إطلالة

التغير المناخي وظاهرة الـ 50 درجة

تصغير
تكبير

تعيش البلاد هذه الأيام في أجواء مناخية حارة غير طبيعية، وصلت درجة الحرارة فيها إلى ما فوق الخمسين درجة مئوية، ما يشكل هاجساً مخيفاً لدى معظم السكان الباقين في البلاد في فصل الصيف، وبالتالي هذا التغير المناخي المفاجئ ينعكس بدوره إلى تحولات مقلقة حول حرارة المناخ، وأيضا حول نفسيات البشر وتقلباته، فظاهرة الـ50 درجة وما فوق لم تحدث في الماضي إلا ما ندر، أما اليوم وفي السنوات الأخيرة أصبحنا نشاهد العجائب ونستشعر حدة الحرارة المرتفعة المخيفة، بعد مراقبة سجلات الرصد بتكرار تعرض أغلب مناطق البلاد لدرجات حرارة عالية زادت عن الـ50 درجة مئوية، أي فاقت التوقعات على مدى السنوات الـ12 الماضية، وهي ما بين سنة 2001 و2019م، أي أننا عشنا ما يقارب العقدين في درجات حرارة خمسينية مخيفة، ورغم التحذيرات المستمرة من إدارة الأرصاد الجوية عن هذه الظاهرة الشمسية، إلا أن بعض الناس يتجاهلون هذه التحذيرات الجوية، ويصرون على خروجهم إلى البحر.
أما بالنسبة لعمال ومقاولي البناء، فالله يعينهم على طبيعة عملهم الشاق في الأماكن المكشوفة، ولكن يتطلب منهم اختيار ساعات مناسبة حددها القانون في فصل الصيف بالذات، فلا يجوز للعمال العمل تحت حرارة الشمس القاسية مهما كانت الأعذار والأسباب فحرارة الشمس الحارقة في فصل الصيف لا ترحم أحداً، وبالتالي أصبحنا نشاهد الكثير من حالات الإغماء والوفيات، وبالتالي يجب علينا كبشر مراعاة المناخ الكويتي الحار وتحولاته الخطيرة التي يصاحبها الغبار والرطوبة والجفاف، وكثرة الحوادث مثل حرائق المباني والسكن ومحولات الكهرباء والمركبات وغيرها.
لذا يجب إيجاد وسيلة تخفف من تكرار ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات عالية، سواء الآن أو خلال السنوات المقبلة، والعمل على توثيق هذه الظاهرة لدى الجهات المعنية في الأمم المتحدة، ممثلة في المنطقة العالمية للأرصاد الجوية، حتى تكون الكويت والخليج تحت المجهر الدولي، فظاهرة تغير المناخ تتطلب وقفة جادة من جميع الجهات المسؤولة، اذ يترتب على ذلك الكثير من الآثار السلبية داخل البلاد، وبالتالي من حق الكويت ان تطالب بالدعم والمساعدة الدولية في أشكالها المختلفة، لمواجهة تلك الأزمات، والآثار المترتبة على ظاهرة تغير المناخ الى درجات قياسية مخيفة، بموجب اتفاقية الامم المتحدة واتفاقية باريس الأخيرة لسنة 2015، فطالما أن هناك وثائق وبيانات وتقارير تشير إلى أن درجات الحرارة هي الأعلى على مستوى قارة آسيا، والثالثة على كوكب الارض، وأعلى درجة حرارة على مستوى العالم خلال الأعوام الماضية الأخيرة، ناهيك عن وجود دراسات في معهد الكويت للأبحاث العلمية في هذا الشأن، اذاً ماذا تنتظر الحكومة من ذلك؟!
ولكل حادث حديث.

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي