ملّاس الشيخ والسيمفونية النشاز

تصغير
تكبير

يخوض سمو الشيخ صباح الخالد، رئيس الوزراء المكلّف بتشكيل الحكومة القادمة، يخوض واحداً من أهم وأصعب الاختبارات في حياته منذ كان طفلاً على مقاعد الدراسة وشاباً على مقاعد الجامعة وموظفاً في الخارجية الكويتية. والنتيجة المرتقبة لهذا الاختبار المصيري لا مجال فيها للحلول الوسط ولا النجاح على «الحفة» ولا «دور ثاني»! فهو اختبار مصيري نتيجته إما «طلعة» وإما «طبعة».
أمامك يا سمو الرئيس حكومة متهمة بالفساد، رموز فيها متهمون بالفساد، مجلس متهم أيضاً بالفساد عبر عدد من نوابه الذين فقدوا ثقة الشعب، بل ومتهمون أيضاً بالتبعية للحكومة بشكل مريع... والنتيجة: أمامك شعب فاقد للثقة في جناحي تسيير شؤون البلاد والعباد، وهما السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية.
وفوق هذا وذاك يا سمو الرئيس، فأنت تواجه مجلساً «يضرس» على الحكومة ويتحفّز للنيل منها ورفع شعبيته عبر تسجيل البطولات على حسابها غير آبه بسلاح الحل الذي يمكن أن تهدّده به الحكومة بدعوى عدم التعاون معها، فالحل يفزع مجلساً في عامه الأول (لم يأكل بما فيه الكفاية بعد)، ولكن مجلساً في عامه الأخير سوف يطير فرحاً إن تم حله ليدخل أعضاؤه الحرب الانتخابية بصدور منتفشة بعدما انتصروا على حكومة «الفساد» التي لم تتحمل «نزاهتهم»!... «يا خرطي».


لا يخفاكم أن سمو الشيخ صباح الخالد قد نأى بنفسه عن «الخوض» لسنوات طويلة، ليس فقط في قضية الصندوق الأخيرة... ولكن في الشأن المحلي عموماً، اللهم إلا في نطاق التصويت الحكومي المشترك في مجلس الأمة.
اليوم الأمر مختلف تماماً، الشيخ صباح الخالد هو مَن يقود السيمفونية، والمؤسف أن المؤشرات الموضوعية كلها تنذر بـ«النشاز»... ليس لأنه لا يحسن العزف السياسي المحلي، ولكن لأن «الجود من الماجود»، فمن سيشاركه في حكومة تواجه هذا المصير ومعرضة إلى «النحر المبكر» على مذبح المجلس المتحفز للانتخابات؟.
ولكن... هل الصورة سوداوية تماماً ولا مجال فيها لإشعال شمعة الأمل؟... الأمل موجود إن استطاع الرئيس تفادي الأخطاء السابقة، وفرض التضامن الوزاري فرضاً على وزرائه القادمين، وفرض على المجلس أسلوبه الذي لم يعرفوه واحترامه الواجب وامتنع عن المجاملة واللين، وقدم برنامجاً منطقياً طموحاً يلبي تطلعات الناس الذين أوشكوا أن يفقدوا الأمل بالأفضل.
عندها فقط نبارك لسمو الرئيس صباح الخالد بالموقع الذي يستحقه والكرسي الذي يناسبه، ونبشره بالقول: «طلعة... طلعة... مو طبعة يا سمو الرئيس».
آخر القول... نحن مواطنون... ننتظر ونراقب ونرصد... واللي في الجدر بيطلعه ملّاس الشيخ... فإن طابت لنا طبخة الحكومة تبشر بالدعم... وإن كانت الطبخة «تعبانة»، مالهم إلا «سوط الشعب» يضرب في صناديق الاقتراع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي