ثلاث ليالٍ موسيقية ازدانت بالعزف السيمفوني بقيادة المايسترو إيمانويل فيوم
«أوركسترا براغ الفيلهارموني»... أتحفت «أهل الهوى» في «مركز جابر الثقافي»





الأوركسترا عزفت «رحلة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ» للمؤلف الموسيقي عبدالله خلف
روان بهبهاني أبهرت الجمهور الكويتي بعزفها الأخاذ على «البيانو»
ثلاث ليالٍ متتالية، ترصعت بالنجوم الموسيقية، وازدانت بالعزف السيمفوني الأخاذ لأوركسترا براغ الفيلهارموني، بقيادة مدير الموسيقى وكبير قادة الأوركسترا المايسترو الفرنسي إيمانويل فيوم، وبمشاركة كويتية حازت إعجاب الجمهور، في مركز الشيخ جابر الثقافي.
ففي الليلة الأولى، التي انطلقت مساء الثلاثاء الماضي، قدمت الأوركسترا معزوفة «أهل الهوى» للمؤلف الموسيقي خالد نوري، الذي يشغل حالياً منصب أستاذ مساعد لآلة الكمان، ونوري يجيد العزف أيضاً على آلة «الفيولا» وهو موزع للموسيقى في فرقة مركز جابر الموسيقية، حيث كُلف أخيراً بقيادة الفرقة، كما قاد فرقاً موسيقية عدة، بينها فرقة معهد الفنون الموسيقية وفرقة أحمد باقر الموسيقية وفرقة المجلس الوطني للثقافة للفنون والآداب، وذلك في مناسبات متعددة، مثل مهرجان «القرين الثقافي» ومهرجان الموسيقى الكويتية وغيرهما.
كما طوّر نوري لحن أغنية «أهل الهوى» في صيغة أوركسترالية، حيث عزفتها أوركسترا لندن السيمفونية في شهر نوفمبر من العام 2017، بالإضافة إلى أوركسترا بوخارست الفيلهارموني في شهر مارس من العام 2018، وشاركت المعزوفة إياها، المستوحاة من تنزيلة بحرية، وهي موسيقى تراثية كويتية، في حفلتي أوركسترا زغرب الفيلهارموني والأوركسترا الملكي الفيلهارموني، خلال الموسم الثقافي 2018/ 2019 في المركز.
بالعودة إلى الحفل، فقد عزفت أوركسترا براغ مقطوعة «طريق الذكريات» للمؤلف عبدالعزير شبكوه، والذي تتلمذ على يد نخبة من الأساتذة والمؤلفين الموسيقيين، وعُيّن مدرساً للتأليف الموسيقي في المعهد العالي للفنون الموسيقية، حيث ألف العديد من القطع الموسيقية الغربية، ضمن تخصصه معلماً لقواعد التأليف الموسيقي في المعهد. ومن مؤلفاته مقطوعتا «القرين» و«رقص الجواري» اللتان عزفتهما أوركسترا زغرب الفيلهارموني في شهر يناير من العام الحالي، كما قدم مع أوركسترا بوخارست الفيلهارموني في شهر مارس من العام 2018 مقطوعة «حلفت عمري»، وهي معالجة لواحد من أبرز الألحان الكويتية المعاصرة التي تنتمي إلى مرحلة السبعينات من القرن الماضي.
ثم قدمت الأوركسترا مقطوعة «كونشيرتو البيانو الرقم11» في سلم «ري كبير»، المصنف 11 الحركة الأولى: سريعة وحية للموسيقار جوزيف هايدن، وصوليست بيانو: روان بهبهاني، وهي عازفة كويتية ولدت في العاصمة السويسرية جنيف في العام 2009 ودرست البيانو في مدرسة إيكولينت الدولية في جنيف، ونالت العديد من الجوائز، على غرار جائزة الحكام التقديرية الخاصة في مسابقة إيكولينت للموسيقى في العام «سبتمبر 2019» والجائزة الثانية في مسابقة موهبة ميلانو في شهر يونيو العام 2018، والجائزة الأولى في مسابقة «يس فيرتيوزو» الدولية في مدينة دبي في «فبراير 2018».
في غضون ذلك، تم عزف مقطوعة السيمفونية الرقم 29 من المصنف 201 (186 - أ) في سلم «لا كبير» الحركة الأولى للموسيقار فولفغانغ موتسارت، بالإضافة إلى كونشيرتو البيانو الرقم 21، المصنف 467 في سلم «دو كبير» الحركة الثانية، أندانتي (بطيء معتدل) للموسيقار فولفغانغ موتسارت. إلى جانب صوليست بيانو لأندرو فان أوين، وهو عازف بيانو موهوب ومشهور على مستوى العالم بعزفه البارع وتقنياته المتميزة في تقديم أجمل وأعظم المعزوفات، بالإضافة إلى عزف السيمفونية الخامسة، المصنف 67 في سلم «دو صغير» الحركة الأولى «أليغرو كون بريو» لبيتهوفن.
بعد استراحة قصيرة، قامت الأوركسترا بعزف القصيدة السيمفونية الرقم 1 (الزمان) للمؤلف الموسيقي محمد الحمدان الذي نشأ في عائلة فنية، فوالده هو الفنان المعروف راشد الحملي، والذي تتلمذ على يده وكان أستاذه الأول. والحمدان يعمل حالياً مدرس تربية موسيقية وعازفاً للعود ضمن فرقة مركز جابر الموسيقية. وألف الحمدان عدداً من الأعمال في مختلف القوالب الشرقية مثل السماعيات و«اللونغات» والموشحات ومجموعة من الأغاني، إلى جانب مؤلفات غربية، من بينها أربع لوحات موسيقى أوركسترالية (موسيقى تصويرية)، وفي العام 2019 شارك الحمدان ضمن الموسيقى الكويتية التي عزفتها أوركسترا زغرب الفيلهارموني بـ«الحركة الأولى من السيمفونية الرقم 1 (الأرض الخضراء)».
بعدها، تم عزف مقطوعة افتتاحية روسلان ولودميلا للموسيقار مخائيل غلينكا، بالإضافة إلى كونشيرتو البيانو الرقم 2، المصنف 18 في سلم «دو صغير» الحركة الأولى للموسيقار سيرغي رحمانينوف وصوليست بيانو أندرو فان أوين، تبعتها بعزف لمقطوعة افتتاحية أوبريت فليدرماوس، وتريتش تراتش بولكا، المصنف 214 للموسيقار يوهان شتراوس الابن.
الليلة الثانية
في الليلة الثانية، استهلت أوركسترا براغ الفيلهارموني عزفها بمقطوعة كونشيرتو البيانو الرقم 11 في سلم «ري كبير» المصنف 11 الحركة الأولى: سريعة وحية للموسيقارجوزيف هايدن، وصوليست بيانو للطفلة الكويتية روان بهبهاني، التي أبهرت الجمهور بأدائها الرائع والمميز.
وتم عزف مقطوعة «بشرف الحجاز» للمؤلف يوسف حلاوة الذي بدأ اهتمامه بالموسيقى في عمر السابعة عشرة، ودرس الموسيقى العربية على يد الدكتور ألفريد جميل، وألّف يوسف حلاوة العديد من القطع الموسيقية في مختلف القوالب والأساليب، سواء الشرقية أو الغربية، ومنها «سماعي نهاوند (بانتظارك)»، و«ثنائي كمان وبيانو في سلم ري صغير» و«فالس بيانو في سلم مي كبير» في العام 2018، وشارك حلاوة بمقطوعة «كونشيرتوالعود» مع أوركسترا بوخارست الفيلهارموني. وفي شهر يناير من العام 2019، كانت له مشاركة أخرى مع أوركسترا زغرب الفيلهارموني بمقطوعة «فانتازيا العود»، بالإضافة إلى صوليست قانون أيوب خضر، الذي يعمل حالياً محاضراً ومعلماً في المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت، وعمل أيضاً قائداً لفرق موسيقية بمصاحبة العديد من الفنانين داخل وخارج الكويت.
وتم عزف مقطوعة فالس رقم 14، في سلم مي الصغير، (صنف بعد وفاته)، للموسيقار فريدريك شوبان، بالإضافة إلى عزف مقطوعة كونشيرتو البيانو الرقم 2، المصنف 18 في سلم «دو صغير» للموسيقار سيرغي رحمانينوف، وصوليست بيانو أندرو فان أوين.
وبعد الإستراحة، تم عزف مقطوعة رحلة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ للمؤلف عبدالله خلف، وكان الإيقاع الكويتي لفتحي وعبدالحميد الصقر. وعبدالله الخلف هو عازف بيانو ومؤلف موسيقي كويتي وأستاذ جامعي، قدم العديد من الحفلات الموسيقية عازفاً للبيانو ومؤلفاً للموسيقى في الكويت وخارجها. علاوة على ذلك، أسس خلف «مركز ميوزيكولوجي» الذي يقدم استشارات أكاديمية موسيقية.
بعد ذلك، قدمت الأوركسترا مقطوعة افتتاحية أوبرا «عروس بالمقايضة»، وهي أوبرا كوميدية مكونة من ثلاثة فصول من تأليف الموسيقارالتشيكي بدريخ سميتانا، فضلاً عن عزفها المقطوعة السيمفونية الرقم 8، المصنف 88 (B.163) في سلم «صول كبير» الحركة الرابعة «أليغروما نون تروبو» (مفرحة لكن ليس كثيراً) للموسيقارأنتونين دفورجاك.
وتم عزف مقطوعة بولكا لويزا وسكيرتزو من سيمفونية «الانتصار» ورقصة الممثلين من أوبرا «عروس بالمقايضة» للموسيقار بدريخ سميتانا.
الليلة الثالثة
وفي الليلة الثالثة والأخيرة، عزفت أوركسترا براغ الفيلهارموني، السيمفونية الرقم 29، المصنف 201 (186أ) في سلم «لا كبير» الحركة الأولى، للموسيقار فولفغانغ موتسارت.
ثم عزفت مقطوعة «مزمار غابرييل» (اللحن الأساس لفيلم المهمة) للموسيقار إنيو موريكوني، عطفاً على مقطوعة «نهر القمر» للموسيقار هنري مانشيني، ولحن فيلم «الطيب والشرير والقبيح»، ولحن فيلم «حدث ذات مرة في الغرب» للموسيقار إنيو موريكوني، بالإضافة إلى عزف مقطوعة «نهر مولداو» للموسيقار بدريخ سميتانا.
بعد استراحة لعشرين دقيقة، استأنفت الأوركسترا عزفها لمقطوعة «أداجيو للوتريات» للموسيقارصمويل باربر، إلى جانب عزفها لمقطوعة لافتتاحية «أوبرا زواج فيغارو» لموتسارت.
كما توالت المعزوفات، لمقطوعة كونشيرتو البيانو الرقم 21، المصنف 467 في سلم «دو كبير» الحركة الثانية، أندانتي (بطيء معتدل)، وافتتاحية أوبرا «الناي السحري»، المصنف 620 لموتسارت.
وواصلت الأوركسترا العزف بمقطوعة السيمفونية السابعة، الحركة الثانية (أليغريتو) لبيتهوفن، تلتها مقطوعة «إنترميتزو» من أوبرا كافالييري روستيكانا وتعني بالإيطالية «فروسية ريفية»، وهي أوبرا في فصل واحد كتبها الإيطالي بييترو ماسكانيي عن نص لجيوفاني تارجوني - توتزيتي وغويدو ميناشي، اقتبساه عن قصة قصيرة ومسرحية بالعنوان ذاته للمؤلف جيوفاني فيرغا. وتعتبر هذه الأوبرا واحدة من كلاسيكيات أوبرا الواقع، وعرضت للمرة الأولى في العام 1890 في مسرح كوستانزي في روما، وتعرف أوبرا الواقع بأنها تبرز شخصيات واقعية محلية في أسلوب سردي رشيق.
أما مسك الختام، فكان على أنغام افتتاحية أوبرا «طائر العقعق اللص» (لاغازا لاردا) بتوزيع كوغل للموسيقار جواكينو روسيني.