مثقفون بلا حدود

الأمن المعلوماتي في علم المكتبات (3 من 3)

No Image
تصغير
تكبير

منذ البداية خصصنا هذا المقال عن المكتبات. إذاً نحن نتكلم عن معارف متاحة للجميع، كما حددنا من هم المستفيدون من هذه المعارف؛ فبات لزاما علينا أن نؤمن هذه المعارف من الضياع والتلف والسرقة؛ الأمر الذي ينبغي فيه إعادة هندسة المكتبات وطرق العمل بها، و«تتمثل عملية إعادة الهندسة في تغيير طرق عملنا، وبصفة أدق فإن تركيب أجهزة الكمبيوتر في المكتبات لا يعني إعادة هندستها للعصر الرقمي، فليست التكنولوجيا في ذاتها التي تحدد إعادة الهندسة بل كيفية استخدام التكنولوجيا كجزء من إعادة تصميم طرق العمل» أ.هـ (انظر في ذلك: إدارة المعلومات في بيئة الرقمية - المعارف والكفاءات والجودة، تونس 2003.
وكلما ازدادت فرحتنا باستخدام التكنولوجيا الحديثة والمعاصرة في إدارة المكتبات لسهولة الوصول إلى المعلومة وتيسيرها بطريقة سريعة، كلما ازداد قلقنا من السطو على هذه المعلومات من قراصنة الإنترنت وأصبح لزاما علينا وضع خطة آمنة لحفظ هذه المعلومات وسلامتها والمحافظة - أيضاً - على خصوصيتها، وبذلك يجب أن ننطلق من محاور عدة أهمها (علماء كمبيوتر، أمناء مكتبات، خبراء في تكنولوجيا التعليم، مصممو برامج).
الإنترنت: أرى أن أفضل تعريف للإنترنت هو «مكتبة إلكترونية» يجمع بين الإدارة المعلوماتية والإدارة المعرفية، تقول الدكتورة سهير أحمد محفوظ: «تعد مواقع الإنترنت أحد المصادر الهامة في بحوث علوم المكتبات والمعلومات، وقد حظيت حديثا باهتمام كبير من جانب الباحثين المتخصصين في مجال لدراسة مختلف الجوانب المتعلقة بها من حيث: التعريف، والأهمية وطرق الاستفادة منها» أ.هـ.
ويعرّفها الباحث فهيم مصطفى في (كتابه المكتبة المدرسية والوسائط الإلكترونية) عبارة عن «شبكة فضائية ضخمة تتكون من أجهزة الحاسوب الآلي المرتبطة ببعضها البعض والمنتشرة حول العالم، حيث توفر العديد من الفرص للمستفيدين في الحصول على المعلومات التي يرغبون في الحصول عليها، كما تعتبر الإنترنت من أهم الأدوات التي تم استخدامها في العملية التعليمية خلال العقد الأخير من القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين» كما «يطلق على الشبكة الدولية (الإنترنت) الطريق الرقمي أو شبكة المعلومات الرقمية أو طريق البيانات السريع أو فائقة السرعة. هذا بالإضافة إلى ظهور تعبيرات جديدة مثل: شبكة المعلومات الدولية. وهي ليست شبكة واحدة قائمة بذاتها، وإنما هي شبكة من الشبكات التي تتبادل المعلومات والأفكار والآراء والبيانات والحقائق فيما بينها دون قيد أو شرط أو رقيب للأفراد في أي عمر أو عقيدة أو لون أو أية دولة في العالم» أ.هـ.
الآن وقد بينا ما لدينا من معلومات خاصة في علم المكتبات (كتب مؤلفة، رسائل وبحوث، دوريات وحوليات، مراجع ومصادر)، وأوضحنا شيئا من أخلاقيات نقل المعلومات، ثم بعد ذلك طالبنا باعتبارات قانونية (تشريع) للقرصنة الإلكترونية، جاء دور كيف نحافظ على هذه المعلومات في ظل مقولة الباحث فاروق سيد حسين: «كل شيء على الأنترنيت يبدو حراً، وكل شخص يمكنه الوصول لأي شيء». أ.هـ.
ما يعني أننا بحاجة إلى إنشاء شركات خاصة لأمن المعلومات وفق ضوابط ومعايير دولية ورؤية عربية إسلامية مشتركة ورؤية وطنية خاصة وهذا - لاشك - بأنه سيفتح الباب على مصراعيه للمستثمرين كما أنه سيفتح الباب لمقررات جديدة تدرس في الجامعات والمعاهد، وبالتالي سيوفر فرص عمل، وبذلك نكون قد عملنا تحت مظلة قانونية آمنة.
- المصدر: من بحثنا المحكم، إصدار مجلة مخبر الممارسات اللغوية، جامعة تيزي وزو، الجزائر. 2015م، (بتصرف).

* كاتب وباحث لغوي كويتي
fahd61rashed@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي