المعرض يحتفل بمرور 120 عاماً من الصداقة الكويتية - البريطانية
31 مصوراً فوتوغرافياً... رصدوا بكاميراتهم «مكان أسميه وطن»
في سياق الاحتفال بمرور 120 عاماً من الصداقة الكويتية البريطانية، تعاون المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ودار الآثار الإسلامية مع المجلس الثقافي البريطاني، في إقامة معرض فوتوغرافي عنوانه «مكان أسميه وطن»، افتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل في المركز الأمريكاني الثقافي، بحضور السفير البريطاني لدى الكويت مايكل دافنبورت، ومدير المجلس الثقافي البريطاني مايكل غوردون، وحشد من المصورين والجمهور المتابع لفنون التصوير الفوتوغرافي.
واحتوى المعرض على أعمال فوتوغرافية احترافية، وذات أبعاد هندسية وفنية ونفسية متعددة، أراد المصورون من خلالها إبراز رؤى تتعلق بالمفهوم الذي يرتكز عليه معنى الوطن في الوجدان، وما يمثله من الاستقرار والأمان والمستقبل، بالإضافة إلى شرح مفصل من خلال الصور عن المكان في أي بقعة في العالم، وكيف له أن يصبح وطناً من خلال ما يتضمنه من أرض وفضاء وناس وموجودات.
وشارك في المعرض 31 مصوراً فوتوغرافياً من المملكة المتحدة والكويت ومنطقة الخليج، عبروا بكل أريحية وانسجام عن تطلعاتهم ورؤاهم التي يتبدى فيها الوطن حاضراً، والفكرة التي يتبناها المعرض تدور في سياق رصد صور فوتوغرافية معاصرة بكاميرات مصورين شباب، لاكتشاف المواقف والمشاعر التي تعبر خير تعبير عن الوطن في كل حالاته وأحواله، في إطار مغاير لما هو سائد، وذلك وفق منظومة اجتماعية وحياتية وحراك إنساني متغير أو مستقر.
وأقيم في مسرح المركز الأمريكاني الثقافي حفلاً بمناسبة افتتاح وانطلاق هذا المعرض المهم تحدث فيه العبدالجليل عن أهمية هذه المناسبة وقيمتها في الوجدان الكويتي، والتي تعبر عن صلابة وقوة العلاقة التي تجمع البلدين الصديقين الكويت والمملكة المتحدة، مشيراً إلى أن الكويت تسعى دائماً لاحتضان المواهب الشابة ليست المحلية فقط بل احتضان الكثير من الوافدين الذين لهم رغبة في صقل قدراته الفنية والثقافية، مؤكداً أن ذلك يميز الكويت وشعبها المضياف، الذي يتفاعل مع كل شعوب العالم.
وأشار العبدالجليل إلى العلاقات الكويتية البريطانية التي امتدت لسنوات طويلة في مختلف المجالات وخصوصاً الثقافية، وأوضح أن البريطانيين هم من خططوا مدينة العاصمة والمدن الكويتية الأخرى، وهو التخطيط الذي لا يزال موجوداً ليومنا هذا، كما أن لهم أدواراً سياسية مهمة منذ استقلال الكويت وقدموا الدعم من أجل نهضة الكويت. وبيّن العبدالجليل حب أهل الكويت لبريطانيا التي يزورنها بغية السياحة أو الاستجمام أو العلاج أو الدراسة، وغيرها، وقال: «بريطانيا بلد متقدم تتوفر فيه كل مقومات الحياة الكريمة.
وأشاد العبد الجليل بالصور الفوتوغرافية التي تضمنها المعرض، تلك التي تعكس التقدم والأخذ بالتقنيات الحديثة في رصد مفاهيم إنسانية تتعلق بالوطن».
وأشار دافنبورت إلى العلاقات التي تجمع بلده بالكويت، تلك المبنية على الاحترام المتبادل، مشيداً بما احتواه المعرض من أعمال ذات عمق إنساني كبير، في ما تطرق غوردون إلى المركز الثقافي البريطاني، وما يقوم به من فعاليات مهمة خصوصاً في الكويت، وقال: «يمثل هذا المعرض الفنانين الموهوبين من الخليج والمملكة المتحدة الذين يعملون للوصول لهدف المجلس الثقافي البريطاني، ألا وهو بناء المعرفة الودية والتفاهم بين الناس. عبر التاريخ، فقد سافر البشر وصنعوا منازلهم في أماكن بعيدة عن المكان الذي ولدوا فيه لهذا نحتفل هذا العام بـ120 عاماً من الصداقة بين الكويت والمملكة المتحدة، حيث إن بلدينا صديقان حميمان، كما نعلم جميعاً. ومن هذا المنطلق، يأتي هذا المعرض ليدفعنا إلى التفكير في التجارب الشخصية للكويتيين الذين صنعوا منازلهم في المملكة المتحدة، والبريطانيين الذين أقاموا منازلهم في الكويت على مر السنين».
ويحتوي المعرض على محاور ثلاثة، الأول يتحدث عن وضع المكان وكيفية تحديد التخطيط والتصميم والاعتبارات الثقافية والبيئية والتكنولوجية في منطقة أو مدينة أو حي مجاور، والمحور الثاني يرصد التفاعل وتشجيع الحوار ما بين الثقافات لتحدي العزلة والفصل الذاتي داخل الثقافات، فيما تضمن المحور الثالث مفهوم المواطنة الاجتماعية والاندماج والاحترام والتسامح.
والمعرض مثّله فنانون من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يتبادلون القصص الثقافية والتراثية وتحدي الصور النمطية التقليدية، واكتشاف الهوايات والقواسم المشتركة والاختلاف بين الفنانين المشاركين. وتولى مدير (الوكالة الوطنية للتصوير) في ويلز ديفيد دريك - بتكليف من المجلس الثقافي البريطاني - مهمة تنسيق المعرض، حيث طلب من بعض المصورين والفنانين الناشئين والمميزين من أنحاء المملكة المتحدة ودول الخليج إنتاج أعمال تتعلق بتجاربهم الحياتية في الخليج والمملكة المتحدة، وقال: «مكان أسميه وطن يستكشف عملية التغيير هذه وتأثيرها على الأشخاص. من خلال طرح الأسئلة والاستفسارات عن الوطن كمفهوم وليس مجرد مكان مادي».