خواطر قلم

مظاهرات إيران الساخطة... اللهم فرجك!

تصغير
تكبير

لطالما سعى النظام الإيراني منذ قيام الثورة الخمينية، إلى تصدير مفاهيم ثورته التي أحالت جزءاً من دولنا العربية إلى «دار خراب»، فعاثوا فساداً في العراق وسورية ولبنان واليمن، كما سعى هذا النظام إلى زعزعة الأمن في السعودية والبحرين والكويت من خلال خلاياهم النائمة وميليشياتهم التي تتلقى تمويلاً مباشراً من طهران وعبر أذرعها الموزعة في دول عدة وتدريباً على استخدام السلاح، وبث الرعب ونشر الفوضى في الدول المستهدفة.
ولن أغوص في تفاصيل الجرائم التي ارتكبتها القوات الإيرانية وميليشياتها الطائفية في سورية والعراق ولبنان واليمن، وعبر وكلاء الدم الذين تدعمهم في أحداث المنطقة الشرقية في السعودية، وأحداث دوار اللؤلؤة في البحرين وخلية العبدلي في الكويت، وهذه الأحداث المأسوية ما هي إلا امتداد لتاريخ طويل من التخريب والعنف والقتل والتفجير ودعمه ومساندته في هذه الدول الخليجية وغيرها. المتتبع للواقع الإيراني يرى بجلاء ووضوح أن حال الفقر وانتشار المخدرات والفساد الأخلاقي والإداري وقبضة الأمن الديكتاتورية، ما هي إلا نتاج لسياسات نظام الملالي الذي أصمّ أذنيه وأعمى عينيه عن رؤية الحقيقة التي بلغها الشعب الإيراني المغلوب على أمره من الجوع والفقر والفاقة والعوز، بحجة دعم القضية الفلسطينية - وهي منهم ومن مخططاتهم وسياساتهم براء - فلا يُعقل أن من يقتل السوري الأعزل والعراقي المشرد واليمني المضطهد واللبناني المطالب بحقه، ومن يسعى لتقويض الأمن في السعودية والبحرين والكويت سيصدق في زعمه مساندة الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه، فالكيل بمكيالين لشعوبنا، خديعة واستغفال لا نرضاه لأنفسنا.
المظاهرات الساخطة التي طالت غالبية المحافظات الإيرانية، رسالة ذات صدى عالٍ يجب على قيادة إيران السياسية الاستماع إليها بإنصات، ومعالجة أسباب هذا السخط الشعبي لدولة تمتلك كل مقومات الرفاهية لشعبها، لكن قادتها أبوْا إلا انتهاج خط سياسي قائم على الأذى للشعب الإيراني والشعوب الأخرى، التي تتجرع مرارة سياسيي إيران الملالي، لا إيران الحضارة.


آمل من الساسة الإيرانيين الاستجابة لمطالب الشعب الإيراني المحقة، وتوفير أسباب الحياة الكريمة لهذا الشعب الكريم، والانسحاب من دعم المخدوعين بهم في بلداننا العربية والتوقف عن تمويل الخراب والتفجير والقتل لتصدير مفاهيم ثورتها، التي لا يتقبلها دين وسطي ولا عقل واعٍ ولا نفوس سوية.
ونرجو الله تعالى لهذه المظاهرات أن تعيد إلى ساسة إيران رشدهم، ويلتفتوا إلى شعبهم ويكفونا شر مخططاتهم، وندعوه سبحانه أن يكون هذا السخط الشعبي فرجاً لشعوب المنطقة ودولنا، فيعود المُهجَّرون إلى ديارهم وينعم المضطهدون بالأمن في أوطانهم وتعود لنا البهجة بعد قرابة أربعين عاماً من شلالات الدم ورائحة الموت التي نشرها قادة هذا النظام في بلداننا.
@mh_awadi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي