«نهر العطاء» أحيا أمسيته عشقاً في «وطن النهار»

بدر بورسلي... توهّج شعراً وذكريات في رابطة الأدباء الكويتيين

تصغير
تكبير

الشاعر بدر بورسلي... حل ضيفاً على جمهور رابطة الأدباء الكويتيين، حاملاً معه ذكرياته، وحكاياته، وقصائده الغنائية، التي رسمت للأجيال المتعاقبة طرقاتها، وصنعت للأذهان عبر سنوات طويلة أحلامها وتطلعاتها، إنه الشاعر الذي ابتهج بالكلمة، وحرك سكونها، لتتناغم مع الألحان، والأصوات، في أغنيات لا تزال تؤدي دورها الإنساني والفني والاجتماعي، إنه بورسلي الذي اتسعت دوائر اهتماماته، إلى مختلف المجالات التي استطاع من خلالها خدمة المجتمع، وإبراز بعض ما يتطلع إليه سواء من خلال الكلمات الغنائية أو تقديم البرامج الناجحة.
وعلى مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين، وقف بورسلي بقامته الشعرية والوطنية شامخاً كي يحيي أمسيته «نهر من العطاء... في وطن النهار»، في حضور نخبة من الفنانين والأدباء والجمهور وعلى رأسها الملحن الكبير غنام الديكان، والشيخ دعيج الخليفة، والدكتور سليمان الشطي، ورئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الكويتية يوسف الجاسم، والإعلامي عبدالرحمن النجار، وتصدى لتقديم الأمسية الكاتب عبدالعزيز التويجري، وفي ختام الأمسية أهدت الفنانة التشكيلية إبتسام العصفور بورسلي لوحة بورتريه.
التويجري في تقديمه تحدث عن مسيرة بورسلي الذي ولد في عام 1943 في منطقة شرق، وأن عائلته متذوقة للشعر والأدب والثقافة، فخاله شاعر الكويت الكبير فهد بورسلي، وأن بورسلي حصل على شهادته الجامعية في الإخراج التلفزيوني من الولايات المتحدة الأميركية، وعمل في تلفزيون الكويت والإذاعة كمعد ومقدم ومخرج لكثير من البرنامج، وتعاون مع الكثير من الملحنين والمطربين مثل سعود الراشد، عبدالكريم عبد القادر،عبدالله الرويشد، نبيل شعيل. وأوضح التويجري أن شعر بورسلي يتميز بالسهل الممتنع، وأنه أبدع في الأغاني الوطنية أبرزها «وطن النهار» مع عبدالكريم عبدالقادر، بالإضافة إلى الأوبريتات الوطنية التي تغنى بها كبار المطربين.


ووصف بورسلي رابطة الأدباء الكويتيين بأنها بيت الأدب والأدباء وقال: «أنا ابن شرق، ولدت فيها، ولديّ في شرق أصدقاء، وانتقلت إلى المرقاب وأصبح لدى أصدقاء في المرقاب، وانتقلنا إلى جبلة وأصبح لديّ أصدقاء في جبلة، وانتقلنا إلى الشامية وأصبح لديّ أصدقاء في الشامية، والآن مشرف الجميلة، وأيضا لديّ أصدقاء في مشرف الجميلة»، وكشف بورسلي أنه محظوظ كثيراً، بوجوده في أسرته الكبيرة بورسلي، وأيضا أسرته الصغيرة... زوجته وأبنائه، وقال: «محظوظ بكم وبمحبتكم، فما كنت أحلم يوماً أني أجلس وأمامي أساتذة في مجالات مختلفة في الإعلام والشعر والأدب وجمهور متذوق رائع جميل».
واسترسل بورسلي في سرد ذكرياته ليؤكد أنه بدأ التفكير في كتابة الشعر منذ أن كان يسكن في منطقة جبلة، وصادف أن جاره كان سعود الراشد رحمه الله، الذي وصفه بـ«الأب الروحي للأغنية الكويتية الحديثة»، وكان يرى الفنانين ومنهم عوض الدوخي، رحمه الله، وعند انتقاله إلى منطقة الشامية كان محظوظاً بوجود سعود الراشد، وخالد سعود الزيد، والشاعر المميز الدكتور خليفة الوقيان. وأن بدايته كانت ليست في كتابة الشعر الغنائي، ولكن كانت بتركيب الكلام على شكل ألحان، وكانت هناك أغنية لسعود الراشد بعنوان «يا رسول الزين» صاغ كلماتها، وكانت لشاعر غنائي حصل بينه وبين الراشد خلاف، فأصبحت من نصيبه، وأن الأغنية ركبت على أخرى، ملقياً على مسامع الحضور كلماتها، فقد كانت الأغنية التي كتبها على وزن قام الراشد بإعطائها له.
وكشف بورسلي أنه انقطع فترة عن الشعر وسافر وعاد... ولكنه قبل ذلك تعرف على عبدالرحمن البعيجان، الذي كان يرى فيه شيئاً مميزاً فتعلم منه ومن إبراهيم الصولة، وأوضح أنه الكل في السابق كان متأثراً بالأغنية المصرية، وأنه شخصياً كان معجباً بصلاح جاهين.
وأكد بورسلي أن غنام الديكان أثرى الكويت من خلال الأوبريتات خصوصاً الشعبية منها، كما أنه تعرف على الملحن مرزوق المرزوق.
وبيّن أنه تعلم من الأساتذة التواضع واحترام الآخرين، وقال: «كل منا يحتاج إلى الآخر، وكلما ساندنا بعضنا البعض انعكس ذلك على أجمل الأوطان الكويت». وأوضح بورسلي أنه في الفترات السابقة كان يكتب باسم «بدر ناصر»، واستمر ذلك عشر سنوات إلى أن جاءت الفرصة وكتب أغنية «غريب»، التي قال عنها: «كتبتها بطريقة غير التي ظهرت عليه، فكانت بدايتها غريب في ديرة الحلوين، أدور الحلوين... وحينما أعطاها لعبدالكريم عبد القادر والدكتور عبد الرب إدريس طلبا مني تغيير كل الكلمات، بحيث تتناسب مع اللحن»، ومن ثم ألقى بورسلي كلماتها للحضور، كاشفاً أن تلك الأغنية كانت المفتاح الذي عرفه بالجمهور وباسمه الحقيقي، ومن بعدها تواصل في كتابة الأغاني.
وتحدث بورسلي عن التقائه بالفنانين عبدالله الرويشد، ونبيل شعيل، لتأتي أغنية «مسحور» والتي غناها الرويشد.
وتطرق بورسلي إلى الغزو الصدامي الغاشم، ليقول: «رأيت شيئاً الكل رآه... علاقة الكويتيين مع بعض، وشاهدت وجوه أهل الكويت طوال السبعة أشهر، فكل واحد منهم وضع الكويت في قلبه، وذلك جعلني - كواحد من الناس - عندما أستيقظ في الصباح أكتب عن الكويت، وأحس أن كل الكويتيين كانوا يفعلون مثلي».
ومن ثم أنشد كلمات أغنية «أعتب عليه»، التي غناها الفنان عبدالله الرويشد، وجاءت كلمات أغنية «وطن النهار» التي غناها الفنان عبدالكريم عبدالقادر، كي يختتم بها بورسلي الأمسية، وسط استحسان وتصفيق الحضور.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي