بُحَّت أصواتنا وجفت أقلامنا، ونحن نحذر منذ سنوات طويلة مضت من آفة المخدرات وخطورة توافرها بأسعار زهيدة، قد تغري أبناءنا المراهقين والشباب لتعاطيها والإدمان عليها.
كتبنا مراراً وتكراراً وتحدثت أنا وغيري من التربويين ورجال الأمن في أماكن عدة، ونبهنا على ضرورة أن يتحمل أولياء الأمور مسؤولياتهم في نصح وتوجيه أبنائهم وتنبيههم إلى خطورة هذه السموم البيضاء، التي تفتك بالشباب وتحول المجتمعات خراباً.
قلنا وناشدنا من بيدهم الأمر إلى ضرورة أن يتنبه المسؤولون عن منافذنا البحرية والبرية والجوية للمؤامرة الكبرى على الكويت وأهلها، وسعي أعدائنا لإغراق مجتمعنا بالمخدرات، وأن هذه جريمة أمن دولة وليست جناية عادية، لأن نتائجها كارثية بكل ما تعني الكلمة، على مجتمعنا الصغير الآمن.
اليوم تعدت جريمة تعاطي المخدرات الأماكن الخاصة المغلقة ولرجال كبار في السن تقريباً، لتصل إلى أبنائنا طلبة المدارس الثانوية، ونخشى أن تتمدد هذه الآفة لتغتال براءة الشباب اليافع في المدارس المتوسطة، وهنا يجب علينا جميعاً التصدي لهذه الهجمة الشرسة الظالمة على مجتمعنا والوقوف صفاً واحداً لإنهائها قبل أن يحصل ما لا تحمد عقباه.
الكويت يا سادة أمانة عظيمة وأهلها لا يستحقون إلا الخير العميم، فلنحذر من أن نساعد في تدميرها، من خلال صمتنا وعدم تفاعلنا الإيجابي للمساعدة في الحد من تهريب المخدرات وترويجها وتعاطيها.
الخبر الذي نشرته «الراي» - قبل نحو أسبوع - أصابني بالصدمة والذهول، لا لأنه تحدث عن ضبط 3 طلاب يتعاطون المخدرات في مدرستهم وحسب، ولكن لأني لم ألحظ تفاعلاً مجتمعياً مع هذا الخبر الذي لو حصلت جريمة مشابهة له في دولة يعرف فيها شعبها حقه في العيش الآمن، لاستنفرت المؤسسات الأهلية والتطوعية والحكومية لإنشاء ورش عمل ومنتديات للوقوف على هذا الخلل والاختراق الأمني الجسيم لأهم ثروات البلاد البشرية، سعياً منهم لمعالجة الخلل ووقف امتداده، لكن ما أراه صمتاً يشبه صمت أصحاب القبور من الأموات، وكأن الأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد.
اليوم باتت المخدرات الطبيعية والكيميائية المصنعة تباع في الكويت بأسعار زهيدة. ونتيجة متعاطيها الموت أو السجن أو تلف أنسجة المخ، الذي يلحقه الموت حتماً، لهذا علينا جميعا أن نتصدى لهذه الجريمة قبل أن يكون ضحيتها القادم ابني أو ابنك أو ابنتي أو ابنتك.
اللهم احفظ شبابنا وأبناءنا وبناتنا من المخدرات، وسلمهم واحفظ الكويت وأهلها واجعلها بلداً آمنا مطمئناً.
@mh_awadi