخية ترصد أماكن وأحداثاً ومواقع مهمة وثرية في قديم الكويت مثل بداية سلاح الطيران الكويتي، وليلة زفاف أول مدير للشرطة، وأول ظهور لشرطة النجدة، وبعثة ضباط الشرطة إلى بريطانيا، والفرق الرياضية في مدارس الكويت، والكلية الصناعية والكشافة، وبيت الكويت في القاهرة، وأحاديث مصورة عن الرياضة في الكويت، وغيرها من المواضيع التي تلهب الذاكرة، وتجعلها تعود إلى الماضي الجميل بأشخاصه وأماكنه وأحداثه، كي تتعرف عليه الأجيال الجديدة وتقتدي بمسيرته الناهضة.