الروائي السوداني ضيف «حديث الإثنين» لمركز جابر الأحمد الثقافي

حمّور زيادة: الكاتب عليه مسؤولية تغيير القبح الواقع في حياتنا

No Image
تصغير
تكبير

استضاف «حديث الاثنين»، الذي يقيمه مركز جابر الأحمد الثقافي في القاعة المستديرة، الروائي السوداني حمّور زيادة، في محاضرة عنوانها «على شاطئ الغرق»، بحضور نخبة كبيرة من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي.
وأدارت المحاضرة الروائية بثينة العيسى التي عرّفت بالمحاضر الذي ولد في الخرطوم في مدينة أم درمان، وكتب في الصحف السودانية، بعد سنة واحدة من انتقاله إلى القاهرة، وصدرت له رواية (الكونج)، و(النوم عند قدمي الجبل)، و(شوق الدرويش)، و(الغرق، حكايات القهر والونس).
وعرّف زيادة بنفسه ليقول: «أنا من بلاد السودان. وأعمل حكاء، أعرف أنها مهنة غريبة. إنها مهنة الجدات، والعجائز، وسائقي التاكسي، وربما الحلاقين القدامى، هؤلاء من يقصون عليك القصص دائماً، وفي أي وقت، لكنها مهنتي التي أحبها، وقد جاءت بي هنا في هذه الأمسية لأقص عليكم حكاية عن حكاية».


وعن روايته «الغرق... حكايات القهر والونس»، قال: «جثة الفتاة في بحر النيل، وحولها احتشدت شخوص وحكايات... حينما قررت أن أحكي وجدت أن جثة الفتاة ترمز للنساء، وبحر النيل، القاتل الفاتن بجماله، هو مجتمعاتنا التي تضطهد النساء بأعراف تحسن تجميلها وتزيينها، فالمرأة درة مصونة، لذلك تحبس في البيوت، وهي أميرة وملكة... لذلك تمنع من العمل، وهي مكرمة، لذلك تحجب عن مخاطبة الرجال، الغول يجيد تبرير فظائعه فيبدو كأنه الشاطر حسن، وأحيانا - بل ربما غالباً- ما تصدق الأميرة الأسيرة هذا الادعاء، وبعض الأميرات قد يقتلن الأمير الوسيم حين يأتي لإنقاذهن، ليعشن في كنف الغول».
وأضاف: «ليس من حقي - ككاتب - أن أشرح الحكاية، وليس لي أن أقدم تأويلاً للقارئ، لكن ما يمكنني أن أعترف به هو أنني حين جلست لأحكي قصة جثة الغريقة في نهر النيل كتبت عن كل النساء... الحكاية التي جئت لأحدثكم عنها هي حكاية النساء في عالم يقهر النساء».
ثم طرحت العيسى سؤالاً على زيادة حول زيارته إلى الخرطوم أخيراً وكيف يشعر إزاءها، ليوضح أنه زار السودان بعد انقطاع دام عشر سنوات في أبريل الماضي، وقال: «إنها مسألة صعبة أن تعود لذكرياتك مرة أخرى، فالذكريات مسألة مخادعة جداً، أنت لديك خرطوم، وقرية، وسودان في ذهنك خلقته وحافظت عليه خلال عشر سنوات، لكن الحياة ليست كالنيل إنها تتغير، الناس يتغيرون، الشوارع تتغير»، وعن سؤال آخر مفاده: هل تتمنى العودة للعيش في السودان ؟ أجاب: «أتمنى ذلك لكن هذا القرار لا بد أن أتخذه بشكل عملي وليس بشكل عاطفي، أنا ككاتب وجودي في القاهرة يساعدني على الكتابة والتواصل مع الحركة الأدبية في المنطقة عموماً، أكثر من السودان»، كاشفاً عن أنه عاطفياً يتمنى العودة.
واستطرد قائلاً: «أعتقد أن تأليف كل كتاب جديد، هو كتابة أولى، فكلما كتبت رواية أو مجموعة قصصية، فكأنك تكتب للمرة الأولى، وتبحث عن قراء للمرة الأولى، لافتاً إلى أنه كلما كتب رواية يدخل إليها بإحساس أن هذا عمله الأول، وأنه تسويقياً سيجد - إن شاء الله - قاعدة». وعن روايته «شوق الدرويش» أفضت العيسى أنها استثنائية في النجاحات التي أحرزتها، لأنها حازت «جائزة نجيب محفوظ للأدب» عام 2014، ودخلت في القائمة النهائية «القصيرة» للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015 وفازت شعبياً في وجدان القراء، ليؤكد زيادة أن «شوق الدرويش» كانت محظوظة.
وأوضح أن الأدب عملية فنية تنشر الجمال، وليس مطلوباً أن يكون العمل منشوراً سياسياً، وقال: «ككاتب عليك أن تسهم في تغيير القبح الواقع في حياتنا، وأن تحاول تغيير وجدان القارئ إلى شيء أجمل».
وتطرقت العيسى في أسئلتها إلى ظروف تحويل قصته «النوم بين قدمي الجبل» إلى فيلم عنوانه «ستموت في العشرين»، والذي حصد جوائز في مهرجانات سينما، ودوره في كتابة السيناريو ليجيب: «لديّ قناعة عن تحويل الأعمال الأدبية إلى نصوص درامية... والمخرج أمجد أبو العلاء قدم رؤيته الفنية الخاصة، وذلك من حقه، فقد تناول النص من زاوية فكرة الموت والحياة... ومن يقرأ النص الأصلي فسيجد أنها فكرة عابرة، ولكنها موجودة، بل إنها ليست الفكرة الرئيسية في النص». وبيّن زيادة أن الفيلم فاز بجائزة النجمة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة في سبتمبر الماضي، وقال: «سعيد بالنجاحات التي حصدها الفيلم، وبعودة السينما السودانية بعد انقطاع طويل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي