حوار / رأى بأن المنتخب يحتاج إلى عمل لمدة 3 أو 4 سنوات لتقوم له قائمة
سعد الحوطي لـ «الراي»: طريق كأس العالم... شاق
- الشارع الكروي يعيش على «طمام المرحوم» وذكريات «العصر الذهبي» الجميلة... فيما الأجدى العمل والاجتهاد
- لم أؤيد إقالة يوزاك لإيماني بضرورة حصوله على الفرصة والوقت... واستمرار عناد ضرورة شرط منحه الثقة
- تسيُّد «العميد» للساحة تُسأل عنه الأندية الأخرى
- قد يكون المطوع النجم الأوحد... وفشل الأندية في البطولات الخارجية سببه فني وليس الإيقاف
فتح قائد منتخب الكويت لكرة القدم في «العصر الذهبي»، سعد الحوطي، قلبه لـ«الراي» وكان صريحاً، كما عهدناه، لدى التعبير عن رأيه في عدم قدرة «الأزرق» على بلوغ نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، نتيجة الوضع المزري والمتردي للغاية الذي تعيشه الكرة الكويتية حالياً وافتقاده الامكانيات وميزة اللعب الجماعي والاستقرار الفني منذ فترة طويلة.
وقال في حوار خاص ومطول مع «الراي» إن «الأزرق» يلزمه 3 أو 4 سنوات من العمل الجاد لتقوم له قائمة.
واعتبر أن الوضع الحالي لا يرضيه لأن الشارع المحلي ما زال يدور في فلك «العيش على طمام المرحوم» وذكريات «العصر الذهبي»، مشدداً على ضرورة العمل والاجتهاد لتطوير المستوى كي تتكرر تلك الفترة المجيدة.
وكشف الحوطي أنه لم يكن يؤيد قرار اتحاد اللعبة بإقالة المدرب السابق للمنتخب، الكرواتي روميو يوزاك، بسبب إيمانه بضرورة منح الوقت الكافي لأي مدرب، مشيداً بالتطور الإيجابي للفريق لكن المحدود لخلفه ثامر عناد، مطالباً بالإبقاء على الأخير شرط منحه الثقة والوقت للعمل.
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
• كيف تقيم الوضع الحالي لمنتخب الكويت في كرة القدم؟
- بكل صراحة وبعيداً عن المجاملات، الوضع مزرٍ ومتردٍ للغاية لأن المؤشرات الفنية الحالية تدل على ذلك. في السابق، كانت كرة القدم تعتمد على اللاعب الأوحد الذي يقود فريقاً بأكمله مثل دييغو مارادونا مع منتخب الأرجنتين، انما الآن فقد تغير هذا النهج واضحى العامل الجماعي هو من يقود الفريق.
من هذا المنطلق وبكلام واقعي، فإن «الأزرق» يفتقد الى هذه الميزة والى الاستقرار الفني منذ مدة طويلة، خصوصاً من ناحية الجهاز التدريبي. فقد اتخمنا اتحاد اللعبة بكثرة تغييره للمدرب حتى اننا شهدنا في العام 2005، تسلم 3 مدربين دفة قيادة المنتخب.
يتوجب على الاتحاد أن يكون واضحاً وصريحاً في إعلام الجماهير والرأي العام عما إذا كان المنتخب قادرا على بلوغ كأس العالم 2022. عندما خسرنا امام أستراليا في التصفيات الحالية، شعرنا وكأن «الأزرق» كان في أعلى درجات الجهوزية، وهو القادم من ايقاف طويل ولم يخض أي مباراة دولية منذ 4 سنوات، بل ولم يواجه أي منتخب يوازي مستوى أستراليا.
الطريق شاق الى مسابقة مثل كأس العالم ويجب ان يكون هناك استقرار في منصب المدرب وتركه يأخذ فرصته، كما تفعل دول مثل ألمانيا وإيران وغيرهما، فـ«الأزرق» بحاجة الى عمل واعداد مضاعفين، ومستواه الحالي ضعيف جداً مع كامل الاحترام للاعبين الموجودين حالياً، فقد اهتز بقوة خلال شوط واحد أمام أستراليا التي تعيش أضعف حالاتها منذ سنوات.
ببساطة، «الأزرق» بحاجة الى ما لا يقل عن 3 او 4 سنوات لتقوم له قائمة.
• كلامك يدل على أن «الأزرق» غير قادر على التأهل الى مونديال 2022، أليس كذلك؟
- نعم، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار الوضع الحالي والامكانيات المتوافرة والمنتخبات التي نقابلها. لست متشائماً، واتمنى من كل قلبي أن يتأهل الفريق ونفرح، انما الامنيات وحدها لا تكفي. على اللاعبين الا يزعلوا من كلامي، اذ ان بلوغ المونديال ليس سهلا، انما كل ما اتمناه هو ان يبلغ «الأزرق» الدور الثالث النهائي من التصفيات، حتى يحتك الجيل الحالي بالمنتخبات القوية والكبيرة في آسيا وينال خبرة لازمة لتصفيات كأس العالم 2026، حتى لو لم يتأهل. اعلم ان الدور الثالث سيكون صعباً لكنه مفيد فنيا، على امل ان تتحسن الامور ونكون مهيئين لتصفيات مونديال 2026، في حال الاستقرار على مدرب جيد شرط ان تستعين الاندية ايضا بمدربين على اعلى مستوى. وانا احمل الأندية مسؤولية في هذا الاطار لانها تغير المدربين بكثرة كما هو حال الاتحاد، وبالتالي لا تعد اللاعب جيدا، وها نحن نفتقر في المنتخب حاليا الى لاعب هداف.
• لكن «الأزرق» خلال «العصر الذهبي» الذي عشت خلاله، نجح في التأهل الى مونديال 1982. ألا تعتقد انه من الممكن ان يحدث ذلك الآن؟ وهل يحزنك ما يجري باعتبارك احد افراد ذلك العصر؟
- الوضع حاليا يختلف عن الماضي، اذ ان الامور آنذاك كانت افضل بالمقاييس كافة. الوضع الحالي لا يرضيني. أنا كمواطن الآن، اريد ان افرح كما أسعدْنا نحن الشعب الكويتي قبل 38 عاما. اتمنى ان تعود الاوضاع كما كانت عليه من قبل لان الواقع الحالي مر. كل ما اراه الآن هو اننا ما زلنا نعيش على «طمام المرحوم» او بالأحرى ذكرى جميلة فقط وامجاد الماضي. امر جميل ان نعيش هذه الذكريات، لكن الافضل ان نتطور ونعمل ونجتهد لنكرر ما جرى، وهذا في يدنا نحن فقط وليس امرا خارجا عن ارادتنا.
• هل كنت تؤيد اقالة الاتحاد لمدرب المنتخب السابق الكرواتي روميو يوزاك؟
- كلا. إذا كان الاتحاد قد اختاره وفقا لما قدمه مسبقاً من خطة ونهج وقام بوضع اهداف يريد الوصول اليها بعد فترة زمنية قصيرة او طويلة، فقد كان الاولى ان يكون مقتنعا به وبنهجه ويعطيه الفرصة للاستمرار والعمل وتصحيح الاخطاء، لا ان يقيله عند اول زلة، خصوصا وان الاتحاد قال انه خبير عالمي.
اما اذا كان الاتحاد قد اختاره دون ان يعرف نهجه او خطته، فهنا المصيبة. انا دائما لا اؤيد التعاقد مع اي مدرب من دون الاطلاع مسبقا على نهجه او خطته.
ما فعله الاتحاد ليس اسلوبا مناسبا في العمل، بل تصرف بشكل غير مقنع ووفقاً لعاطفة وردة فعل الجماهير والشارع. كان الاولى لو تمكن من الرد على الجميع بأعذار واقعية.
• ما رأيك بالمدرب الحالي ثامر عناد؟ وهل تؤيد استمراره الى نهاية التصفيات او استقدام آخر عالمي يكمل المهمة اعتبارا من العام المقبل؟
- شعرت بتطور محدود وايجابي من خلال ما فعله في المباراة امام الأردن، خصوصا الدفع بفهد الأنصاري، لان المنتخب بحاجة الى ربط في منطقة الوسط بين خطوطه الثلاثة. انما يتوجب على عناد ان يبتعد عن المجاملات ويركز على خطة وتشكيلة ثابتتين، بعدد لا يقل عن 14 او 15 لاعبا.
اؤيد استمراره اولا من منطلق انني احبذ استقرار الاجهزة الفنية ومنحها الفرصة والوقت للعمل وتهيئة الظروف المناسبة له، وثانيا لقدرته كمدرب وطني على ان يستوعب ويتفهم اللاعبين نفسيا في هذه المرحلة. الاهم هو ان يُمنح الثقة كما فعل الاتحاد السعودي خلال كأس آسيا 2000 عندما اقال التشيكي ميلان ماتشالا عقب الخسارة امام اليابان 1-4 في المباراة الاولى، وكلف الوطني ناصر الجوهر بالمهمة، فقاد «الأخضر» الى النهائي.
• هل انت مقتنع بالتشكيل الحالي للاتحاد أم تؤيد رحيله أو حلّه؟
- حل او رحيل الاتحاد قد يُدخلنا في معمعة نحن بغنى عنها حاليا، ويبدو انه مفروض علينا. مع الاحترام للتشكيلة الحالية، من المفترض ان يكون هناك اعضاء افضل من عدد من المتواجدين حاليا.
• بعدما ابتعدت اندية العربي وكاظمة والسالمية عن الالقاب وانحصارها بين «الكويت» والقادسية في السنوات الاخيرة، ثم انفراد «العميد» اخيرا بها، هل ترى ان ذلك يخدم مستوى الكرة المحلية؟ وما اسباب ذلك؟
- كلا، لا يخدم، ولا أعني هنا نادي الكويت ولا ألومه على ذلك، إنما اسأل الآخرين، اين انتم وأين قدراتكم؟ ففي الوقت الذي يجتهد فيه «الكويت» ويعمل باحترافية ويضخ الأموال ولديه إدارة تحل المشاكل وتخطط في كل المراحل السنية، أنتم غائبون عن الساحة، وخوفي من أن تكون الأسباب إدارية وليست فنية. نعم، يغير «الكويت» من مدربيه كثيراً مثله مثل العربي، لكن ادارته واعية في الجانب النفسي وتعرف كيف تتعامل مع الجماهير واللاعبين لانها تعتمد المسار الشعبي وقريبة منها. كما اسأل ادارة القادسية: لماذا ابعدت مدير فريق متمكنا مثل محمد بنيان؟
• الا ترى أن بدر المطوع هو النجم الأوحد في السنوات العشر الأخيرة؟
- قد يكون الأمر صحيحاً لأنه الوحيد الذي حافظ على اسمه وفنياته وتعامله الراقي مع الجميع، بالاضافة الى مستواه الثابت، سواء مع «الأزرق» او نادي القادسية. انه موهبة والموهبة تفرض نفسها.
هناك مواهب أخرى في طريقها لتحذو حذو المطوع وابرزها فيصل زايد، انما المشوار ما زال طويلاً امامه.
• ما السبب في تراجع الاندية الكويتية وخروجها من البطولات الخارجية، أهو المستوى الفني أم الايقاف؟
- بلا شك، الأسباب فنية.
خالد الغانم يدير
نادي الكويت باحترافية
اشاد سعد الحوطي بالعقلية الاحترافية التي تتحلى بها ادارة نادي الكويت برئاسة خالد الغانم الذي يدير «القلعة البيضاء» باقتدار وفي الالعاب كافة بفضل دعم رجالات «العميد» وعلى رأسهم رئيس مجلس الأمة الرئيس الفخري مرزوق الغانم.
وقال الحوطي: «عملت عن كثب مع خالد الغانم، عندما نجحنا معا في اعادة النادي الى منصة التتويج في الدوري الممتاز بعد غياب 21 سنة».
واضاف: «افتخر بانتمائي الى نادي الكويت وارتباط اسمي به وبرجالاته السابقين والحاليين، وهو الصرح الناجح الذي برع فيه مرزوق الغانم وبعده عبدالعزيز المرزوق والآن خالد الغانم».
5 نقاط... في خطتين
وضع سعد الحوطي 5 نقاط لتطوير منتخب الكويت لكرة القدم إذا كان في موقع المسؤولية:
1- إعداد منتخب من لاعبين تقل اعمارهم عن 21 سنة.
2- إقامة معسكر طويل الامد خارج البلاد يتضمن مباريات مع منتخبات وطنية.
3- توفير دعم مادي ومعنوي للاعبين يسهل امور حياتهم تفاديا للاعذار والمشاكل.
4- وضع خطة زمنية معينة للتطوير يشرف عليها اصحاب خبرة، مع انتقاء مدرب واداري محنكين قادرين على التعامل مع كل الظروف.
5- استمرار معظم اللاعبين مع بعضهم البعض لاطول فترة ممكنة.
كما وضع 5 نقاط لتطوير المستوى المحلي العام:
1- دوري يجذب الحضور الجماهيري.
2- استقدام مدربين على اعلى مستوى للمراحل السنية التي تعد الاساس.
3- ملاعب على مستوى عال.
4- وضع معايير عالية لاعتماد الاداريين.
5- تكثيف تواجد اللاعبين الصغار خارج البلاد حتى يعتادوا على الأجواء ويشعروا بالمسؤولية وينالوا الخبرة اللازمة.