محطات / من ضمنها ورش عمل ودورات تدريبية ومعارض فنية
«صيفي ثقافي 14»... فعاليات تهتم بالأطفال والناشئة والشباب
كامل العبدالجليل
من ورش العمل
تواصلت فعاليات وأنشطة مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ14، تلك التي اتسمت بالتنوع، واستحضار رؤى ثقافية وفنية، تتوهج فيها الأشكال والمضامين، وفق ما يتطلبه الواقع، الذي امتازت ساحته بالتطور في مختلف المجالات.
وكان لافتاً الاهتمام الملحوظ الذي حظيت به هذه الدورة لورش العمل ودورات التدريب، التي تهتم بالأطفال والناشئة والشباب، من خلال اصطفاف كوكبة من المبدعين والمتخصصين، من أجل التصدي لإقامة وإعداد هذه الدورات بما يتوافق مع لغة العصر، بكل تحدياتها، وتسارع وتيرتها.
إلى جانب المعارض الفنية والتراثية، تلك التي تتناغم مع ما يتطلبه الجيل الجديد من فرص يطّلع فيها على ما كانت عليه الكويت قديماً، وما يتطلبه حلمه من إمكانيات مستقبلية تحقق المأمول، إلى جانبة حزمة من الأنشطة الأخرى... أمسيات أدبية وفنية، ومحاضرات وغيرها.
ومن ثم فقد أقيم في مركز بروميناد الثقافي في حولي معرضاً يسرد تاريخ جزيرة عكاز التراثية، وما تحتويه من عبق يشير إلى تاريخ موغل في القدم، ومكتشفات أثرية مهمة، وهي الجزيرة التي أطلق عليها أسماء عدة، مثل أم النمل الصغرى والقرين، والآن يطلق عليها جزيرة الحاويات.
وفي «بيت السدو» أقيمت ورشة تعتني بالنسيج، والحديث عن الغزل وطرقه، وأساليب صباغته وصناعته، وأعمال تخص تطريح الخيوط أو التسدية، وغيرها، وفي المكان نفسه أقيمت ورشة «النسيج» للناشئة، بإشراف نوال إبراهيم العطية، التي أشارت إلى حرص القائمين في بيت السدوعلى إقامة برامج تدريبية وورش عمل خاصة بالنسيج والصباغة والحياكة التقليدية والحديثة للراغبين، بإشراف ناسجات متمرسات يعطين حصصاً للمتدربين يُمنح بعدها المتدرب شهادة من الجمعية.
إضافة إلى الاهتمام والتعريف بالتراث الكويتي الفني ومنسوجاتنا القديمة، والمحافظة على تراث الحياكة والنسيج التقليدي عن طريق توثيقه للأجيال المقبلة، كي لا تندثر هذه الحرفة.
وقالت العطية: «نسعى إلى تعزيز تقاليد العمل اليدوي وقيمه عن طريق تقديم البرامج التعليمية والورش الخاصة بالنسيج، لتطوير الحرف التقليدية وتنمية الإنتاج اليدوي المتعلق بها، والاستمتاع بالتراث الفني الكويتي وتقديره»، وأوضحت أن عملية نسج السدو قديماً كانت تبدأ بجز الصوف، وتمشيطه وتنظيفه ثم تأتي مرحلة الغزل والصباغة التي تنفذ إما بمواد طبيعية وإما عن طريق مجموعة أصباغ. مشيرة أن لقطع السدو في الكويت ألواناً يشتهر بها وهي: الأحمر والأخضر والأبيض والأسود والبرتقالي.
وأوضحت صبيحة الحلو - المشاركة في الاشراف على الورشة - أن الورشة تستهدف الفئة العمرية للأطفال من السادسة حتى الثانية عشرة، وتشمل أربع دورات مختلفة تقدم عدداً من الفنون التي يستخدم الأطفال فيها نسيج السدو، وتشمل الورش صنع ميدالية، الطباعة على الاستنسل، صناعة الورد بالجوخ والكروشية والعمل على الكنافاة باستخدام خيوط الصوف بألوان السدو.
وقدمت الورشة طرقاً مبتكرة وحديثة في صناعة النسج المخصصة للأطفال من خلال الأقمشة والخيوط، حيث استطاع الجميع حياكة بعض المنتجات البسيطة كالميدليات والورود وتصميم علم الكويت.
واعتمدت الورشة على مهارات الأطفال في الحرف اليدوية وقدرتهم على الاستفادة من الأدوات البسيطة لصنع أشياء بسيطة وسهله تخدم رؤاهم الإبداعية، حيث استطاع المشاركون أن يصنعوا عدداً من المنتجات باستخدام خيوط الصوف بألوان السدو.
وقدمت المصورة الفوتوغرافية بشاير القطان ورشة فنية حول تصوير المنتجات في قاعة معجب الدوسري في مشرف إلى جانب معرض «البيئة الكويتية»، الذي أقيم في مركز بروميناد، والذي أظهر تطور فن العمارة في الكويت قديماً وحديثاً، وانعكاس هذا التطور على المجتمع، من خلال استخدام مواد البناء والأماكن وخلافه.
كما افتتح مدير إدارة النشر والتوزيع في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالعزيز المرزوق معرض إصدارات المجلس الوطني، في مجمع «ذا جيت مول» في العقيلة، وضم إصدارات المجلس التي تتمتع بشهرة واسعة ليست على المستويات المحلية فقط وإنما على المستوى الخليجي والعربي، وهي الأعمال التي جسدت القوة الناعمة الكويتية، فقد احتضنت رفوف المعرض سلسلة «عالم المعرفة» العريقة والتي يصدرها المجلس منذ عام 1978 وتهدف إلى تزويد القارئ بمادة ثقافية دسمة تربطه بالتيارات الفكرية والثقافية المعاصرة. بالإضافة إلى سلسلة «إبداعات عالمية» التي يصدرها المجلس منذ عام 1998 وتغطي مختلف الإبداع العالمي من الشعر والمسرح والرواية والقصة القصيرة، وكذلك سلسلة يصدرها المجلس منذ عام 1969 وتعنى بترجمة أعمال المسرح العالمي، كما ضمت إصدارات المعرض المجلات التي يصدرها المجلس الوطني مثل عالم الفكر والثقافة العالمية ومجلة الفنون.
وكذلك الكتب التي أصدرها المجلس الوطني ومنها ما يتعلق بتاريخ وتراث وآثار الكويت، إضافة إلى الإصدارات الخاصة التي طرحها المجلس في مناسبات مختلفة، إلى جانب المعروضات الكثير من كتب المبدعين الكويتيين التي اقتناها المجلس بهدف دعم الإبداع والمبدعين في الكويت.
مديرة المهرجان فوزية العلي أكدت أن المهرجان كعادته في كل عام يخصص جزءاً من أنشطته للكتب وتشجيع الأجيال الشابة على القراءة، وقالت: «إن المهرجان يختار كل عام أحد المجمعات لتكون مقراً لمعرض إصدارات المجلس الوطني، وقد وقع الاختيار هذا العام على (مول ذا جيت) كونه من الأماكن المعروفة والمشهورة والتي يقبل عليها الكثير من الزوار».
وقال مدير إدارة النشر والتوزيع في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبد العزيز المرزوق: «إن الأنشطة التي يقيمها المجلس الوطني تقدم خدمة وتحمل رسالة، ومن أجل دعم الإبداع والثقافة في الكويت، لذا يقوم المجلس بالتعاون مع أي جهة أهلية في إقامة مثل هذه المعارض التي تحث على القراءة، وإعادة الكتاب إلى مكانته في عصر يواجه فيه الكتب تحديات عديدة»، وأشار المرزوق إلى أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يضع نصب عينيه منح مساحة كبيرة للكتاب والقراءة في أي نشاط يقوم به من أجل إعادة الناس للكتاب وتشجيع القراءة، وأن المجلس لا يستهدف الربح من وراء إقامة هذه المعارض بل يقدم خدمة ولذا تباع مطبوعات المعرض بأسعار زهيدة للغاية تغري القارئ على الشراء، لأن أحد أهم أهداف المجلس الوطني تشجيع الإبداع ونشر الثقافة وتشجيع الناس على القراءة واقتناء الكتب.
وحضرالأمين العام للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل ورشة «تصميم الشخصيات الكرتونية المتحركة»، والتي أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية مؤكداً حرص المكتبة على تقديم أنشطة جديدة مفيدة لمختلف الأعمار التي تشمل الأطفال والناشئة والكبار، وقال العبدالجليل: «هذة الورشة جديدة في مفهومها وفكرتها وتحقق متعة في عملية صنع الشخصيات الكرتونية، مما يساعد في المستقبل على الشغف بهذه الهواية، لما فيها من تطور يساعد على الاحتراف في عمل وتصميم الشخصيات الكرتونية، التي هي محببة لجميع الأعمار.
وأضاف: «المكتبة حاولت أن تقدم التنوع والتعدد في الشخصيات والثقافة، فهناك خمسة أنشطة تقدمها المكتبة ضمن أنشطة المهرجان، بالإضافة إلى الأنشطة المتعددة، ففي العام الحالي هناك ثلاث وعشرون ورشة عمل وثمانية وأربعون نشاطاً». وأوضحت مديرة العلاقات العامة في جمعية الكاريكاتير الكويتية ومبتكرة شخصية «حكوكة» الكرتونية منى التميمي أنها تحاول من خلال الورشة جعل المشاركين قادرين على تحويل أفكارهم ورسوماتهم البسيطة إلى شخصيات كرتونية تعبيرية، بأسلوب ساخر وسهل لنقلها إلى ذهن وقلب المشاهد.