تكنولوجيا وقائية
باحثون يبتكرون جهازاً للوقاية ضد «إدمان الإنترنت»
انطلاقاً من مبدأ «توظيف التكنولوجيا في الوقاية ضد أضرار التكنولوجيا»، يحذر جهاز Nettox الجديد مستخدميه عند إفراطهم في التصفح الالكتروني.
رويترز- بينما نتوغل أكثر فأكثر في عصر الإنترنت، يقضي مليارات من البشر حول العالم مزيدا من الساعات على مدار اليوم في تصفح شبكة الإنترنت ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي من خلال هواتفهم الذكية وأجهزتهم اللوحية، لكن معظمهم لا ينتبهون إلى أن ذلك يقربهم يوما بعد يوم إلى الإصابة بـ«الإدمان الالكتروني» الذي يحتاج إلى معالجة نفسية.
فعلى سبيل المثال، تقضي الطالبة الجامعية الإندونيسية تياس سيسيانينديتا نحو 8 ساعات يوميا بين تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة المقاطع المصورة والدردشة مع الأصدقاء عبر هاتفها الذكي. وتعترف سيسيانينديتا بأنها تداوم على مطالعة هاتفها منذ استيقاظها، وحتى وهي داخل قاعات المحاضرات.
وتضيف سيسيانينديتا قائلة: «في المساء، عندما يجافيني النوم، قد أجلس وأتصفح لمدة ساعات».
هذا السلوك يضع سيسيانينديتا بالتأكيد على أول طريق إدمان الإنترنت، إن لم تكن قد بدأت السير فيه فعليا.
وفي إطار جهود استمرت على مدار 3 أشهر وسعت إلى مساعدة سيسانينديتا وأمثالها على التخلص من ذلك الإدمان وتقليص الوقت الذي يقضونه في تصفح شبكة الانترنت، نجح فريق علمي بجامعة إندونيسيا في ابتكار أول جهاز يمكن لمستخدمه أن يضعه حول معصمه لينبهه.
مبتكرو الجهاز الجديد أطلقوا عليه اسم «نِتوكس» (Nettox)، وهو اسم مركب نصفه الأول مشتق من كلمة «إنترنت» بينما نصفه الثاني مشتق من كلمة «Detox» التي تعني «التخلص من السموم». وبهذا فإن اسم Nettox يشير إلى أن الجهاز يساعد على التخلص من الإدمان على سموم تصفح الإنترنت.
وتعتمد فكرة عمل الجهاز الجديد على نتائج دراسات عدة سابقة كانت قد أثبتت أن استخدام الهاتف الذكي لساعات طويلة يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة من بينها انخفاض معدل نبضات القلب.
فالجهاز مزود بمجسات استشعارية خاصة ترصد معدل نبضات القلب ومستوى الأكسجين في الدم. وبمجرد أن يرصد الجهاز انخفاضا معينا في معدلات نبضات القلب ونسبة الأكسجين في الدم، فإنه يصدر صوتا تحذيرياً ينبه المستخدم إلى ضرورة التوقف فوراً عن استخدام الهاتف الذكي.
وقال مبتكرو الجهاز الجديد إنهم سيواصلوا العمل على تحسين مستوى دقته، وذلك بحيث تصبح قراءاته صحيحة ولا يعطي إنذارات كاذبة، حيث إن معدلات نبضات القلب قد تتفاوت وفقا لاعتبارات أخرى كثيرة من بينها حالة الشخص الصحية، وعمره، وحتى حالته المزاجية.
ويأمل فريق الباحثين أن ينتهي قريباً من تطوير الجهاز تمهيداً للتقدم للحصول على براءة اختراع قبل حلول العام المقبل.
يشار إلى أن مشكلة الإدمان على الإنترنت باتت آفة اجتماعية ونفسية متزايدة حول العالم إلى درجة أن دولاً كثيرة بدأت في إنشاء مراكز وعيادات متخصصة في معالجة ذلك النوع من الإدمان الالكتروني.