تقنية طبية / باحثون من أصول عربية شاركوا في اكتشافها وتطويرها في ألمانيا

ابتكار طريقة واعدة لتشخيص سرطان عنق الرحم

No Image
تصغير
تكبير

أعلن فريق بحثي ألماني شارك فيه علماء من أصول عربية أنه قد نجح في ابتكار طريقة واعدة تبشر بتسهيل التشخيص المبكر جداً لسرطان عنق الرحم وبدقة غير مسبوقة.


تعتمد الطريقة التشخيصية الجديدة على تقنية «التحليل الطيفي المترابط لمضاد ستوكس رامان»، والتي تعرف اختصارا بـ«CARS»، أما الباحثون ذوي الأصول العربية الذين شاركوا في ابنكارها فهم: المصريان سمير المشتولي وهشام يوسف، واللبنانيان كريم الجاكوش وزياد هلال، والليبي إبراهيم الدهو.
وتتميز الطريقة عن سابقاتها بأنها ستسمح بإمكانية اكتشاف سرطان عنق الرحم في المرحلة الصفرية، أي المرحلة المبكرة جداً التي يبدأ فيها نمو الخلايا المسرطنة لكنها تكون غير محسوسة للمريضة لأنها لا تكون مصحوبة بأي أعراض. ومن شأن اكتشاف الإصابة في هذه المرحلة المبكرة تجنيب المريضات العلاجات الإشعاعية والكيماوية والجراحية، إلى جانب تقليل احتمالات انتشار الخلايا السرطانية إلى أنسجة وأعضاء أخرى في جسم المريضة.
وأوضح الباحثون في سياق تقريرهم الذي نشرته مجلة «الجمعية الكيميائية الأميركية» أن ما تتميز به الطريقة المبتكرة الجديدة هو أنها لا تحتاج إلى أخذ خزعة (عينة) نسيجية من عنق الرحم لتحليلها كما هو متبع في طرق التشخيص التقليدية، بل تعتمد فقط على تسليط حزمة ضوئية معينة على مسحة بسيطة من عنق الرحم ثم تحليل انعكاسها ورصد انعكاسات التذبذبات الطيفية الجزيئية منخفضة التردد في الخلايا لتحديد ما إذا كانت مصابة بالسرطان أم لا. ونوهت المجلة بأن الطريقة الجديدة تتميز بكونها أسرع وأدق وأقل تكلفةً من الطرق التقليدية التي يعتريها عدد من المشاكل، كالتكلفة المرتفعة وطول الوقت، فضلا عن الاعتماد بشكل كبير على مدى كفاءة العنصر البشري الذي يُجري الاختبار.
العالم المصري الأصل سمير المشتولي، رئيس قسم الكيمياء البيوفيزيائية بجامعة روهر الألمانية في مدينة بوخوم الألمانية، قال: «الطريقة الجديدة ستكتشف احتمال الإصابة السرطانية قبل سنوات من ظهورها على عكس اختبار مسحة عنق الرحم، المعروف باختبار (Pap)، وهو طريقة الفحص التقليدية الأكثر شيوعاً حتى الآن لتشخيص أي مرض قد يصيب خلايا عنق الرحم. فطريقة (Pap) تعتمد على الفحص المجهري البصري الذي يقوم به أخصائي التحاليل تحت الميكروسكوب، كما أنها لا تميز عادة بين خلايا السرطان وخلايا ما قبل السرطان، وهذا يؤدي إلى تبايُن في دقة النتائج يتراوح بين 50 و96 في المئة. كما أن تغيرات عنق الرحم التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان تستغرق فترة طويلة تصل إلى 10 أعوام أو أكثر قبل أن تظهر الاصابة السرطانية فعلياً».
وأوضح المشتولي أنه على الرغم من النتائج المبشرة لهذه الطريقة، فإنه ما زال يتعين إجراء تجارب أكثر وعلى نطاق أوسع من أجل مزيد من التحقق، بالإضافة إلى اختبار مدى دقتها في اكتشاف مستويات ودرجات «آفة النسيج الطلائي الحرشفي» التي يعني وجودها في عنق الرحم أن هناك تلفاً أو اختلالاً داخل الأنسجة الخلوية.
جدير بالذكر أن تقنية «التحليل الطيفي المترابط لمضاد ستوكس رامان» (CARS) هي الأساس الذي يعمل بموجبه مطياف رامان الذي يُستخدم في مجالات العلوم المختلفة لدراسة خصائص المواد وطبيعة انعكاس الضوء من على أسطحها، بما في ذلك الأنسجة والخلايا الحية. ويحمل ذلك المطياف اسم عالِم الفيزياء الهندي تشاندرا رامان الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف ظواهر تَبعثُر أو تشتت أطياف الضوء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي