ROUND UP / ريال مدريد «النجم الأوحد» في سوق الانتقالات الصيفية الراهنة

الصفقات الرنّانة... سيف ذو حدّين

u0631u064au0627u0644 u0645u062fu0631u064au062f u064au0633u0639u0649 u0625u0644u0649 u062au0639u0632u064au0632 u0631u0642u0645u0647 u0627u0644u0642u064au0627u0633u064a u0641u064a u0627u0644u062fu0648u0631u064a u0627u0644u0625u0633u0628u0627u0646u064a u062eu0634u064au0629 u0627u0642u062au0631u0627u0628 u0628u0631u0634u0644u0648u0646u0629 u0623u0643u062bu0631 u0641u0623u0643u062bu0631 u0645u0646u0647
ريال مدريد يسعى إلى تعزيز رقمه القياسي في الدوري الإسباني خشية اقتراب برشلونة أكثر فأكثر منه
تصغير
تكبير

من شأن الرواتب المرتفعة التي ترصدها الأندية للاعبين أن تساعدها  على تحسين موقعها  أكثر من التعاقدات  التي يسيل لها اللّعاب 

لا شك في أن ريال مدريد الإسباني فرض نفسه «النجم الأوحد» في سوق الانتقالات الصيفية الراهنة، من خلال صفقات مليونية يسيل لها اللّعاب، جعلته مرشحاً لالتهام «الأخضر واليابس»، في الموسم المقبل من منافسات كرة القدم، المحلية منها والخارجية.
يكفي أن نذكر الدولي البلجيكي إدين هازار (28 عاماً) لنعي النوعية التي سيعتمد عليها «الملكي» في رهاناته للموسم المقبل، مع العلم ان ملعب «سانتياغو برنابيو» اكتظ بقرابة 50 ألف مشجع، للترحيب بالنجم القادم من تشلسي الإنكليزي، في إشارة واضحة إلى ثقة الجماهير، على حد سواء، باللاعب والإدارة.
هازار انتقل الى النادي المدريدي بموجب عقد يمتد حتى 2024، وأشارت تقارير صحافية إلى ان «ريال» أنفق حوالي 100 مليون يورو للتعاقد مع صاحب المركز الثالث في مونديال 2018 في روسيا، بيد أنه ليس الوحيد القادم إلى «أحضان المدرب الفرنسي العائد زين الدين زيدان».


هازار هو خامس لاعب جديد يضمه «الملكي» تحضيرا للموسم المقبل، بعد البرازيليين إدير ميليتاو (21 عاما) القادم من بورتو البرتغالي، ورودريغو (18) من سانتوس البرازيلي، والمهاجم الصربي لوكا يوفيتش (21) من إينتراخت فرانكفورت الألماني، والفرنسي فيرلان مندي (24) من ليون، ليصل مجمل النفقات إلى ما لا يقل عن 250 مليون يورو لاعادة بناء فريق تعرض، في الموسم الماضي، لسلسة من النكسات المحلية والقارية.
ويبدو أن رئيس النادي رجل الأعمال فلورنتينو بيريز لم يكتفِ، إذ أشارت التقارير الى أنه ينتظر «التخلص» من عدد من اللاعبين من أمثال الويلزي غاريث بايل، ليستفيد من العائد في إبرام تعاقدات إضافية قد تصل، ربما، إلى حد الحصول على خدمات لاعب باريس سان جرمان الفرنسي، كيليان مبابي، الذي يعتبر أحد مطالب جماهير النادي الملحّة، من دون أن ننسى الهدف القديم - الجديد المتمثل في زميله البرازيلي نيمار دا سيلفا.
وفي الوقت الذي تسعى فيه إدارة «الملكي» إلى إقناع «زيزو» بلاعب وسط توتنهام هوتسبير اللندني، الدنماركي كريستيان إريكسن، فإن المدرب يصرّ على الحصول على خدمات مواطنه بول بوغبا، الذي يشغل المركز نفسه في مانشستر يونايتد الإنكليزي.
هذه التحركات النشطة التي يقوم بها ريال مدريد نجحت إلى حد ما في تهدئة الجماهير الحانقة على موسم سيئ عاشته، وشهد اقتراب برشلونة من عرش «الملكي» على جبهة الدوري المحلي، حيث بات الفارق بين القطبين 7 ألقاب فقط (33 مقابل 26 لصالح الفريق المدريدي)، وبعد ثلاثة مواسم شهدت تتويجه بلقب الـ«تشامبيونز ليغ».
فهل تعتبر هذه الاستثمارات كفيلة بتحقيق النجاح لريال مدريد؟
شهد صيف العام 2017 وحده، إنفاق الأندية حول العالم 4.71 مليار دولار أميركي على انتقالات اللاعبين (حوالي 3.6 مليار جنيه استرليني) بحسب TMS، الادارة التي تراقب حركة الانتقالات الخارجية الدولية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
واشتمل هذا المبلغ الضخم بالتأكيد على الـ263 مليون دولار (222 مليون يورو) التي دفعها باريس سان جرمان للحصول على خدمات نيمار من برشلونة الاسباني، ما جعل منه صاحب أغلى صفقة انتقال لاعب كرة قدم في التاريخ.
في واقع الأمر أن معظم الأموال التي «تُرمى» في سوق الانتقالات، تذهب أدراج الرياح، وهو ما يجب على ريال مدريد أن يعيه جيداً.
ثمة دراسة أجريت قبل سنوات تشير الى ان القيمة الصافية التي يصرفها أي نادٍ في سوق الانتقالات لا تنعكس الا بصورة خجولة جداً على الموقع الذي يحتله في ترتيب البطولة التي ينتمي اليها، بمعنى أن لا نسبة وتناسباً بين ما يُصرف على صفقات انتقال اللاعبين من قِبل نادٍ معيّن والموقع الذي سيحتله الأخير في الدوري الذي يخوض غماره.
الدراسة شملت ما أنفقه 40 نادياً انكليزياً ما بين 1978 و1997، وتوصلت الى ان صافي نفقاتها على الانتقالات («الصافي» هو الحاصل من المبالغ المصروفة على ضم لاعبين جدد، ناقص المبالغ الواردة نظير بيع لاعبين) يلعب دوراً لا تتعدى نسبته الـ16 في المئة على مؤشر تبدل الموقع على جدول ترتيب الدوري.
وبيّنت الدراسة نفسها أن الأندية التي تخصص ميزانية كبيرة لرواتب اللاعبين (وليس لشرائهم)، أي تلك التي ترفع رواتب لاعبيها، دأبت على تحقيق فارق مهم يؤشّر الى ان نسبة التغيير في موقعها على جدول ترتيب البطولة التي تخوض منافساتها بلغت 92 في المئة.
وجرى التوصل الى هذه النسبة بعد دراسة حركة الأندية الـ40 في سوق الانتقالات وتبدّل مواقعها في ترتيب المسابقات التي تشارك فيها بين 1978 و1997.
وفي دراسة أخرى غطّت الفترة بين 2006 و2016، تبيّن بأن الرواتب التي دفعتها أندية الدوري الممتاز وأندية دوري الدرجة الاولى في إنكلترا أثرت بنسبة 90 في المئة على مواقعها في ترتيب المنافسات.
ويبدو، على المدى الطويل، بأن من شأن الرواتب المرتفعة التي ترصدها الأندية للاعبين، ان تساعدها على تحسين موقعها، أكثر من الانتقالات الرنّانة التي يسيل لها اللّعاب.
بالتأكيد لا يمكن أن ينتقي نادٍ، أيُّ نادٍ، وبصورة اعتباطية عدداً من اللاعبين ويضاعف رواتبهم، ثم ينتظر ان يضاعفوا عطاءهم في الملعب ويحققوا له الفارق.
ليس المقصود ان من شأن الراتب المرتفع أن يؤدي حكماً الى أداء ممتاز. المقصود ان من شأن الراتب المرتفع أن يجذب لاعبين أصحاب أداء مميز.
سيكون ريال مدريد تحت المجهر لتأكيد إمكان انطباق هذه المعادلة على مسيرته في الموسم المقبل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي