نظرة على...
الكافيين... بين حدود الأمان واحتمالات الإدمان
لمادة الكافيين فوائد منبهة للجهاز العصبي، ولكن الإفراط في تعاطيها كفيل بتعريض صحتك إلى مخاطر. فما الجرعة اليومية المناسبة؟ ومتى يتعين عليك أن تقلص كمية الكافيين التي تستهلكها؟
إذا كنت ممن يعتمدون على الكافيين لتنشيط مستوى انتباهك وتركيزك، فأنت واحد من بين نحو 2.5 مليار شخص حول العالم يفعلون الشيء ذاته يوميا لكن بجرعات متفاوتة.
الكافيين هو مادة شبه قلوية تنتمي إلى مجموعة الزانتينات، وهو مصنف صيدلانياً ضمن مجموعة المنشطات العقاقيرية نفسانية التأثير. ويعمل الكافيين كمنبه للجهاز العصبي المركزي لدى البشر، وذلك لأنه يجدد النشاط والانتباه الذهني لفترة من الوقت. ويعتبر الشاي والقهوة العربية ومشروبات الكولا بشتى أنواعها من أهم المواد التي تحوي تركيزات عالية نسبيا من مادة الكافيين.
وإذ يتفاوت تأثير الكافيين على الجهاز العصبي من شخص إلى آخر اعتمادا على السن والوزن والصحة العامة، فإن هذه المادة المنبهة تستغرق ما بين 5 دقائق و30 دقيقة كي تسري وتنتشر في الجسم بعد تناولها، ويستمر تأثيرها طالما هي موجودة في الدم، وأقصى مدة لاستمرار ذلك التأثير هي 12 ساعة.
الجرعة الآمنة
وفقا لتقديرات طبية معتمدة، فإن تناول 300 إلى 400 ملليغرام من الكافيين على مدار اليوم هو الحد الأقصى الذي يمكن اعتباره آمنا بالنسبة للبالغين الأصحاء. وهذه الكمية توجد إما في 3 فناجين أو أكواب متوسطة من القهوة المخمرة أو 6 علب من الكولا أو مشروبين من مشروبات الطاقة. لكن ينبغي أن يوضع في الاعتبار أن محتوى الكافيين الفعلي في معظم المشروبات يتباين من دولة إلى أخرى.
لكن حتى بين البالغين، يمكن أن يتسبب الإفراط في تناول الكافيين في آثار جانبية غير مرغوب بها. كما قد لا يكون الكافيين خياراً جيداً لمن تكون لديهم حساسية عالية لآثاره أو من يتناولون عقاقير دوائية معينة.
أعراض الإفراط
حتى إذا كنت بالغا وتتمتع بصحة جيدة، فإن تناولك أكثر من 500 ملليغرام من الكافيين يومياً يعني أنك دخلت في نطاق الإفراط ويجعلك عرضة للإصابة بواحد أو أكثر من الأعراض التالية:
• الصداع النصفي.
• الأرق.
• العصبية والتململ.
• التبول المتكرر أو عدم القدرة على التحكم في التبول.
• اضطراب المعدة.
• تسارع ضربات القلب.
• الارتجاف العضلي.
فوائد... بشرط الاعتدال
في ضوء نتائج دراسات علمية، اتضح أن تناول الكافيين باعتدال يمكن أن يسهم في تحقيق فوائد صحية من بينها:
• تحسين مستوى الانتباه والتركيز الذهني.
• تعزيز وظائف جهاز المناعة.
• تخفيف الالتهابات وأعراضها.
• تلطيف أعراض الربو.
• قد تسهم مادة الكافيين بشكل غير مباشر في تخفيف أعراض أمراض أخرى، بما في ذلك: مرض الزهايمر، ومرض باركنسون (الشلل الرعاش)، وأمراض الكبد، وسرطان القولون.
فئات... وقيود
حذرت نتائج أبحاث علمية من أن هناك فئات معينة ينبغي أن يتم فرض قيود على تعاطيها للكافيين، وذلك على النحو التالي:
• لا يستحسن للأطفال ممن دون سن الـثانية عشرة تعاطي الكافيين، ولكن إن حدث فأقصى كمية يمكن السماح بها هي 45 ملليغراما فقط على مدار اليوم.
• بالنسبة للمراهقين من سن 13 إلى 18 سنة، يمكن أن ترتفع الجرعة اليومية قليلاً إلى 100 ملليغرام من الكافيين.
• يوصي الأطباء بامتناع الحوامل والمرضعات عن الكافيين، وإذا كان لابد، فلا ينبغي تعاطي أكثر من 200 ملليغرام في اليوم.
• من الأفضل لمرضى القلب والضغط والسكري ألا يتناولوا الكافيين، وخصوصا في حالات عدم انتظام ضربات القلب أو الضغط العالي والحالات الأخرى التي يحددها الطبيب. أما في حالات الضرورة، فإن أقصى حد هو 200 ملليغرام على مدار اليوم.
الإدمان على الكافيين
حتى الآن، لم يتبلور إجماع كبير في الأوساط الطبية حول إمكانية حدوث إدمان على الكافيين. لكن يمكن للشخص أن يكون قد وصل إلى مرحلة شبيهة بالإدمان وتحتاج إلى علاج إذا توقف عن تعاطي الكافيين لمدة تزيد على 24 ساعة ثم بدأت تظهر عليه أعراض انسحابية معينة تشير إلى أنه أصبح معتمداً جسدياً وعصبياً على الكافيين. ومن بين تلك الأعراض:
• الصداع.
• التهيج العصبي.
• الاكتئاب.
• عدم القدرة على التركيز.
• قد يصل الحال إلى الغثيان والقيء.