أحياناً تخدعنا الشهادات العلمية لبعض الأكاديميين، وتبهرنا بعض الشعارات التي يرفعها بعض السياسيين.
وكم سحرتنا الخطب الرنانة على المنابر لبعض الدعاة والعلماء والمُصلحين.
ولكن مع الأحداث والمواقف تتكشف لنا بعض الحقائق التي غفلنا عنها، وتتضح لنا أموراً أعمانا عنها أننا كنّا ننظر لها بعواطفنا لا بعقولنا!
بعض الأكاديميين من حملة الشهادات العليا تُشفق عليهم عند قراءتك لتصريحاتهم أو تغريداتهم حول بعض الأوضاع المحلية أو الإقليمية.
وتشك في شهادة بعضهم العلمية، وتقول في نفسك هل فعلاً هذا دكتور يُدرس العلوم السياسية!
ثم تتأسف أن يكون هذا أستاذ يُدرّس أبناءنا في الجامعة، وقد تخلّى عن المروءة والقيم والأخلاق وشرف الخصومة.
دكتور يشمت بأزمات وابتلاءات من يختلف معهم فكرياً، ويتناولهم بالطعن والغمز واللمز، ولولا المحاكم أو الجُبن لوجدته يصرح بأسمائهم!
بعض السياسيين من أصحاب الشعارات التي تدغدغ مشاعر المواطنين - خصوصاً قبل الانتخابات - يسقط من عينك، عندما يتحول من عون إلى فرعون ضد المواطنين، بعد أن نال المقسوم من المعازيب!
مشايخ وعلماء ودعاة كان يُشار لهم بالبنان، وكانت خطبهم تهزّ المنابر، ثم فجأة أصبحوا يُحلّلون الحرام، ويهوّنون المخالفات الشرعية.
وصار بعضهم بوقاً يُطبّل للباطل، ويدافع عن الظالم، ويهاجم المظلوم!
لقد أصبح الثابتون على مبادئهم كالغرباء في مجتمعات طغت فيها المصالح على المبادئ!
لكن هؤلاء - الثابتون - سيبقون نبراساً لغيرهم عبر الأزمان، حتى وإن كان الثمن التضحية بحريتهم، أو البعد عن أوطانهم، أو التضييق عليهم في أرزاقهم.
قدوة هؤلاء الثابتين رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام والذي نقلت لنا كتب السيرة أنه عندما تعرض للترغيب والترهيب من قبل المشركين من أجل التخلي عن دعوته، كان ردّه عليهم: «يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته».
فخالص التحية والتقدير لأولئك الثابتين - كالجبال- على مبادئهم، ولا عزاء للمتساقطين.
يا نفس إيّاك إن نابتْكِ نائبةٌ
أنْ تخشعي أو تَضجّي من أذى نَصَبِ
Twitter: @abdulaziz2002