مزعجة جداً ومؤذية تلك الأخبار التي تتداول اجتماعياً بأن أستاذ جامعي بدرت منه إشارات أو حركات ذات إيحاء خبيث لبعض طالباته ويزداد الأمر سوءاً إذا نشرت أخبار التحرش الجنسي بالطالبات في الصحف اليومية أو حسابات إخبارية إلكترونية معتمدة.
والموضوع غاية في الحساسية على الصعيد الشخصي والأكاديمي والاجتماعي.
كما أن هذه المشكلة تحتاج إلى التثبت من الأدلة واليقين العالي عند من يريد التحقق منها، لا سيما الجهات المسؤولة كالمؤسسة المعنية (الكليات والمعاهد والجامعات)، وكذلك النيابة التي تتولى التحقيق في مثل هذه الشكوى.
الزاوية التي أريد الحديث عنها في حل هذا النوع من السلوكيات الشائنة في البيئات الأكاديمية، هو دور المسؤول المباشر عن المؤسسة التعليمية التي وقع فيها التحرش، وثبتت فيها الأدلة أو تواترت فيها روايات سيئة السمعة عن سين من الأكاديميين بين الطالبات والموظفين وحتى من زملائه في القسم، بما نعبر عنه شعبياً بأن فلان (فاحت ريحته)، وأقصد بالمسؤول المباشر هو وزير التربية والتعليم العالي أو مدير الجامعة أو عميد الكلية.
حيث ينبغي أن يكون صارماً في مواقفه متجاوزاً الضغوط الاجتماعية، من نواب برلمان أو توسلات علاقات الصداقة والمعارف، فحماية أعراض الطالبات والأسر والمؤسسة أولى من كل اعتبار .
ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن من الشخصيات المشهود لها من الأكاديميين وكانت حاسمة وجادة في علاج هذا الملف المخزي هي الدكتورة فايزة الخرافي، إبان رئاستها لإدارة جامعة الكويت، وكانت تصدر الأوامر بتخيير الدكتور المراهق أو الفاسق بين أن يقدم استقالته أو تحويله للنيابة، وكذلك ممن كانوا جادين في سد باب فساد الأكاديميين الدكتور عبد المحسن الجارالله الخرافي يوم تسلم عمادة كلية التربية الأساسية، وأيضاً جهود الدكتور عبدالله المعتوق إبان تدريسه في الكلية ذاتها ورئاسته لقسم الثقافة الاسلامية في تطهير قطاع التعليم العالي من ملوثات الأكاديميين السيئين.
وهذا تذكير للسيد وزير التربية، وزملائه من مديري الجامعات والكليات الحكومية والخاصة، بأن يباشروا في حل هذا الملف (العفن)، حفظاً للأعراض وتطهيراً لقطاع التعليم وأداءً للأمانة وتطميناً للمجتمع.
فما نراه اليوم ونسمعه من طيش بعض الدكاترة المؤتمنين على بناتنا، تكاد أن تتفجر من هوله الرؤوس.
@mh_awadi